رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الذي كان منذ الأزل و الذي يكون إلى الأبد كثيراً ما نجد أنفسنا حائرين في سعينا نحو العثور على أجوبة لأسئلة وجودية كثيرة. فكثيراً ما نسأل أسئلة قد لا يستطيع عقلنا البشري إدراكها أو حتى فهمها. و لكننا نسعى لنعرف سبب الوجود. من أحد هذه الأسئلة هو ذلك السؤال الذي يدور حول علم الله و معرفته للمستقبل… القديس بولس الرسول قال: كما اختارنا فيه قبل تاسيس العالم لنكون قديسين و بلا لوم قدامه في المحبة. ~أفسس 1 : 4أتذكر عندما قرأت هذه الأية لأول مرة أنه أصابني رعب و خوف عظيم، و بكيت كثيراً في تلك الليلية لخوفي من أن الله قد لا يكون قد إختارني لأرث الملكوت. و كانت هذه هي الأسئلة التي دارت في ذهني: ماذا لو لم يختارني الله لأسكن في ملكوته؟ و إذا كان ذلك… لماذا خلقني الله؟ هل الله غير عادل فيحكم على الإنسان قبل أن يولد؟ أين الرحمة التي نسمع عنها كثيراً في الكتاب المقدس؟ و أين هذه الحرية التي يزعنون أنها لنا؟ سالت كثيراً و لكني، صراحةً، لم أقتنع بأي رد. بحثت كثيراً لكي أجد ما يشبعني و يريح بالي و لكني لفترة طويلة لم أجد. حتي أرشدني الله إلي رأي أحسست أنه أقرب للواقع و المنطق. و أدركت حقيقة كانت غائبة عني طوال فترة بحثي عن الحقيقة. هذة الحقيقة هي أن تلك الأمور فوق الإدراك البشري، و أنه من الصعب على الإنسان أن يجد إجابة واضحة لمثل هذة الأسئلة. و لكن الإنسان يسيعى و يصلي لكي يفتح الله بصيرته فيرى الحق شيئاً فشئ. كنت أقرأ كتاباً يدعي المسيحية المجردة للكاتب “سي أس لويس” و قرأت مقالة في هذا الكتاب عن هذا الموضوع، و الحق يُقال أنني أعجبت كثيراً بهذا الرد. و في هذا المقال أُحب أن أشارككم بهذا الرأي للمنفعة! لنجد إجابة على هذا السؤال علينا أن نجب عن سؤال آخر و هو… من هو الله؟ الله هو خالق كل الأشياء بكلمته. كل شئ به كان و بغيره لم يكن شئ مما كان. ~يوحنا 1 : 3الله غير محدود و غير زمني. لا يعرف أحد بدايتك أو نهايتك. أنت غير محدود و لا يقدر أحدٌ أن يحدّك. ~قداس القديس يوحنا إبن الرعدإذاً الله أزلي (ليس له بداية) و أبدي (ليس له نهاية) و غير محدود. و من هنا نستطيع أن نقول أن زمننا هذا لا يستطيع أن يحتوي الله، فالله خارج الزمن لأنه غير زمني و غير محدود. و من هنا نجد المشكلة! المشكلة هي أننا نتصور الله كأنه يحيا معنا اللحظات الأرضية كما نعيشها نحن. فالله عاش الماضي، و يعيش الحاضر، و يعرف المستقبل الذي لم يحدث بعد. ولكن هذا غير صحيح. الله لا يحده الزمن. على سبيل المثال، فلنتخيل أن هناك ورقة و مرسوم على هذه الورقة خط الأعداد. فلنتخيل الأن أن هذه الورقة تستطيع أن تحس بما مكتوب عليها… سؤالي هو: هل تعرف الورقة مكان رقم 4 أو 10 أو -100؟ بالطبع تعرف لأنه مكتوب عليها. فالورقة ترى كل الأرقام المكتوبة عليها في نفس الوقت. كذلك الأمر مع الله. الله يحتوي الزمن كله، منذ بدء الخليقة إلى نهاية العالم. منذ الأزل و إلى الأبد. فالله الغير محدود يحتوي زمننا المحدود. فماذا يقول “سي أس لويس” في هذا الموضوع؟ الله لا يعرف المستقبل. الله يعيش المستقبل! ما معنى هذا الكلام؟ وجود الله لا يقتصر على و جوده في زمن معين… لأن الله غير زمني و غير محدود. و الزمن الذي نعيشه نحن يراه الله كلحظة! فعند الله لا وجود للزمن! فبالنسبة لله الماضي يحدث الأن، و الحاضر يحدث الأن، و المستقبل يحدث الأن!!!! فالله لا يرى المستقبل بل يعيش المستقبل. تلك اللحظات التي ستأتي بعد قليل… بالنسبة لله هي تحدث الأن. فالله يعيش تلك اللحظة في المستقبل التي تعمل فيها عمل حسناً أو حتى تخطئ فيها! و صدق أو لا تصدق… الله يعيش ذلك اليوم الذي أنشق فيه البحر الأحمر أمام موسى و شعب بني إسرائيل. إذاً الله لم يحدد من سينجوا و من سيهلك. الله يعيش تلك اللحظة الممجدة التي يلتف فيها مؤمنيه حوله في ملكوته! الإنسان حر تماماً في إختياراته. و هو الذي يختار إما الحياة أو الموت. وقد أشهدت عليكم اليوم السماء والأرض بأني قد جعلت أمامكم الحياة والموت، البركة واللعنة. فاختر الحياة لكي تحيا أنت ونسلك. ~تثنية 30 : 19قد لا أكون أستعملت كلماتٌ دقيقة أو قد يكون هذا الرأي غير مقنع بالنسبة لك لكن أعلم جيداً أن هذا الموضوع لا يزال فوق الإدراك و الفهم البشري. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|