أمير سعوديّ يشهد لأبونا بيشوى كامل
عاش أبونا بيشوي كالبستانيّ يرعى أزهاراً ويسقي أشجاراً، والأرض الخَرِبة كان ينزع الأشواك منها ويُزيل الأحجار من تربتها! ولهذا عندما ذهب للعلاج في لندن كان يرعى ويبث شعاع الأمل أمام المرضى، فكيف استطاع الطائر الجريح الَّذي يبحث عن دواء، أن يخدم ويرعى ويفتح أبواب الأمل أمام المرضى والمتألِّمين؟!
وهكذا استطاع أبونا بيشوي بحُبِّه الَّذي كان يتصاعد بَخوراً لله في زفرات متقطِّعة، أن يُعيد البسمة لوجوه أُناس كانت الحياة في نظرهم انتظاراً للموت البطيء! فما أشد ظُلمة ليل المرض حيث الألم والدموع والندب والنُواح! وما أبهى نور الأمل حيث البسمة ترتسم على الحواس والفرح يملأ القلوب! وقد شهد لهذا الحُب الفريد الَّذي كان يفيض من قلب أبونا، الأمير السعودي مرتضى الهاشميّ، الَّذي كان يُعالج في نفس المستشفى، ولم يجد راحته إلاَّ مع أبونا بيشوي حتَّى إنَّ الأطبَّاء كانوا يذهبون لحُجرة أبونا لإعطائه الحقنة، وعندما عاد إلى السعوديّة أرسل بخطاب لأبونا بيشوي يقول فيه: " أبعث إليك بأنبل عُربون لمحبَّتي وإخلاصي وولائي من أعماق قلبي، الَّذي تركته مُشتعلاً بالحُب لروحك الطاهرة الممتلئة حناناً غمرنا حين كنَّا معك، وكان حنانك غامراً إلى حد جعلنا ننسى آلامنا وقلقنا..."