معاً كل يوم فى الصوم الكبير-يوم الأربعاء من الأسبوع الثالث

[nasser]

يوم الأربعاء من الأسبوع الثالث
صلاة

ربنا المبارك يسوع
يا مَنْ صُمت عنّا أربعين يوماً وأربعين ليلة بسرّ
لا يُنطق به
حاملاً على أكتافك خطايا البشرية كلها متنقّلاً ما بَيْن صخرة وصخرة وحزنك إلى الآب كان ذبيحة قبل الذبيحة واكتئاب نفسك عوضاً عن الخطايا التى اقترفناها واقترفتها البشرية كان أمام الآب رائحة ذكية
عادت فانطبعت علينا ليشتمّها الآب فينا رائحة المسيح الصائم عنّا لكى ننال بصومنا دالة معك.
ياربنا يسوع المسيح أعطنا أسرار هذا الصوم العميق التى عشتها وأنت تتنقّل بين خطايانا من خطيئة إلى خطيئة.
هذه هى التى أورثتك حزناً على حزن وهى التى عبّدت الطريق إلى الجلجثة بكل رضا وقبول لأنك فى هذه الأربعين يار ب قستَ بالشبْر خطيتنا طولاً وعمقاً ولكن ليس جُزافاً ولكن لكى تعطينا سرّ حبّك الذى اكتسبته لنا باتضاعك وآلامك وصلبك لكى نستدرّ به محبّة الآب عوضاً عن هذه الخطايا التى بلا عدد.
إن كنّا نرتّل لك فى كنيستك أن خطايانا صارت كرمل البحر
فهذه حقيقة يارب ولكنها لم تعُد ثقيلة عليك كالأول لأن الدم المسفوك على الصليب قد رفع ثقلها عنّا وعن الآب ولم تعُد تُرى إلا عند الذين يكفرون بدمك وبصليبك.
أيها الحبيب الصائم عنّا
أعطنا قلباً يستطيع أن يَحسّ لا بخطاياه هو فقط بل بخطايا الآخرين أيضاً لأنه كيف نُحب الآخرين إن لم نشعر أيضاً بخطاياهم؟ لأن الضعف يستدرّ الحب.لا نستطيع أن نُحب أحداً يارب إن لم نقدّم مع توبتنا صلاة أيضاً وحزناً وتوبة مع التائبين ألم تقل لنا:حزناً أو بكاء مع الباكين وفرحاً مع الفرحين؟ كيف نبكى مع الباكين إن لم نشعر بخطاياهم؟ أنت الذى شعرت بخطايانا أعطنا هذا السرّ.
ما أعمق سرّ صومك يارب لا نستطيع أن نتكلّم عنه أمامك فى صلاة ولكن أعطنا إياه فى تأملاتنا الفردية أن يتأمّل كل إنسان فى هذه الأربعين المقدسة وماذا اكتسب منها وماذا توفّرت فى نهايتها من أمْجاد ومن عطايا هذا مقدارها لا للإنسان فقط بل للبشرية والأجيال كلها.
كنيستك التى أحببتها تجوز هذه الأيام متاعب بلا حصر ةتَمزّق وأخبار تلو أخبار وأكاذيب وأوهام أتعبت شعبك وأتعبتنا معهم.أتوسّل إليك أن ترسل سلامك من السماء ليعُمّ كنيستك.اصنع عملاً يُعيد لنفوسنا راحتها وفرحها وسلامها ويُعيد لشعبك وحدته والتئامه.
يارب لا يكون فيما بعد تَحزّب ولا انشقاق ولكن فكر واحد وقلب واحد بل وجسد واحد وروح واحد فيك يا ابن الله نتوب وإليك نعود ونتصالح معاً.