رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
احتياجنا الحقيقي في هذه الأيام !!!
ضجيج رياح عاتية ونار مشتعلة وصخب أصوات عالية، كل هذا لا يظهر فيه الله، بل بهدوء شديد في حب وسلام يُشرق نور يبدد الظلمة ويشع بهاء مفرح لكل من يراه، وفي هذا كله يخرج نشيد تمجيد مع شكر وتسبيح بأنغام هادئة تريح النفس...+ حينما نقبل الله ببساطة الإيمان الحي، ندخل بتلقائية في شركة معه بدون ضجة وكثرة الكلام والصراع على الألفاظ، لأن الكلام وتحديد الألفاظ كان سببها الهرطقات، لكن الأصل المسيحي هو انفتاح القلب على الله ببساطة والدخول في سرّ النعمة المُخلِّصة، والحياة في شركة القديسين في النور في وحدة لا تنفك مع الله يزداد عمقها واتساعها مع الأيام في نمو دائم على مستوى الداخل... وفي هذه الأيام نحتاج فعلاً أن نكف عن الضجيج وندخل في هدوء المحبة والذهن المستنير إلى العمل الإلهي ونخلع كل النعال التي ارتديناها في أرجلنا على كل لون، لكي نقف في الموضع المقدس بكل احترام وانحناء الرأس وترك الفكر الجدلي وصراع الألفاظ، لكي نتذوق برهان الروح والقوة لا فلسفة الفكر الإنساني المقنع، وهذه هي المسيحية التي تغلب كل فلسفات العالم لأنها تذوق عميق للحق بالفرح والمسرة لأن الله هو مركز النفس وحياتها الحقيقية فعلاً، وليس على مستوى الجدل والصراع مين صح ومين غلط، وانهي طايفة تتبع الإيمان الصحيح وأنهي الضالة... فما أعظم من شهدوا للمسيح الرب لا بالكلام والفكر بل ببذل النفس وترك كل شيء آخر من القلب حتى ولو كان فكر عميق وصحيح ودقة في الألفاظ (رغم أهميتها)، لكننا في هذه الأيام نحتاج - بشدة - شهادة حية لا كلام وجدل يوسع الفجوة بيننا وبين بعضنا البعض وبيننا وبين الله الحي الذي أتى ليعطينا أن نكون معه في حياة شركة مقدسة لكي نفرح ونتحد في جسده الحي والمُحيي.. ينبغي علينا (بل يتحتم بالضرورة جداً) في هذه الأيام أن نستيقظ وننتبه بشدة، ونطرح عنا كل جدل سخيف، أو عميق أو حتى ولو كان مهم، لأن الأيام التي نعيشها قليلة، فأن لم نلتفت إلى حال قلبنا فيها والآن، فأننا سنضيع وسط الضجيج الصاخب الذي سد الآذان على أنها تسمع الصوت الإلهي المُحيي للنفس، فليتنا يا إخوتي نطرح عنا الجدل والصراع القائم على الألفاظ، ونوجه قلبنا ليسوع القيامة والحياة الذي أتى إلينا بهدوء لكي ينقذنا من الموت والفساد حتى يرفعنا إلى العلو الحلو الفوقاني ليكون لنا شركة معه في النور.... اليوم يوم خلاص والساعة ساعة قبول الحياة، فلا تجعلوا الدعوة تفلت منكم، ولا الحياة تهرب من أمامكم، ولا الرب يغيب عن أعينكم حتى ولو كان بسبب الخدمة أو الجدل أو الفكر اللاهوتي أو حتى الأبحاث العميقة والحلوة، فلنجعل المسيح الرب هو حياتنا كلنا، لأن حينما نلتف حوله لن يكون هناك مشقة في أننا نكون واحد، لأن الوحدة ستكون تلقائية وبلا عناء... |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|