نظام الصلاة - هيبوليتس الروماني

[sama smsma]

نظام الصلاة - هيبوليتس الروماني

نظام الصلاة

هيبوليتُس الروماني

(كتب نحو عام 215م)

كل مؤمن ومؤمنة حين قيامهم من النوم باكراً، من قبل أن يباشروا أي عمل، فليغسلوا أيديهم ويصلوا لله، وهكذا يمضون إلى أعمالهم.

لكن إن كان هناك تعليم عن كلمة الله، فليختر كل واحد لنفسه أن يمضي إليه، حاسباً هذا في قلبه، أن الذي يسمعه هو الله يتكلم بفم الذي يعلِّم. لأنه بعد أن يصلي في الكنيسة يكون قادراً أن يبتعد عن كل شرور ذلك اليوم. ليحسب التقي أنها خسارة عظيمة إذا لم يمض إلى الموضع الذي يعلمون فيه، ولا سيما إن كان يعرف أن يقرأ.

إذا جاء المعلِّم، فلا يتاخر واحد منكم عن المضيِّ إلى الكنيسة، الموضع الذي فيه التعليم، حينئذ سيعطىَ المتكلم أن يقول ما هو نافع لكل شخص. ويتسنى لك أن تسمع ما لم تكن تعرفه، وأن تستفيد بما يعطيه لك الروح القدس بواسطة الذي يعلِّم. وهكذا يكون إيمانك ثابتاً بما تسمعه، ويُقال لك أيضاً هناك ما يجب عليك أن تفعله في بيتك. لأجل هذا فليسرع كل واحد في الذهاب إلى الكنيسة، الموضع الذي يفيض فيه الروح.

وإن كان يوماً ليس فيه تعليم، فليأخذ كل واحد كتاباً مقدساً في بيته، وليطالع ما يبدو له مفيداً.

وإذا كنت في بيتك، فصلِّ في الساعة الثالثة وسبّح الله. وإن كنت في موضع آخر ويحضر ذلك الوقت، فصلِّ في قلبك إلى الله.لأن في تلك الساعة نُظِر المسيح وهو يسمر على الخشبة. ولأجل هذا، ففي العهد القديم يأمر الناموس أن يُقدَّم خبز التقدمة دائماً في الساعة الثالثة مثالاً لجسد ودم المسيح. وأن يُذبَح الحمل غير الناطق رمزاً للحمل الذي هو لا عيب فيه، لأن المسيح هو الراعي، وهو أيضاً الخبز النازل من السماء.


وصلِّ أيضا كذلك في الساعة السادسة، لأنه في تلك الساعة لما عُلِّق المسيح على خشبة الصليب، حدثت ظلمة على الأرض كلها في مثل هذه الساعة. فليصلَّ إذاً في تلك الساعة صلاة قوية، اقتداء بالذي صلّى وصير كل الخليقة مظلمة لليهود غير المؤمنين.


وفي الساعة التاسعة، أطيلوا الصلاة والتمجيد، متشبهين بنفوس الأبرار الذين يباركون الرب الإله الحق - هذا الذي ذَكَر قديسيه وأرسل لهم ابنه الذي هو كلمته لينير عليهم. لأنه في تلك الساعة طُعن المسيح في جنبه بحربه، فخرج منه دم وماء. وأنار بقية ذلك اليوم إلى المساء. لأجل هذا عندما بدأ في الرقاد (الموت) ابتدأ يوم آخر، فأعطى بذلك مثال للقيامة.


صلّ أيضاً قبل أن تريح جسدك بمضجعك.


وفي نصف الليل انهض، اغسل يديك بماء، وصلِّ وإن كانت لك زوجة فصليا معاً. وإن كانت لم تصر بعد مؤمنة، فانفرد وصلِّ وحدك، وارجع إلى موضعك مرة أخرى.


أنت المرتبط بالزيجة لا تكسل عن الصلاة، فإنكما لستما نجسين. لأن الذي قد اصطبغوا، لا يحتاجون أن يستحموا مرة أخرى لأنهم أطهار.


فإذا نفخت في يديك وترشم ذاتك (بعلامة الصليب) بالهواء الرطب الخارج من فمك، فإنك تكون كلك طاهراً إلى رجليك، لأن هذه هي عطية الروح القدس. وقطرات ماء المعمودية التي تصعد من الينبوع الذي هو قلب المؤمن تطهر الذي يؤمن.


فمن الضروري أن يُصلىَّ في تلك الساعة، لأن الشيوخ الذين سلّموا إلينا التقليد، علمونا هكذا: إنه في تلك الساعة، كل خليقة تهدأ لتسبح الرب، النجوم والكواكب تقف، والمياه تقف في تلك اللحظة، كل قوات الملائكة تخدم الله وتسبحه مع نفوس الأبرار.


فلأجل هذا يجب على المؤمنين أن يصلّوا في تلك الساعة. وللشهادة على هذا، أن الرب أيضاً قال: "هوذا صراخ صار في نصف الليل، ها هوذا العريس قد أقبل، اخرجوا للقائه". وكرر قائلا: "احترزوا إذاً لأنكم لا تعرفون في أية ساعة يأتي ابن الإنسان.


وإذا صاح الديك، قم وصلِّ كذلك، لأنه في تلك الساعة عند صياح الديك، أنكر بنو إسرائيل المسيح، هذا الذي قد عرفناه نحن بالايمان، مترقبين يومياً على رجاء، ظهور النور الأبدي عند قيامة الأموات.


كل هذا، إذا فعلتموه يا كل المؤمنين وتذكرتموه، وعلمتموه لبعضكم البعض، وتعلمون الموعوظين أن يفعلوه، فإنكم لا تُجرّبون ولا تسقطون أبداً، إذ أنكم تذكرون المسيح كل حين.

وعندما تُجرَّب ارشم جبهتك بمخافة دائماً بعلامة الصليب، لأنها العلامة الظاهرة والمعروفة ضد إبليس إذا صنعتها بإيمان، لا لكي تُنظر من الناس، بل بحذق تضعها مقابلك مثل الترس. لأن إبليس المضاد عندما ينظر فقط قوة القلب، وأن الإنسان الجواني عاقل، وأنه مرشوم داخلاً وخارجاً برشم الكلمة، فإنه يهرب مسرعاً مطروداً بالروح القدس الذي يسكن فيك.

هذا الذي ابتدأ موسى وأعلنه لنا بخروف الفصح الذي ذُبح. وأمر بأن يُلطَّخ دمه على قائمتي الباب والعارضة، ليعرّفنا بالإيمان الذي أٌعطى لنا بواسطة الحمل الكامل.

هذا إذا رشمنا به جباهنا وأعيننا بيدنا، فإننا نطرد الذي يريد هلاكنا.