"إِنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلَى مُحِبِّيهِ، هُوَ مُجِيرٌ قَدِيرٌ وَعُمْدَةٌ قَوِيَّةٌ.
سِتْرٌ مِنَ الْحَرِّ وظِلٌّ مِنَ الْهَجِيرِ" (سيراخ34: 19)
د./ ايفلين جوده إبراهيم ... باكوس/ الإسكندرية، تقول:
بدأت معرفتى بالقديس الأنبا مكاريوس منذ ولادتى حيث أننى من مواليد مدينة بور فؤاد حيث كان القديس كاهن باسم القمص (بولس البراموسى) لكنيسة الشهيد مار جرجس وكانت علاقته باسرتى طيبه جداً وكان بينه وبين والدى محبة كبيرة جداً .. وأتذكر أن البركة كانت لا تنقطع من منزلنا أبداً حيث كان أبونا بولس يزورنا كثيراً ويصلى فى منزلنا بصفة مستمرة.
أتذكر على الرغم من صغر سنى فى ذلك الوقت أثناء العدوان الثلاثى على مدينة بور سعيد أن القديس كان وقتها فى منزلنا يصلى لنا وكان لا بد لنا أن نتجه إلى منزل جدى القريب من منزلنا حيث يوجد مخبأ العائلة وفى أثناء توجهنا ومعنا القديس فى الشارع سمعنا صفارة الإنذار وكان معنى ذلك عدم تواجد أى شخص فى الشارع وإلا سيضرب بالنار لذلك كنا فى رعب وخوف لأننا مازلنا فى الشارع فاستوقفنا أحد الجنود الإنجليز فرفعنا أيدينا إلى فوق ولكن عندما نظر الجندى إلى أبونا بولس معنا والصليب على صدره قال لنا: "لا تخافوا" فأخذنا فى حمايته إلى المخبأ ثم طلب منا كوب ماء ليشرب وطلب من أبونا بولس أن يشرب منه أولاً ثم يشرب منه هو بعد ذلك إلى أن مر هذا الموقف العصيب ببركة وجود أبونا بولس معنا.
بعدها استدعاه قداسة البابا كيرلس السادس ليكون سكرتيراً خاصاً له فحزن كل شعب بور فؤاد لافتقاده لهذا القديس .. وبعدها سيم أسقفاً على إيبارشية قنا ولكن رغم هذه النعمة التى أخذها إلا أن العلاقة التى بينه وبين والدى كانت مستمرة عن طريق الخطابات والمعايدات فى المناسبات، وبعدها تزوجت بالإسكندرية وأصبحت لا اعرف عنه الكثير إلا عند زيارتى لوالدى.