رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصلاة المقبولة والتكلم بالحق
أحياناً نُصلي كواجب موضوع علينا بدون أن نعي أو نُدرك الكلمات التي ننطقها ونُصلي بها، فتُصبح الصلاة مقرؤه وبلا فهم ولذلك لا يسمعها الله لأنه مكتوب: + الله من السماء أشرف على بني البشر لينظر هل من فاهم طالب الله !!! (مزمور 53: 2)الله عين ترى الكل وشمس روحانية تتطلع على الدنيا بأسرها، يخترق أستار الظلام بنوره ويبصر كل شيء إذ هو حاضر أمام عينيه اللتان كلهيب نار، وبتلك النار الفاحصة يخترق أفكار الإنسان الخفية وقلبه ويتطلع إليه وينظره، ويقرأ كلمات قلبه قبل لسانه، فأن كان يطلبه من قلبه ببساطة إيمان حي يستمع لكل كلمات فمه ويُعطيه كل ما يطلب باسم المسيح الرب؛ أما لو كان يتكلم حسناً وفي قلبه شيء آخر وهو مبتعد بعيداً عنه، فأنه لا يستمع إليه ولا يُجيبه قط: [ فأجاب (يسوع) وقال لهم: "حسناً تنبأ إشعياء عنكم أنتم المرائين كما هو مكتوب هذا الشعب يُكرمني بشفتيه وأما قلبه فمبتعد عني بعيداً" ] (مرقس 7: 6) فأحياناً كثيرة البعض يقول في الصلاة كلمات حلوة مرتبة أو صلاة محفوظة مُنمقة، بينما في قلبه يضمر شيئاً آخر ويفكر به أو ينطق بكلمات مشتتة من هنا وهناك، أو لا يُصلي بفهم وعن حاجة، ولذلك تموت الكلمات على فمه وتصير صلاته كلمات مبعثرة في الهواء، وبذلك يخدع نفسه أن اعتقد أن هذه صلاة محل سرور الله أو تُرضيه، مع أن هذه ثمرة سقوط النفس في الانعزال الداخلي عن الله الحي ودليل قاطع عن الابتعاد القلبي عن شركة الله والقديسين في النور، وهذا اسمه الكذب في الصلاة والذي بدوره ينعكس في معاملاتنا مع الناس، لذلك مكتوب: [ القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس من يعرفه ] (إرميا 17: 9)+ فيجب على الإنسان المسيحي الحقيقي، أن يغرس في قلبه الحق بكلمة الله، وذلك في جلوسه المتأني أمام الكتاب المقدس وبكل صبر يقيس قلبه على الوصية المقدسة، ويعرف نفسه على حقيقتها ويكشف قلبه بإخلاص أمام الله، ويُصلي بما يضمره في قلبه بدون أن يدَّعي شيء أو يقول كلام على خلاف الحقيقة الموجودة في قلبه وفكره، فالله لا يسمع إلا الكلمات الصادقة التي تعبر عن حالي أنا أمامه... + فلا تشكر الله إلا لو كنت مقتنعاً بأن تشكره من أجل عِظم خيراته التي ترى أنه صنعها معك فعلاً وواقعياً تراها أمام عينيك... + ولا تطلب منه غفران خطايا إلا التي ترى أنك فعلتها فعلاً وهي أمام عينيك ظاهره، لأن الله لا يُعطي غفران عن خطايا تدَّعي انك صنعتها بداعي التواضع وانت لم ترتكبها أصلاً، لأن هذا ادعاء بتواضع كاذب... + لا تُسبح الله مُدعياً الفرح به وانت تشعر بالحزن والأسى، فان تسبيحك سيصير بلا طعم ويحجب الله وجهه عنك فيزداد ضيقك وحزنك، بل قف في حزنك هذا أمام الله واطلب منه الفرج في ضيقك وأنت تهدأ وتتذوق سلامه الفائق وحضوره المجيد في ضيقك.. + لا تصلي وتقول أؤمن وأُصدق وأنت في قلبك تشك ولا تصدق أن الله صادق في وعده وقادر أن يتمم قصده ويُعطيك ما تطلب، بل كن صريح في الصلاة طالباً من الله أن يرفع الشك من قلبك ويُثبتك في الإيمان واسأله أن يُزيد إيمانك ويبدد مخاوفك...في النهاية صلي حسب قلبك ولا تُصلي على غير الواقع الذي تشعره وتتعايش فيه، وما كتب هو مجرد أمثلة لكي توضح كيف نقف بحقيقة قلبنا أمام الله الحي لكي نصلي بالروح والحق فعلياً وعن حاجة قلبية واقعية، فننال استجابة الله لصلواتنا آمين |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|