رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
+ كتبت المفكره الدكتوره وفاء سلطان : *** ( من لا يجيد قراءة التاريخ عليه أن يعيده ) لا أدري إن كان المسيحيون في سوريا قد فشلوا في قراءة التاريخ ! ربما لهذا السبب عليهم أن يعيشوه من جديد … في الشهر الرابع من هذا العام تمر الذكرى المئوية للمجزرة التي إرتكبتها جحافل العثمانين المدججين بثقافة الغزو والسبي والغنائم بحق أكثر من مليون ونصف أرمني [ إضافة من سام بابيشا: و سبع مائة ألف آشوري ونصف مليون يوناني جميعهم مسيحيين ] . اليوم تمتد أياديهم الغاشمة لتفتك بما تبقى من المسيحيين في سوريا ! لم يبق من سوريا سوى مسيحييها ، وبالقضاء عليهم ستُمحى سوريا من على سطح الأرض ... هم سوريا وسوريا همٍ … ليس في سوريا حيّ نظيف إلا ما يقطنه المسيحيون … ليس في سوريا خلق حميد إلا ما أورثنا إياه المسيحيون … ليس في سوريا مدارس لا تعلم الحقد والكره إلا مدارسهم … ليس في سوريا معبد جميل إلا معابدهم … ليس في سوريا درس محبة إلا ما يُتلى في بيوتهم وكنائسهم … أجمل الأعياد التي احتفلنا بها وأكثرها بهجة كانت أعيادهم … هم ملحنا ، وسكرنا ، وطحين خبزنا ، وأزهار حدائقنا ... لولاهم لكانت الحياة في سوريا قبيحة للغاية وقاحلة للغاية … دمّرت جحافل البدو تراثهم ولغتهم وتاريخهم ، وحاولت أن تستبدلها بثقافة الصحراء التي تتبنى مبدأ « لا تأخذكم بهم رأفة » ، لكنهم ظلوا أوفياءاً لتعاليم إلههم : فأحبوا من عاداهم لأنهم لا يعادون … وأحسنوا إلى مبغضيهم لأنهم لا يبغضون … وباركوا لاعنيهم لأنهم لا يلعنون … يصادقون ولا يغدرون … يسامحون ولا يحقدون … يعطون ولا يطالبون ... من على منابر المساجد شُتموا ولُعنوا وكُفّروا وظل أولياءاً للوطن ولأخوتهم في الإنسانية … ليس لي عليهم محمل ، بإستثناء أنهم أداروا الخد الآخر … بالغوا في تسامحهم كما بالغ المسلمون في حقدهم … ظنوا أن تسامحهم سيحمي ما تبقى منهم ، دون أن يدركوا أن الآخر لا يفهم إلا لغة العنف لأنهم رضعوها في حليب أمهاتهم ! لستُ من دُعاة الإنتقام ، لكنني لست في الوقت نفسه من دعاة « الخد الآخر » ! لذلك ، أراهم اليوم ملزمين بالدفاع عن « الخدين » ، فعدوهم جلف ولا يستحق إلا النار والحديد … أخاف عليهم لأنني أخاف على سوريا … أخاف على سريانيتهم وآشوريتهم وفينيقيتهم من الإندثار ، لأنني على ثقة باندثارهم ستندثر سوريا … أخاف عليهم لأنني أخاف على المحبة من بعدهم … أخاف عليهم لأنني أخاف على الله من بعدهم … هم هويتي ، هم وطني ، وهم أهلي … هم بإختصار تراثي وحاضري ومستقبلي … سأبوح بسرّ لم أبح به من قبل … أمي من عائلة هرمز … وجذور العائلة تمتد إلى الآشوريين في تل هرمز الذي تحاصره جحافل محمد اليوم … لم أكن أعرف ذلك ، حتى إعترف لي صديق آشوري بأن أحد أجداد عائلته فر يوما إلى الساحل واستوطن هناك ، وصعقتني أوجه الشبه بينه وبين أخوالي … لذلك ، أبكي اليوم على أهلي في الحسكة كما بكيت على أهلي في اللاذقية … ولذلك ، أبكي اليوم على سوريا كلها من بابها إلى محرابها ، وأتضرع إلى الله : آبانا الذي في السموات ليتقدس إسمك ليأتِ ملكوتك ... لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض … آبانا الذي في السموات … نجي سوريا من الشرير **** الدكتورة وفاء سلطان طبيبة نفس وكاتبة سورية التعديل الأخير تم بواسطة morcos20 ; 27 - 02 - 2015 الساعة 04:30 AM |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|