رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الكلمة صار جسداً وحل فينا القس بطرس سامي كاهن كنيسة مارمرقس بالمعادي ٩ يناير ٢٠١٥ “و الكلمة صار جسداً و حل بيننا” (يو1 : 14) – و الترجمة الأصح “وحل فينا” كل عام و أنتم بخير، عام جديد يبدأ و مع حلول الأيام الأولى للعام الجديد يتجدد إحتفال البشرية – ليس فقط بالعام الجديد و لكن بالأكثر بميلاد المسيح مخلص العالم من العذراء مريم. وعلى قدر ما يحاول المسيح أن يعلن لكل إنسان مقدار محبته التى جعلته يتجسد لكي ما يتم الخلاص له، على قدر ما يسعى عدو الخير المشتاق لهلاك كل إنسان أن يبعد ذهن الإنسان وقلبه عن حقيقة الخلاص الذي تحقق بتجسد أقنوم الكلمة الإلهى لخلاص البشر. فتارة ينادي بأن من صلب ليس هو المسيح المتجسد خادعاً قلوب البعض، وتارة يختزل الاحتفال في عام جديد وتذكار لأيام راحة يرتاحها الإنسان من العمل للأكل والشرب واللعب، وتارة ما يخدع البعض في الإكتفاء بمظاهر خارجية من تزيين شجرة وإنتظار هدايا من بابا نويل وتغيير طعام بطعام. مع كل هذا يحاول المسيح شخصياً مع كل إنسان أن يعلن له مقدار ما أحبه ودفعه للتجسد ” الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله. لكنه أخلى نفسه، آخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس. وإذ وجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب “(في ٢: ٦ – ٨ ) وذلك لأن خلاص الإنسان يتحقق فى معرفة الإنسان القلبية بعمل الحب الذى أحبه به الله فتجسد لخلاصه “ولكن الله بين محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا “(رو ٥: ٨). نعم.. فالحياة الأبدية هى “أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذى أرسلته”(يو ١٧: ٣) الخلاص والحياة الأبدية هي في معرفة خلاص المسيح الذي عندما أدركه اللص اليمين المصلوب بجوار المسيح ونادى المسيح (أذكرني يا رب) استحق بمعرفته أن يسمع رد الرب القاطع له أن اليوم يكون معه في الفردوس. وكما أن خلاص الإنسان هو في معرفة خلاص الرب والحياة الأبدية، ذلك الطريق الذي كرسه المسيح بصليبه بل هو الجسر الذى نعبر فوقه للحياة الأبدية، لأننا بإتحادنا بالمسيح وصلبنا معه وقيامتنا معه التى بالشركة التى نشتركها بالموت معه، نقوم أيضاً معه كما يقول بولس الرسول “لأعرفه وقوة قيامته و شركة آلامه متشبهاً بموته” ( في ٣: ١٠). هكذا يا أحبائي فالجهل بخلاص المسيح وعدم المعرفة يكون هلاك الإنسان كما يقول هوشع بروح النبوة “هلك شعبى من عدم المعرفة” (هو ٤: ٦) وعدم المعرفة هنا المقصود به عدم معرفة خلاص الرب وما صنعه من أجل كل إنسان، ولهذا السبب يسعى الرب كل يوم أن يكشف لكل إنسان سائر في طريقه ما هو المسار الصحيح وكيف يكون طريق الملكوت الذي هو معرفة خلاص الرب. لا يوجد شىء آخر فى فكر الرب يسعى أن يدركه الإنسان غير أن يعرف الإنسان مقدار محبة الرب له ويدخل فى هذه المحبة و يحيا بها، الله لا يريد طقوس وصوم وصلاة لكي ما يرضى عنا و يجازينا خيراً، الله لا يريد أعمالنا أو أموالنا أو خدماتنا لكي ما يعطينا حبه، الله يحبنا حتى لو لم نفعل أي شىء فنحن أولاده الذين “إختارنا فيه قبل تأسيس العالم ” (أفس ١: ٤) و إن كنا نصوم أو نصلي أو نخدم أو نحيا في البر، فذلك هو ثمرة لحبنا له وإدراكنا كم أحبنا هو، ولهذا نسعى نحن أن نحيا معه مقدسين أجسادنا وذواتنا مقدمينها له كذبيحة حية مقبوله – ذبيحة شكر عبادتنا العقلية والقلبية. و تحضرنى قصة رواها فيليب يانسى فى كتابه (يسوع الذى لم أكن أعرفه) يحكي فيها اختباراً شخصياً حدث له فى طريق معرفته بالمسيح ويقول: لما كنت طفلاً كانوا يحدثونني في الكنيسة عن تجسد الله ولم أكن أفهم أو أدرك، و لما كبرت كنت محباً لتربية السمك فكان عندى حوض سمك وكنت مهتم جداً بسمكي وغذائه وكان لدى رغبة دائماً أن يدرك السمك أني أحبه، فكلما كنت أقترب من حوض السمك لأضع الطعام أو لأداعب السمك كان السمك يخاف فيبعد عن الحائط الزجاجي الذي تقترب منه يدى، ففكرت كثيراً وإنشغلت كيف أوصل حبي للسمك، وتمنيت إذا استطعت أن أكون سمكة أحيا فى وسط السمك وأعمل ما يجعلني أريهم كم أحبهم وأتركهم وهم عارفين محبتى، عندها أدركت لماذا تجسد المسيح.. لكي يرينا محبته. أتخيل يا أحبائي في هذا العالم أن نداء الروح القدس داخل كل منا هو أن ينسى ما يحاول الآخرون والعالم من حولنا أن يرسمه لنا عن صورة الله وأن نسمع نحن من الله، فهو يريدنا فقط أن ندرك أنه يحبنا بكل عيوبنا وضعفاتنا بكل عاداتنا وسقطاتنا وكل أمراضنا وخطايانا، فالمسيح كان دائم الجلوس مع أمثالنا العشارين والخطاه وأعطى قبولاً للجميع.. وأن ندرك أنه يرى كلاً منا الأجمل والأحلى، فنحن بالحق أولاده الأحباء كما قال ” لا أعود أسميكم عبيدا، لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده، لكني قد سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي ” (يو15 ). و كما قال في سفر النشيد مخاطباً كل خاطىء منا “ها أنت جميلة يا حبيبتى ها أنت جميلة” (نش ٤: ١). الله لا يريد إلا أن يلتفت كل منا لحقيقة محبته ورؤيته لنا الغير مبنية على ما نفعل، حينئذ سيكون ما نفعل مقدساً به، لأنه حينئذ سيمشي الأعرج ويرى الأعمى ويترك الشرير شره، حينئذ من يعطى سيعطي رداً لحب الله له ومن سيصلي أو يصوم أو يخدم سيفعل كل ذلك رداً لحب الله له. المسيح المولود ينتظر من كل منا إنفتاح القلب هذا العام على حبه، ينتظر طلب استعلان محبته في قلوبنا، ينتظر أن نقول له “أعلن محبتك في قلبي واسكبها يا رب لأدرك كم أحببتني قبل تأسيس العالم” و كيف يقول بولس أني كنت في فكرك قبل تأسيس العالم.. وصدقوني سوف يعلن الرب محبته بأسرار لا يمكن أن يُنطق بها، كل عام وأنتم بخير وفرح و إنفتاح للقلب على محبة المسيح.. آمين |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الكلمة صار جسداً وقد حل بيننا |
يسوع الكلمة قد صار جسداً |
ميلاد يسوع ( الكلمة صار جسداً ) |
الكلمة صار جسداً |
الكلمة صار جسداً وحل فينا |