الإستشهاد

[tito227]

الإستشهاد

الأنبا بنيامين – أسقف المنوفية

٢٥ فبراير ٢٠١٥

الإستشهاد هو نوع من الفرصة التي بها يفوز الإنسان بإكليل الحياة الأبدية لذلك كان الرب صريحاً جداً مع تلاميذه إذ حدثهم عن الآلام التي سيلاقونها فقال : ” لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها (مت28:10).. وقال أيضاً : ” ها أنا أرسلكم كغنم وسط ذئاب فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام (مت16:10)..
وبتحذير قوي يقول: ” ولكن إحذروا من الناس لأنهم سيسلمونكم إلي مجالس وفي مجامعهم يجلدونكم وتساقون أمام ولاة وملوك من أجلي شهادة لهم وللأمم ” (مت17:10-18) والأخطر هو قوله : ” وسيسلم الأخ أخاه إلي الموت والأب ولده ويقوم الأولاد علي والديهم ويقتلونهم وتكونون مبغضين من الجميع من أجل إسمي ولكن الذي يصبر إلي المنتهي فهذا يخلص ومتي طردوكم من هذه المدينة فاهربوا إلي الأخرى (مت21:10-23)..

وفي مُجمل القول : ” أدخلوا من الباب الضيق لأنه واسع الباب ورحب الطريق المؤدى إلي الهلاك وكثيرون هم الذين يدخلون منه .. ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذى يؤدى إلي الحياة وقليلون هم الذين يجدونه ” (مت13:10-14)..
ولعل الواضح من هذه العبارات أن مَنْ يؤمن بالمسيح يتعرض إلى متاعب تصل إلي الموت حتى من الأقارب كالأب أو الإبن أو الإخوة !!!.. وهذه صور من الإستشهاد التي قرآنا عنها فى تاريخ الكنيسة القبطية فى أخميم وإسنا والفيوم وفى كل مكان شهادة للإيمان المسيحى أمام العالم كله..

ولكن ما يطمئن المؤمنين وعود الله الضامنة فيقول : ” لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سُرَّ أن يُعطيكم الملكوت..” لأنه حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم أيضاُ.. (لو32:12-34)..
ويعطي السيد مثلاً فيقول : ” ألبست خمسة عصافير تُباع بفلسين وواحد منها ليس منسياً أمام الله بل شعور رؤوسكم أيضاً جميعها محصاة فلا تخافوا أنتم أفضل من عصافير كثيرة ( لو7:12 ) .. وعشرات الآيات موجودة تعطي فكرة واضحة عن حماية الله لنا حين نتعرض لخطر..

ولكن للشهادة وقت مثلما حدث مع القديس بطرس الرسول إذ حماه الله من السجن وأخرجه بمعجزة وبحضور ملاك بقوة أخرجه عبر أبواب السجن المهولة ولكن حين جاء وقت الاستشهاد صُلب منكس الرأس وفاز بإكليل الشهادة ونال الأمجاد مع إكليل الرسولية والكرازة فى أماكن عديدة.. لا شك أن وعد الكتاب ” إن كنا نتألم معه فسنتمجد معه ” .. لذلك نحن نطوب الشهداء ونشيد بهم لأنهم يؤكدون الإيمان المسيحى لأن بذل النفس لابد أن يكون من أجل حقيقة أكيدة..
من هنا نؤكد أن شهادة الدم هي أقوى شهادة تبدأ بالفم ثم بالقدوة وتتأكد بالدم إن كانت هذه دعوة الله للإنسان الذى يستشهد لأجل الإيمان الأرثوذكسى المستقيم…