|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جريدة الفجر : مرسى غير لائق طبيا للرئاسة .. وجماعة الإخوان تشعر بالخطر تشعر جماعة الإخوان المسلمين بالخطر الآن، بعد أن فقدت تعاطف الناخبين فى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وتدفع ثمن تعاليها ومحاولاتها المستمرة للانفراد بالسلطة.. حجم خسارة الإخوان فى الشارع السياسى تقيسه الجماعة من خلال مؤشر «الحيرة» وهى الحالة التى انتابت الناخبين الذين أصبحوا يفضلون مرشحاً محسوباً على النظام السابق على أن يتركوا الجماعة تسيطر وتنكل بخصومها، يعرف الإخوان الآن أن نظرية الناخب المصرى التقليدية «التصويت الانتقامى» التى كان يمارسها مع النظام السابق أصبحت تطبق ضدهم، لم يجدوا طوق نجاة فى جولة الإعادة سوى فى الثورة، بعد ان اكتشفوا أن أصوات المرشحين المحسوبين على التيار الثورى تجاوزت 10 ملايين صوت، عاد الإخوان إلى الشوارع متحججين بحكم القضاء على المخلوع، لكن شعاراتهم فى الشوارع لم تكن تتحدث عن مبارك ولكنها كانت تهاجم الفريق أحمد شفيق، وكأنهم اكتشفوا فجاة أن قانون العزل لم يطبق. صور اللافتات الممزقة لمرشح الجماعة الدكتور محمد مرسى تكشف عن استراتيجية جديدة، فلم تعد الجماعة تسعى لتعريف الناخبين بمرشحها، توقفت المؤتمرات الجماهيرية، وأزيلت بوابات الفراشة التى أغرقت بها حملة مرسى الشوارع فى الجولة الأولى، واختفت ظاهرة السلاسل البشرية الاستعراضية، الماكينات الانتخابية للإخوان فى الإسكندرية أصابها الفتور قبل أيام فقط من التصويت فى ظل مبررات وأعذار واهية من قيادات الجماعة هناك حول موسم الامتحانات وتأثيره على الدعاية لمرسى. مشاهد تثير الشكوك وعلامات الاستفهام، وتتنافى مع التوقعات بهجمة دعائية شرسة ومكثفة من الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة لمحمد مرسى فى جولة الإعادة، ورغبة فى تعويض الهزيمة الساحقة التى منيت بها الجماعة فى معاقلها التقليدية، بعد عجز مرسى عن تصدر محافظات مثل الإسكندرية والشرقية (مسقط رأسه) وحصوله على مراكز متأخرة فيها. هذه المشاهد تفتح الباب للكشف عن الاستراتيجية الإخوانية الجديدة فى جولة الإعادة.. أولويات الجماعة لم تعد كما كانت فى الجولة الأولى عندما كانت الساحة الانتخابية تضم عدداً من المرشحين المنتمين لتيارات مختلفة، ويمثلون خطورة على مرشح الإخوان، وهو ماجعل مجهود الإخوان كله وقتها يصب باتجاه تعريف الناس بشخصية مرسى، وإبراز مميزاته عن باقى المرشحين، ونفى اتهامه بأنه مجرد «إستبن» فارغ لا يحمل مؤهلات منصب الرئيس، وكذلك إظهار كم الحشد والكتلة التصويتية الرهيبة التى تؤيده فى المؤتمرات الجماهيرية، وهى الخطة التى استوجبت تكثيفاً رهيباً للدعاية وإغراق الشوارع بأكبر عدد ممكن من البانارات واللافتات والمؤتمرات الجماهيرية التى يتم الترويج لها إعلامياً بشكل ملحوظ، وتسليط الضوء على نجوم الكرة والفنانين والشخصيات العامة التى تدعم مرسى. كانت خطة الإخوان فى الجولة الأولى تستهدف كسب تأييد الطبقة الوسطى والكتلة الصامتة من حزب الكنبة، وكذلك المدن، ومناطق الحضر التى يتعامل معها الإخوان باعتبارها كتلة سلبية انتخابيا، فيما ترى العقيدة الانتخابية لدى الإخوان أن المدن لم ترجح فى يوم من الأيام كفة مرشح، أو تحسم نتيجة انتخابات. كل هذه الحسابات تغيرت فى جولة الإعادة.. وحلت محلها خطة بديلة، تمثل نقلة تكتيكية غير مسبوقة فى الاستراتيجية الانتخابية للجماعة، وتعتمد على عدة ركائز، أولها أن الإخوان تخلصوا من مرشحى القوى الثورية الذين كان وجودهم يمثل خطورة على مرشح الإخوان، وبهذا أصبح مرسى هو المرشح الوحيد على الساحة الذى يمكنه الانتساب إلى الثورة، فى مواجهة خصم واحد تلاحقه اتهامات بأنه جزء من النظام السابق، وهى النقطة التى انطلقت منها الآلة السياسية للإخوان فورا وبمجرد الإعلان عن نتيجة التصويت فى الجولة الأولى، بتدشين وتصدير مرسى فى صورة البديل الأوحد والأخير لنجاح الثورة فى مواجهة النظام السابق. وتعتقد الجماعة أنها حققت بالفعل هدفها من الدعاية المكثفة فى الجولة الأولى بتعريف الناس بمرسى جماهيرياً، ولم تعد الجماعة فى الجولة الثانية بحاجة إلى الدعاية الجماهيرية التى تعتمد على المؤتمرات وحشد المؤيدين، وصدرت الأوامر بتوقف جميع الفعاليات الجماهيرية، من مؤتمرات ولافتات وملصقات ومطبوعات، وتم التركيز على التربيطات واللقاءات العائلية مع العائلات والقبائل التى تضمن أكبر عدد من الأصوات، والاعتماد على جولات لمرسى فى المناطق التى شهدت خسارة كاسحة له، وهو مايفسر جولاته الانتقائية فى مطروح وسوق العبور وإسكندرية، وكذلك تعمد ظهوره فى قنوات فضائية معروفة بجمهورها غير الإخوانى مثل أون تى فى وسى بى سى. والأهم من ذلك مايطلق عليه داخل الجماعة الآن خطة «تغيير القناعات والتطمين»، وهى الخطة التى تعتمد فيها الجماعة بشكل أساسى على تفنيد الهجوم على الإخوان وتحسين صورتهم، وإجهاض أى شبهات حولهم، والتأكيد على دورهم الخدمى فى البرلمان، ومشاركتهم فى الثورة، والأهم من ذلك التركيز على أخطاء شفيق وسلبياته. وتنفيذ هذه الاستراتيجية يعتمد على النشاط الفردى لعضو الإخوان ومجهوده ومواهبه بشكل محدد، ويظهر فيها الدور المخابراتى للتنظيم الإخوانى، والإتصال الفردى بشكل واسع لتغيير وعى الناس فى الشارع، وصدرت الأوامر لشباب الجماعة بالانتشار الفورى فى المقاهى والكافيهات والنوادى والتجمعات الشبابية لخلق حالة عامة من التأييد لمرسى ضد شفيق. فيما تشمل الخطة أيضا نزول مجموعات من شباب الإخوان إلى محطات وعربات المترو ووسائل المواصلات لفتح نقاش حول أسباب انتخاب مرسى والدعوة إلى عدم التصويت لشفيق، خاصة بعد توفير الوقت الذى كان يهدره الفرد الإخوانى فى توزيع الدعاية والملصقات والحشد للمؤتمرات الجماهيرية، وتم استبدال هذه المؤتمرات التى تغطى مساحة محدودة من المناطق والأحياء بما يعرف الآن بالنقاط الثابتة، حيث تغطى المنطقة الواحدة حوالى 45 نقطة ثابتة، يتم الاستعانة خلالها بعروض «الداتا شو» التى تتولى عرض مقتطفات من أداء الإخوان المسلمين فى البرلمان، وفيديوهات لمحمد مرسى يوضح فيها مواقفه، والأهم مقتطفات من تصريحات وسقطات شفيق، ومواقفه من الثورة والثوار، بالإضافة الى مواد فيلمية تهاجمه وتخوف الناس من انتخابه، و أفلام وثائقية عن الشهداء ومشاركة الإخوان فى الثورة. وصدرت تعليمات الجماعة لأعضائها بتحجيم حملة «طرق الأبواب» التى كانت تتم على أوسع نطاق فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية فى الجولة الأولى، بحيث تتم فى إطار المعارف والجيران فقط، والمكالمات التليفونية من السيدات لمعارفهن وصديقاتهن فقط، وذلك لاستعادة الشريحة الانتخابية التقليدية التى كان يضمنها كل أخ فى الجماعة لصالح الإخوان فى كل انتخابات من واقع علاقاته ومعارفه ونشاطه الدعوى والخيرى عبر سنوات، وكذلك لتفادى الخطأ الفادح الذى وقع فيه أعضاء التنظيم الإخوانى عندما انشغلوا فى الجولة الأولى فى الانتخابات للترويج لمرشحهم باستقطاب شرائح انتخابية غير مضمونة، مما أسفر عن خسارتهم جزءا ضخما من الكتلة التصويتية المضمونة لهم، وهو أحد أسباب هزيمتهم فى معاقلهم. وتدرك الجماعة أنها أصبحت مضطرة أن تراهن فى جولة الإعادة على شريحة انتخابية ترفض مرسى كمرشح للجماعة من الأساس، وعليه فلابد من عدم استفزازها واستدراجها للتصويت لهذا المرشح الذى ترفضه، ليس بالترويج لشخصه كالمعتاد، وإنما للترويج لانتخابه بدافع إسقاط شفيق وإنقاذ الثورة، ولهذا تعتمد الجماعة على أسلوب مختلف تختفى فيه «الرائحة الإخوانية» فى الدعاية لمرسى فى هذه الجولة، وترك المساحة للآخرين من القوى السياسية من غير الإخوان، واستغلال طاقاتهم فى الحشد والترويج لمرسى بصفته «الحل الثورى الاضطرارى». وهنا تظهر أهمية أعضاء حملة عبدالمنعم أبو الفتوح التى أعلنت بشكل واضح تأييدها لمحمد مرسى، وبعض الأفراد من حملة حمدين صباحى وعمرو موسى، الذين لم يلجأوا للدعاية المباشرة لمرسى لعدم تقديم الإخوان ضمانات واضحة لمدنية الدولة، ويقتصر دورهم على منع الناخبين من التصويت لشفيق، وهو مايصب فى صالح مرسى. وبدأ الإخوان بالفعل بالتنسيق مع حملات مثل «إلحق بلدك» و«إنقاذ مصر»، وأصدرت الجماعة أوامرها بعدم مشاركة شباب الإخوان فى هذه الحملات حتى لا تفقد هذه الحملات مصداقيتها، وتصبح أكثر فاعلية وتأثيراً لدى الشريحة المستهدفة ممن لهم خلافات فكرية وسياسية مع الإخوان. وتقوم هذه الحملات بتوزيع مطبوعات تحت عنوان «هؤلاء قرروا التصويت» وتحتوى المطبوعات على اسماء شخصيات عامة من خارج الإخوان المسلمين والذين قرروا دعم مرسى، والوجه الاخر من المطبوعات يحمل تحذيرات من وصول شفيق للحكم من نوعية «لو تم انتخاب شفيق هتدخل السجن لأنك نزلت التحرير..مش هتعرف تقول رأيك.. فلوس البلد هتتسرق»، وهذه المطبوعات يتم توزيعها بشكل انتقائى بحيث تستهدف الطبقة الوسطى والطلبة والموظفين والمتعلمين، ويقوم بتوزيعها شباب متعلم وحسن المظهر ويبدو تماما عدم انتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين. وعلمت «الفجر» أن المكاتب الإدارية فى الجماعة وأمانات ذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة فى المحافظات تنتظر مذبحة تنظيمية، والإعلان عن استقالات لأعضاء هذه المكاتب عقب الانتهاء من جولة الإعادة، بسبب مسئوليتهم عن الخسائر الفادحة التى منيت بها الجماعة فى معاقلها والمحافظات صاحبة الكتلة التصويتية الأعلى، غير أن هذه الإجراءات تم تأجيلها لضيق الوقت وعجز الجماعة عن توفير كوادر بديلة على الفور. كانت المنافسة بين مرشحى الرئاسة مشتعلة وقتها، كانوا ضيوفا دائمين على القنوات الفضائية التى دفعتهم إلى أن يقولوا ما لديهم بلا تحفظ، كانت الحوارات باهتة وباردة حتى فجر الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح قنبلته بحديثه المباشر والواضح عن الحالة الصحية لبعض المرشحين. أبو الفتوح دفع بين يدى كلامه بأنه طبيب ويعرف جيدا ما يقوله، وقتها قال إن هناك مرشحًا مصابًا بفيروس سى (التهاب كبدى وبائى) وهناك مرشح آخر أجرى جراحة خطيرة فى المخ، لم يرتكب أبو الفتوح الجرم حتى آخره، وإن كان فعل ما هو أقبح، لقد أخفى أسماء المرشحين الذين كشف مرضهم، فراح الناس يخمنون الأسماء ناسبين إليها الأمراض. الذين يضعون أيديهم فى كواليس المجتمع المصرى وما يدور فيه، علموا على الفور أن الدكتور أبو الفتوح كان يقصد محمد مرسى تحديدا بالمرشح الذى أجرى جراحة فى المخ.. وصدقه الكثيرون ليس لأنه طبيب – فلم يعرف عنه ممارسة منتظمة أو مميزة لمهنة الطب – ولكن لأنه كان أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين، ومؤكد أنه يعرف الكثير من أسرار الجماعة. لم يدافع محمد مرسى كثيرا عن نفسه، ولم يتعرض لما قاله عنه عبد المنعم أبوالفتوح، اكتفى بقوله إنه ليس لديه ما يمنع من إعلان كل مرشح عن حالته الصحية، ودون تفاصيل قال إن حالته الصحية مرضية بالنسبة لسنه ( مرسى من مواليد 20 أغسطس 1951 أى عمره 61 عاما ).. وربما حاول أن يداعب مؤيديه فقال إنه يمشى يوميا حوالى 20 كيلو بسبب الحملات الانتخابية. دارت الأيام واخترق محمد مرسى الجولة الأولى للانتخابات وأصبح نصف رئيس، لكنه لم يغير كلامه، ربما أضاف له بعض التفاصيل، فى حديثه المطول مع عمرو الليثى على قناة المحور يوم الاثنين الماضى، قال مرسى نفس الكلام عن الـ20 كيلو التى يمشيها كل يوم، عن مناسبة حالته الصحية لسنه، لكنه زاد على ذلك بأنه يعانى من بعض السكر وهذا طبيعى، كما أنه يمكن أن تكون هناك فى السكة جراحة بشكل عادى. هناك تفاصيل أخرى لم يتطرق إليها محمد مرسى عن حالته الصحية، مؤكد أن هذا حدث، وهو ما يعنى لدينا أن الرجل لم يقل الحقيقة رغم أنه سئل فى الأمر أكثر من مرة، يمكن أن تعتبر الرجل أخفى شيئًا عامدا متعمدا عن ناخبيه، وهو فى النهاية ما يشكل مأزقا كبيرا للرجل، خاصة أن لدينا الكثير الذى يمكن أن نقوله. قبل أيام قليلة أشارت وكالة أنباء الشرق الأدنى، وهى وكالة أنباء حديثة إلى أن الدكتور محمد مرسى أجرى عملية جراحية لإزالة ورم سرطانى من المخ فى سنة 2009، وأن جامعة الزقازيق دفعت من تكلفة العملية 70 ألف جنيه، وأن الدكتور محمد مرسى تحمل 20 ألف جنيه. الوكالة وفى إطار تأكيدها على المعلومة التى حصلت عليها، استندت إلى أن عبد المنعم أبوالفتوح أعلن فى برنامج تليفزيونى خلال الجولة الأولى أن هناك مرشحا أجرى من قبل عملية جراحية فى المخ.. وقبل أن تغلق الوكالة تقريرها المفتوح، أشارت إلى أن محمد مرسى يعانى كذلك من أمراض فى القلب يصرف بسببها مجموعة من الأدوية أسبوعيا من خلال التأمين الصحى لجامعة الزقازيق حتى الآن. هذه المرة تحركت حملة الدكتور محمد مرسى من سباتها، شككت فى صحة ما نشرته وكالة أنباء الشرق الأدنى، وكان لافتًا أن الحملة استخدمت نفس الدفع لتأكيد كلامها، فأشارت إلى أن الوكالة استعانت بكلام عبد المنعم أبوالفتوح وهو ما لم يثبت.. لكن ما كان لافتًا أكثر أن الدكتور أحمد عبد العاطى المنسق العام لحملة محمد مرسى نفى تماما علمه بإجراء مرسى لجراحة حساسة فى العام 2008. حتى هذه اللحظة نحن أمام الأحاديث والردود والتكهنات والنفى المتبادل، دون أن يمتلك أحد دليلا على ما يقوله، لكن ولأنه لا شىء فوق هذا التراب لا يرى فقد ظهرت المستندات التى تؤكد أن كل ما قيل عن الحالة الصحية للدكتور محمد مرسى كان صحيحا ولا ريب فيه على الإطلاق. فى 16 يناير تقدم الدكتور محمد مرسى إلى مجلس جامعة الزقازيق التى كان يعمل بها وقتها أستاذا فى كلية الهندسة بخطاب رسمى هذا نصه:" بسم الله الرحمن الرحيم.. السيد الأستاذ الدكتور ماهر الدمياطى رئيس جامعة الزقازيق المحترم .. تحية طيبة وبعد.. مقدمه لسيادتكم الأستاذ الدكتور محمد محمد مرسى العياط رئيس قسم هندسة المواد بكلية الهندسة.. حيث إنه صدر لى قرار وزارى للعلاج بالخارج رقم 3372 بتاريخ 27 ديسمبر 2007 بحد أقصى 12000 دولار، أى ما يعادل 66193,2 جنيه مصرى، ونظرا لأن تكاليف العلاج المبدئية فى حدود 250 ألف جنيه مصرى، برجاء التكرم بالموافقة على مساهمة الجامعة فى تكاليف علاجى من صندوق استكمال علاج أعضاء هيئة التدريس". هذا الخطاب وقع عليه رئيس الجامعة الدكتور ماهر الدمياطى بالموافقة على العرض على مجلس الجامعة فورا، وفى محضر مجلس الجامعة المنعقد بتاريخ 22 يناير 2008 جاء الآتى بالنص:" بشأن مساهمة الجامعة فى تكاليف علاج الأستاذ الدكتور محمد محمد مرسى العياط أستاذ ورئيس قسم هندسة المواد بكلية الهندسة، وذلك من الصندوق الخاص بالجامعة الذى يساهم فى استكمال نفقات العلاج وأجر العمليات الجراحية للسادة أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم". وفى ضوء ما هو معروض كان القرار نصا:" الموافقة على صرف 20 ألف جنيه من الصندوق الخاص الذى يساهم فى استكمال نفقات العلاج وأجر العمليات الجراحية للسادة أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بالجامعة". لا تكشف الأوراق حتى الآن نوع المرض الذى يعانى منه الدكتور محمد مرسى، فالتقرير الطبى الذى قدمه إلى الجامعة تمت الإشارة إليه بالرقم فقط ( رقم القرار هو 3372) ومن الطبيعى ألا تشير الجامعة إلى تفاصيل القرار فى مكاتبها الرسمية ما دام أصل القرار لديها. لكن يبدو أن هناك من حصل على القرار.. فقد ظهر بعض من تفاصيله فى مكتب النائب العام. وكالة أونا للأنباء وهى وكالة حديثة استطاعت أن تثبت أقدامها فى منظومة الإعلام المصرى فى شهور قليلة، انفردت بنشر خبر عن بلاغ تقدم به الدكتور عاطف عامر إلى النائب العام. عاطف أستاذ الكيمياء بكلية العلوم جامعة الزقازيق أى أنه فى العرف الجامعى زميل للدكتور مرسى، فهو ينتمى إلى نفس جامعته، وإن لم ينتم إلى نفس كليته، هما فى النهاية أعضاء هيئة تدريس واحدة، فى بلاغ عاطف عامر – حمل رقم 61 - الذى يقدم نفسه على أنه منسق القوى الثورية مطالبة واضحة للجنة العليا للانتخابات الرئاسية بان تحقق فى الملف الصحى الخاص بالدكتور محمد مرسى مرشح الرئاسة، حيث إنه يعانى – طبقا للبلاغ – من نوبات صرع نتيجة استئصال ورم فى المخ عام 2008. لم يطلق عاطف عامر اتهامه فى الهواء ويمضى، ولكن طبقا لخبر أونا، فقد أرفق عامر مستندات منها القرار الوزارى رقم 3372 الصادر بتاريخ 7 ديسمبر 2007، وطلب بخط يد مرسى لرئيس جامعة الزقازيق يطالب فيه بمساهمة الجامعة فى تكاليف علاجه بالخارج، والتى وافقت الجامعة عليها فى جلسة مجلس رقم 380 بتاريخ 26 يناير وقررت أن تصرف له 20 ألف جنيه من الصندوق الخاص بالجامعة. لم يفصح عامر عاطف فى بلاغه عن كثير، لكن البلاغ نفسه يثير العديد من علامات الاستفهام، منها أن البلاغ تم التعتيم عليه بشكل يبدو مقصودا ومتعمدا، ثم إن الجهات التى خاطبها البلاغ لم تتحرك ولم تعلق، ولم تأخذ موقفا، وكأن الحديث عن مواطن عادى، وليس مرشحا لرئاسة الجمهورية، يحمل الآن لقب نصف رئيس. كان لابد أن نذهب إلى هناك.. إلى كلية الهندسة جامعة الزقازيق، وقد تكون هذه هى الإضافة الأولى التى نقدمها خالصة فى ملف محمد مرسى الصحى، من على كمبيوتر كلية الهندسة عرفنا تفاصيل القرار، وننقل لكم هنا نصه الذى يقول:" بناء على التقارير الطبية المقدمة من الأستاذ الدكتور محمد محمد مرسى العياط، فقد تبين أنه يعانى من ورم فى المخ، ويحتاج إلى إجراء جراحة لاستئصاله فى الخارج، بخلاف معاناته من سكر الدم والتهاب فى الأعصاب الطرفية". ويضيف التقرير الذى يكشف تفاصيل القرار الطبى: " وقد أجرى عملية استئصال الورم فى الخارج فى 2008 فى أحد مستشفيات لندن على نفقة الدولة، وما زال يعالج على نفقة الدولة بذات القرار". معنى هذا الكلام أن الدكتور محمد مرسى لم يقل الحقيقة فيما يخص ملفه الصحى.. لقد أشار باستخفاف إلى أنه يمكن أن تكون هناك جراحة عادية، مع أن ما جرى فعلا كانت جراحة خطيرة، ويبدو أن لها آثارها وهو ما استند إليه أستاذ كلية العلوم بالزقازيق عامر عاطف، لكن لم ينتبه إليه أحد. هناك إشارات كثيرة إلى أن محمد مرسى يعانى من مشاكل فى القلب، لكن هذه لم تثبت حتى الآن، فهو وحده الذى يمكن أن يؤكد أو ينفى، وإن كانت التجارب معه تشير إلى أنه لا يتحدث عن صحته إلا بكل غموض وريبة، رغم أنه أعلن مبكرا ألا حرج عنده من الإعلان وبشكل كامل عن حالته الصحية. الحديث عن ورم المخ لم يكن هو الكلام الوحيد الذى تردد عن محمد مرسى، فهناك إشارة إلى أنه أصيب لفترة بفيروس سى، والمعلومة هنا على مسئولية المحامى والمفكر ثروت الخرباوى الذى قضى سنوات طويلة فى الجماعة قبل أن يغادرها بسبب قسوة قلبها وغلظة عقلها. كنت أتحدث مع الخرباوى فقال لى إنه يعرف اسم الدكتور الذى كان يعالج الدكتور محمد مرسى من فيروس سى، وهو الأستاذ الدكتور مأمون عاشور أستاذ الجهاز الهضمى وأمراض الكبد فى جامعة عين شمس. كان مهما أن أسأل الخرباوى عن مصدره وعن ثقته المطلقة فيما يقوله، فأشار إلى أن الدكتور عاشور كان هو مسئول المنطقة التى ينتمى إليها ثروت، وكان معروفا عنه أنه يعالج مرضى الإخوان المسلمين المصابين بفيروس سى ( لاحظ أن الجماعة تعالج مصابيها عد أطباء إخوان ربما لتحفظ أسرارهم). يقول ثروت إن الدكتور مأمون عاشور كان يتعامل بطريقة خاصة مع مرضى الكبد من الإخوان، كان ييسر الأمر عليهم مهما كانت الحالة التى أمامه خطيرة، وكان صبورا جدا مع مرضاه، وهو ما كرره مع الدكتور محمد مرسى الذى قضى فترة طويلة من حياته يعالج فى عيادة الدكتور مأمون. المفاجأة التى يكشفها ثروت الخرباوى أن الدكتور محمد مرسى كان قد أخرى وهو موجود فى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة ثم للعمل أجرى جراحة إزالة ورم من المخ، وأن هذه العملية تركت عليه آثارا واضحة فى حركة الفم.. وأثرت بشكل واضح على حركة أطرافه العليا، وأنه ظل يعالج بعد أن عاد إلى مصر ( مرسى عاد بشكل كامل إلى مصر فى العام 1985 وبدأ العمل فى كلية الهندسة جامعة الزقازيق التى أصبح أستاذا متفرغا بها فى العام 2011). كانت قصة عملية محمد مرسى لإزالة الورم من المخ فى أمريكا متداولة بين أوساط الإخوان، وقد عرفها ثروت الخرباوى من أحاديث الإخوان المتناثرة فى الجلسات الإخوانية. لكن هذا ليس الخطير وحده، فالخطير أنه فى العام 2008 عاد محمد مرسى ليجرى عملية لإزالة ورم من المخ فى لندن هذه المرة – والأمر ثابت من الأوراق الرسمية – وهو ما يعنى أن الورم ارتد على مرسى مرة أخرى، وهو ما يعنى أيضا أن الورم يمكن أن يرتد عليه فى أية لحظة، وبدلا من أن يتفرغ الرجل لمشروع النهضة، نتفرغ نحن لعلاجه من آثار عملية ورم المخ. طوال البحث عن حقيقة الحالة الصحية للدكتور محمد مرسى، كنت أقاوم إحساسًا بأن الرجل كان يكذب، هو فقط لم يتحدث عن حالته الصحية لأن أحدا لم يطلب منه ذلك، لكن عندما راجعت الحوارات الكثيرة التى ظهر فيها سواء تمهيدا للجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية أو الجولة الثانية، وجدت أن هذا سؤال ظل يطارد الرجل كثيرا، لكنه فى كل مرة كان يراوغ، ويقول كلاما لا يغنى ولا يسمن من جوع. الآن هناك بلاغات أمام النائب العام.. وهناك مستندات تكشف بوضوح حقيقة التاريخ الصحى للدكتور محمد مرسى.. ولن يكون مناسبا أو مجديا أن يصمت الرجل أو ينفى أو يراوغ، لابدأن يخرج على الناس ببيان واضح على الناس، يقول لهم فيه الحقيقة كاملة دون أن يكذب أو يتجمل. يقول من يعرفون الدكتور محمد مرسى جيدا، ورأوه بوضوح أثناء عمله البرلمانى ( الدكتور مرسى كان عضوا بمجلس الشعب فى دورة 2000 – 2005.. وكان المتحدث الرسمى باسم الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين)، وكان الرجل سليما معافى، لا أثر لأى عمليات جراحية عليه، كان مرسى بالفعل شفى تماما من آثار العملية الجراحية التى أجراها فى الولايات المتحدة. وفى العام 2008 ولم يكن الدكتور محمد مرسى عضوا فى البرلمان، إلا أن أعضاء البرلمان – عددهم كان 88 عضوا – من الإخوان، كانوا يرددون أن الدكتور مرسى سافر لإجراء عملية جراحية فى المخ فى لندن – وهذا كلام عليه شهود – وبالفعل بعد أن عاد الدكتور مرسى بدت عليه آثار العملية واضحة جدا.. وليس عليك إلا أن تقارن بين الفيديوهات التى يتحدث فيها وهو عضو فى البرلمان والفيديوهات التى تسجل أحاديثه الآن.. هناك فارق كبير بالطبع يمكن أن تلحظه وتلاحظه بسهولة، حتى ولو لم يعترف به الدكتور محمد مرسى. إننا أمام مرشح رئاسى يدعى أنه سيكون رئيسًا لعهد جديد، يقوم على الصراحة والشفافية فى كل شىء، وهو نفسه لا يمارس هذه الصراحة أو الشفافية، فكيف يمكن لنا أن نطمئن إليه فى أشياء أخرى. لقد عانينا كثيرا من غموض الحالة الصحية للرئيس المخلوع، وقد اتضح لنا أنه وبسبب حالته الصحية المتردية كان مجرد صورة، لم يمارس الحكم منذ أكثر من خمس سنوات، وأن جمال مبارك كان هو من يحكم ويدير شئون البلاد، ولا نريد الحقيقة أن يتكرر الأمر مرة أخرى، فيتصدر محمد مرسى الصورة بما فيه من أمراض وما يعانيه من آلام، بينما خيرت الشاطر هو الذى يدير شئون البلاد. إننا لا نتمنى الشر لمحمد مرسى – لو كنت أتمنى له الشر لقلت له ذلك مباشرة ودون مواربة – ولو فاز الرجل بالانتخابات فسأعترف به رئيسا لمصر.. وفى الوقت نفسه سأسجل اسمى فى بداية قائمة معارضيه لكن ما أذهب إليه هنا أن يكون الرجل شجاعا بما يكفى ويعلن علينا ملفه الصحى كاملا.. فلن يكون مناسبا ولا لائقا أن يبدأ عهده الجديد معنا – هذا إذا بدأه – بالأكاذيب. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|