الحياة تتغير في كل لحظة
الآن هناك عتمة وحتما سيأتي الشروق
عش حياتك في كل لحظة تمر بك. الوقت الآن هو ملكك
وربما لن يكون هناك غدا
الناظر لحالنا في هذا الوقت يرى العجب بالفعل .. ففي تصرفاتنا وأفعالنا وأقوالنا نبدو كأننا ضمنا بشكل قاطع أننا سنحيا للغد ولبعد الغد ولبعد بعده أيضا..
أكره فلان .. أبغض علان ... هذا لن أسامحه وهذا سوف أرد له الصاع صاعين .. لن أتسامح .. لن أتنازل ... أريد أن أفعل كذا وكذا وأخطط لكذا وأجلب كذا و..و.... الخ
أفكار وخطط ومشاريع ونوايا مبيتة وأشياء كثيرة نفكر فيها ونتبناها ونعتزم فعلها وننسى في غمرة كل هذا أن شمس الغد قد تشرق ونحن خارج عداد الأحياء..
يعني الله من يضمن أن الغد سيأتي عليه وسينفذ ما هو عازم عليه لماذا نتكاره ونتحاسد ونتباغض ونتعادى فيما بيننا وكل يوم يمر ينقص من تعدادنا والذي كان يكره بالأمس قد أصبح اليوم في لحده لم يقدر أن يضر من كان يكرهه ولا استفاد بكرهه وبغضه شيئاً..
يجب أن يكون لدى كل واحد يقين أن ما هو ملكه بالفعل هو يومه هذا اللي هو فيه , لا تظن أو تؤمل أن الغد حتما آت فمن يدري لذلك عمر يومك هذا بما هو مفيد ... أسعى نفذ وصايا اللة , قم بواجباتك ومسئولياتك وأعط كل ذي حق حقه .. ابتعد عن الكره والحقد والأذى للغير لأنك لن تستفيد منه شيئا ... عش إحساس اللحظة اللي أنت فيها بيقين أنها قد لا تعود .. إن كان هناك من تحبه بادر وأظهر حبك وإن كان هناك من تكرهه فحاول أن تسامحه فإن لم تستطع فلا تحقد عليه ودع أمره لله ...
حين تستلقي في فراشك قبل النوم استرجع كل تفاصيل يومك ..حاسب نفسك .. استغفر ربك ..صفي قلبك ونقه من أي شائبة ... أغمض عينيك وأنت راض عن نفسك وعن الدنيا وليس في قلبك حمل على أحد أو ضغينة مبيتة أو نية سيئة ... فمن يدري هل سيكتب لك أن تفتح عينيك مجددا أم لا ...
حينها فقط سيكون كل يوم يكتبه الله لك هو بمثابة حياة كاملة مليئة بالرضا والحب وراحة البال .. ولايهم حينها إن جاء الغد أم لم يجيء ...