[ فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم، اشترك هو أيضاً كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس. ويعتق إولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية ] (عبرانيين 2: 14 - 15)
الخوف من الموت هو الداء الخفي الذي يحرك إرادة الإنسان نحو ما يظن أن فيه نجاته وحياته، وبكونه منفصل عن الحياة أي الله مصدر وجوده الحقيقي منحصراً في ذاته واضعاً لنفسه شريعة معرفة الخير والشرّ، فأصبحت أناه أي ذاته، هي محور ومركز وجوده، وهو يحصر كل شيء فيها ولا يقدر أن يخرج خارجها، بل يُريد أن الكل يشاركه تمركزه حولها، ومن هنا على وجه التحديد توقفت المحبة فقتل الأخ أخاه، وساد الفساد وانتشرت العداوة والبغضة والتحزب ورفض كل آخر لا يتعبد لذاتي...
فمحبة الذات تنشئ تعالي لا يقبل الغفران للآخرين، ولا يتقبل توبتهم بل وقد يجعلنا نحكم عليهم بالهلاك المؤكد، لذلك تظل محبتنا مقيدة لا تنمو، بل تموت تحت ثقل العداوة، وهذا هو سرّ فشلنا في تذوق محبة الله الحقيقية.