رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مارمينا العجايبي _ يوحنا الرابع الشهيد مارمينا العجايبي للبابا يوحنا الرابع بطريرك الإسكندرية (777 - 799م) مديحة قالها أبونا المطوب الآب المكرم أنبا يوحنا رئيس أساقفة الإسكندرية، عن المنتصر النبيل المبارك شهيد المسيح القديس أبامينا، وهى تحدثنا عنه من ميلاده إلى انتقاله، وتخبرنا عن جنسه المختار ونسبه الشريف، مدينته وأسرته وكيف جاهد في الاعتراف بالمسيح ونال إكليل الشهادة بسلام. آمين. حسناً قال الإنجيلى القديس لوقا: "إذا كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء" (لو 1). وأيضاً قال الناطق بالإلاهيات القديس يوحنا الإنجيلى: "هناك أشياء أخرى كثيرة قد فعلها يسوع إن كتبت واحدة فواحدة، أقول إن العالم سوف لا يسع الكتب التي تكتب" (يو 21). هذه أيضا تشبه حالة ذاك الذي أخذ على عاتقه أن ينطق بالثناء اللائق بذلك الشجاع العظيم الذي للمسيح القديس أبا مينا، وبآيات الشفاء التي أجراها الله بواسطته، فإن جهده سيكون عبثاً لآن كثيرين آلوا على أنفسهم ان يقدموا تماجيد وشهادات عديدة، راغبين أن يظهروا مجد هذا المحارب العظيم الذي للمسيح القديس أبا مينا الجندي، هذا الذي نبذ جندية هذا العالم من أجل جندية السماء الباقية. كان القديس أبا مينا، هذا الكوكب المنير العظيم، من جنس ممتاز في الأرض وفوق ذلك، بعد ما سفك دمه على اسم المسيح المقدس، مُجدَّ وصار مشهوراً جداً في كل بلد بسبب آيات الشفاء التي أجراها الله به. وبعد كل هذه الأمور وجدنا أن الأشياء التي كتبت عنه مختلفة فيما بينها، ومن جهال الناس من يبدون أنهم يكرمونه، لكنهم بالحرى ينطقون بأمور غير لائقة به: قال بعضهم أنه كان ينتمى إلى البياض وآخرون إنه أتى من مريوط، وآخرون إنه كان جمَّالا. لذلك قد انذهلنا من عظم جسارة أولئك الرجال الجهال السابق ذكرهم، الذين تجرأوا وسجلوا قصصاً لا قيمة لها عن هذا الكوكب العظيم. لذا سنأخذ على عاتقنا نحن أنفسنا بمشيئة الله، أمر تعريفكم حياة هذا القديس وفضائله وجنسه ومدينته وأسرته ونسَبُه، وكم أحتمل في جنديته. وسوف لا نختلق ونقُص قصصاً خرافية، بل الأشياء التي وضعها لنا آباؤنا القديسون من البداية، والتي وجدناها موضوعة في مكتبة كنيسة بطريركية الإسكندرية، مكتوبة باللغة اليونانية بواسطة المؤرخين القدامى الذين عاشوا في ذلك الزمان، أولئك الذين شاهدوا بعيونهم منذ البداية، وأصبحوا شاهدين للكلمة، وأخبرونا عن أسرته واستشهاده. ونحن أيضا كنا غيورين أن نظهرها لكم ساردين لكم نبل وبهاء والديه وحياته الفاضلة، مع آيات الشفاء التي حدثت بواسطته، إلى أن بنيت له هذه الكنيسة التذكارية البديعة التي غالباً ما فاقت هيكل سليمان. ولأجل حب المسيح العظيم لشهيده جعل كل الناس من كل أرض وقبيله ولسان، يأتون كلهم فرحين إلى كنيسته المقدسة، ليسجدوا لله ثلاث مرات كل عام في كنيسته التذكارية، ممجدين إياه لأجل آيات الشفاء التي منحها الله له، حتى أنه تقام ثلاثة أعياد له كل عام، فيها تأتى هذه الجموع الضخمة لتسجد لله وتمجد شهيده المقدس. وهذه الأعياد الثلاثة هي: 15 هاتور: اليوم الخاص باستشهاده. 15 بؤونة: اليوم الخاص بظهور بقاياه المقدسة ويوم الصليب المقدس. 1 أبيب: اليوم الخاص بتكريس بيعته المقدسة. هذه الأعياد منحها الله له على الأرض كعلامة على الكرامة، مظهراً للكل أنه كما مَجَّد شهيده على الأرض، هكذا هو بالأكثر يمجده في السماء. كان القديس أبا مينا في ذلك الزمان من مولد مصري نبيل، أتى والداه من بلدة مصر الشهيرة المسماة باليونانية نيكيوس، التي تعني بالمصرية "المنتصرون"، وهي أيضاً تدعى بشاتي، على اسم بشاتي حاكم مصر العظيم، الذي بنى مكانها العمومي، وبنى المقصورة الرباعية في منتصفها، وقوى أسوارها وقام بأعمال كبيرة باهرة في أرض مصر. وكان والد القديس أبا مينا يدعى أودوكسيوس، وكان أخاً لأناطوليوس الحاكم في ذلك الزمان، وكان كلاهما إبنين لبلوديانوس الذي كان هو أيضاً حاكماً في منطقة الإمبراطور بروبس خليفة فرومنتيوس، وقد كان شهيراً للغاية من أجل ثروته ومقامه. وعندما رأى أناطوليوس أخو أودوكسيوس أن الجموع تكرّم أخاه أكثر منه هو نفسه، وأنهم أحبوه للغاية من أجل فضله وصفاته الحسنة، وضع الشيطان بغضة شديدة بينه وبين أخيه، مثل الأخين في القديم، قايين وهابيل. وكان أيضاً حاسداً لأخيه مثل هيرودس لفيلبس، فكتب إلى كارينوس الملك عنه ليحرك الكثيرين ضده، مثيراً للنزاع في البلاد باحثاً عن شر له. لكن الله الكريم - الذي يخلص أناس الله من تجاربهم عارفاً اتباعه، وأكثر من هذا، عارفاً قبلاً أنه منه سيخرج هذا الكوكب العظيم لإغاثة العالم - أخرج خيراً من الشر. فعندما قرأ الملك الرسالة وأيضاً تأملها في قلبه، نصحه كل أكابره وأعضاء مجلس شيوخه، قائلين: "لا تضع تهمة ضده ولكن من حيث أنه قوي والشعب يسمع له، أنظر أن حاكم (شمال) افريقيا قد مات فارسله إلى هناك، خاصة لأنها مماثلة لمصر، بالرجوع إلى قسم حام الابن الثاني لنوح، أب كل المصريين". فاتبع الملك نصيحتهم وأرسل قائداً يدعى هيباتوس إلى مصر، ووضع على ظهر سفينة: أودوكسيوس والد القديس أبا مينا وزوجته وكل عائلته وخدمه وكل ممتلكاته، ونقلهم إلى افريقيا وجعله حاكماً بحسب أمر الملك، ولذلك خيَّم حزن شديد على شعب بشاتي. ليس ذلك فقط بل أكثر من هذا، ندم أخوه أناطوليوس على ما قد فعل من حرمه لهم من ذلك الرجل الخيِّر. وعندما وصل (شمال) أفريقيا أُستقبل بالفرح من الناس هناك. ولكن أوفيميه إمرأته كانت عاقراً وليس لها أطفال فحزنا قائلين: "من سيكون وريثنا"؟ وكانت أوفيميه المحبة لله قد تعودت أن تصوم يومياً إلى المساء، وأن تعطي صدقات كبيرة للغرباء والأرامل والأيتام، وترفع صلوات وطلبات كثيرة من أجل هذا. وعندما أقبل عيد العذراء المقدسة أم الله في 21 من طوبه إرتدى كل شعب المدينة رجالاً ونساءً ملابسهم، وذهبوا إلى الكنيسة في فرح وسرور، وأوفيميه أيضاً أم القديس أبا مينا وقفت أمام العمود الذي عليه صورة والدة الإله القديسة مريم، وصلت وتضرعت إلى الله بلجاجة وبدموع ناظرة إلى النساء وهن يلبسن الذهب والفضة والجواهر ويحملن أطفالهن، ولكنها ليست لها حلية من ذهب أو فضة بسبب الغم الذي في قلبها، ولذلك كانت ممتلئة بالرغبة الغيورة. وبينما هي لا تزال تصلي وتتوسل إلى والدة الإله القديسة مريم رفعت يدها لكي تغمس أصبعها في زيت القنديل الموقد أمامها، وبينما كانت ترفع عينيها إلى أعلى سمعت صوتاً من فم المسيح الرب - الممسلك بمريم وهو على يدي أمه - يقول "آمين"، فوقع عليها خوف عظيم. وحدث أنه عندما أكملت خدمة الأسرار المقدسة وإرتحل الناس إلى منازلهم، أنها أخبرت أودوكسيوس زوجها بما قد سمعته، فامتلأ بالفرح العظيم الذي للروح القدس وقال لزوجته: "ثقتننا هي بالله القادر أن يفعل كما سمعت، لأن "آمين" تعني "هكذا يكون". وتلك الليلة عرف أودكسيوس زوجته فحملت، فأقبل على منزلهم فرح عظيم، وعندما عرفت أوفيميه - المرأة الأكثر فطنة وعفة - أنها قد حملت، جعلت تترقب بكل نقاوة هي وزوجها معها حتى تضع الطفل، وعندما كملت الأيام وضعته ممتلئاً من كل نعمة وجمال في الرب. وأرادوا أن يعطوه إسم جده بلوديانوس، ولكن أمه رفضت متذكرة الكلمة التي قد سمعتها "آمين"، ودعت إسمه "مينا" قائلة: إذا وضعنا الألف أولاً سنحصل على "آمين"، وإذا وضعناها آخراً سنحصل على الإسم "مينا". وكان هناك فرح عظيم في بيت أودوكسيوس، وأتى أهل كل البلاد ليكرموه تماماً كالذين من منزلة وكل عساكره، وفي يوم ميلاد الطفل فتح أبوه كل السجون ووزع صدقات كبيرة على المحتاجين والأرامل والأيتام. نما الطفل يوما فيوما في الجمال قليلاً قليلاً حتى وصل سن التعليم، وأراد والده أن يكون مهذباً ومتعلماً للرسائل. وعندما تمكن من تعلم الرسائل بسرعة وفي وقت قصير، حثوه على قراءة الكتاب المقدس، وأكثر القديس مينا من التردد على الكنيسة ليلاً ونهاراً، وكان هو الشخص الذي لا يكف أبداً عن الصلاة، متذكراً ما كتب "صلوا بلا انقطاع"، لأنه كان طفل الموعد مثل إسحق وصموئيل. وعندما كان في الحادية عشرة من عمره، مات أبوه أودوكسيوس في شيخوخة حسنة، بينما كان لا يزال في بلاد (شمال) إفريقيا، وبعد موت أبيه بثلاث سنين ماتت أمه أوفيميه أيضاً، فورث ثروة كبيرة جداً وكل ممتلكات والديه، وحزن كيتيم حُرِمَ من والديه، ولكنه ظل في تكريسه لخدمة الله، وكل اهتمامه ليلاً ونهاراً كان لكنيسة الله. وحدث أنه عندما كان عمره خمس عشرة سنة، صدر منشور ملكي بتسخير جنود للجيوش، فأرغم القديس أبا مينا بالقوة ورغم إرادته، لأنه كان صغيراً وقوي الجسم. وأقنعه فرميانوس القائد الأكبر للجنود أن يفعل هذا بسبب صداقته لأبيه. قال له: "إني سوف لا أسمح بأن يؤخذ إبن صديقي بالقوة إلى فرقة عسكرية غريبة وينفصل عني". وأحبه القائد كما لو كان إبنه الخاص ووضعه التالي له على كل الجيش، وقد أحبه الجميع من الصغير إلى الكبير. وقد حدث في السنة الثانية لجايوس فاليريوس مكسيميانوس أنه بعد عزل نيوميريانوس أخذ هؤلاء المملكة، وبعد أن كان الإضطهاد قد هدأ قبلهم أزادوه كثيراً، والقرن الذي هو ضد المسيح ديوكلتيانوس تسلَّط بإلحاد كبير، وكتبوا لكل المدينة وبلدة تحت سلطتهم قانوناً مملوء بالإلحاد مكتوباً كالآتي: "ديوكلتيانوس ومكسيميانوس الملكان المنتصران يعلنان في كل أرض أنه على كل أحد أن يقوم بخدمة الآلهة بكل همة، وكل من يخالف هذا سيكون عقابه الموت والتعذيب. وأحضر هذا القانون إلى (شمال) إفريقيا وقرأ علانية، فبادر كل الحكام بتنفيذ أوامره. وحين شاع هذا النير وسط الجند رأى القديس أبا مينا خداع الشيطان الدنيء، فأولاً وزّع كل ثروته وممتلكاته بين المحتاجين، ثم رحل إلى الصحراء مردداً قول داود: "قد رأيت ظلماً وخصاماً في المدينة .. هأنذا كنت أبعد هارباً وأبيت في البرية" (مز 55: 9، 7). وعندما قضى وقتاً طويلاً في البرية في مناجاة مقدسة، أشرقت نعمة الله عليه من السماء، فرفع عينيه فرأى القديسين الذين أتموا جهادهم يكللون بواسطة الملائكة فيؤخذون إلى السماء، يضيئون أكثر بهاء من الشمس. عندئذ إشتاق القديس أبا مينا أن يصير شهيداً على إسم ربنا. وعندما كان يفكر في قلبه في هذه المسألة جاء في تلك الساعة صوت من السماء: "مبارك أنت يا أبا مينا، لأنك قد دعيت للتقوى منذ حداثتك، لذلك سوف تحصل الآن على ثلاثة أكاليل لا تفنى ولا تزول، بحسب إسم الثالوث المقدس الذي من أجله قد جاهدت: واحد من أجل بتوليتك، وواحد من أجل حياتك النسكية، وواحد من أجل استشهادك. وسوف يصبح إسمك مشهوراً أكثر من شهداء كثيرين، وسأجعل كل الناس، قبيلة ولساناً، يأتون من كل مكان ويعبدوني في كنيستك محضرين عطاياهم، والمجد الذي سوف تحصل عليه في ملكوتي سيكون أكثر ألف مرة من ذلك الذي أعطيه لك على الأرض" وعندما سمع القديس أبا مينا هذا، امتلأ من غيرة الروح القدس بالفرح والسرور، وقام على الفور وذهب في وسط الجمهور والقائد وصرخ بصوت عال قائلاً "أصغيت إلى الذين لم يسألوا. وُجِدتُ من الذين لم يطلبوني" (إش 65: 1) وفي الحال كان هناك صمت وذهول بسبب هيئة القديس أبا مينا، عندما نظروه في هذا المظهر النسكي، وتساءل القائد عما حدث، ونادى المطوب أبا مينا "أنا مسيحي" جهراً. وعندما سمع القائد بيروس هذا، قال له: "هل أنت غريب أم أنت من هذه المدينة، حتى أنك قد تجرأت أن تأتي وسط النضال راغباً أن تعطل الاحتفال السنوي بعيد الملوك، مزدرياً بأوامرهم". وفي تلك اللحظة، وقف بعض من الأتباع ونظروا إلى وجهه فميزوه، وقالوا للقائد "نحن نعرف هذا الرجل"، فمنذ خمس سنين كان جندياً في الفرقة المسماة لوتورياكون تحت قيادة فرميانوس البطل. فقال له القائد: "لماذا تركت جنديتك، وفوق الكل لماذا اعترفت أنك مسيحي؟". فقال له القديس أبا مينا: "أنا جندي، ولكن عندما رأيت الشريعة الكافرة أصبحت ناسكاً، والآن أنا مسيحي جهراً، وأخدم كجندي لربي يسوع المسيح". عندما سمع القائد رماه في السجن إلى أن يقوم بالسجود للأصنام. وفي اليوم التالي أخذ القائد موضعه على مقعد القضاء، وأحضر المطوب من السجن، وقال له القائد: "أيها الكافر لماذا تجرأت وأتيت في وسطنا بالأمس، ولم تبال بالشريعة ولا كان عندك أي خوف من الملوك، ولا خجلت أن تدعونا عصاة". أجاب القديس أبا مينا: "كما قلت بالأمس الآن أيضاً أقول اليوم، أنت وملوكك عصاة وكفرة وعبادتكم دنسة". قال له القائد: "أنظر كم نحن مترفقون بك، وكم نحن صبورون من أجل شبابك، وفوق الكل بسبب أنك جندي وإبن لأحد قادة الجيش. الان أخبرني أين ذهبت، أو أين كنت أثناء هذا الوقت الطويل؟". قال القديس مينا: "أنا بالأحرى إخترت أن أعيش مع الحيوانات المتوحشة في القفر من أن أعيش معكم وأهلك معكم، لأنه مكتوب: "لا تجمع مع الخطاة نفسي ولا مع رجال الدماء حياتي" (مز 26). قال له بيروس: "أولئك الاتباع قد أخبروني عن جنسك ودرجة ضبطك لنفسك. والآن لذلك قدم ضحية واصنع مسرة الملك، وسأكتب إلى الملك عنك، وسوف يعطيك رتبة ممتازة أعلى من تلك التي كانت لأبيك. ربما تكون قد فعلت هذا، من أجل كونك قد حزنت لأخذ رتبة ابيك بقيادة الجيش منك وأن رتبتك نقصت". أجاب القديس أبا مينا: "أنا لا أهتم بما أنت تقول، ولكن صلواتي ليلاً ونهاراً لأجل مسرة الرب لأنال الإكليل الذي لا يفنى". فأمرهم القائد بأن يمدوه ويجلدوه بسيور من جلد الثور اللين إلى أن تتشبع الأرض من دمه، كان هذا اول عذاب وقع عليه. وقال له بكاسيوس المتقدم: "ليكن عندك رحمة على شباب جمالك يا رجل، إذبح للإلهة قبل أن يهلك جسدك". أجاب المطوب مينا وقال له: "يا سفير الشيطان يا مشير السوء، إني لم أطع القاضي وهو في مركز القضاء، أأطيعك أنت وأتخلى عن إلهي؟" أعطى القائد الأمر: "أصنعوا حالاً عذابات أخرى لهذا الكافر". فعُلِّق على الهيرميتاريم (الهنبازين)، وكُشط إلى أن ظهرت عظامه منفصلة. فقال له القائد: "هل أنت تشعر بالعذاب أم لا؟". فأجاب المحارب الثابت: "عذاباتكم تعد لي الأكاليل أمام المسيح ملكي". قال القائد: هل إلهك الآن يعرف أنك تقبل كل هذه الآلام من أجل أسمه؟". قال له القديس أبا مينا: "هو يعرف ما هو خفي وما هو ظاهر، ولكن كما أن الذهب لا يمكن أن ينقى بدون أن يصهر في النار، هكذا غير ممكن أن نرضىي المسيح بدون ألم. نارك هذه بالنسبة إلينا مثل النار التي فيها يتنقى الذهب، وبعد ذلك تنقضي. ولكن نار جهنم التي تنتظرك سوف تحرق إلى الأبد". عندئذ قال له القائد: "هل تريدني أن أتركك يومين أو ثلاثة أيام أخرى لكي تبصر؟". قال القديس أبا مينا: "أنا قد أنتهيت من التبصر قبل أن آتي إلى هنا، ليس مرة ولا مرتين، قد تأملت في أن العالم كله مقضي عليه بالفناء". فإحتدم القائد بغضب شديد، وأمرهم أن يحضروا أوتاداً حديدية حادة ويثبتونها في الأرض ويسحبوه عليها إلى أن تمزق جسمه كله. قال له القديس أبا مينا: "لا تظن أن كل عقاباتك وعذاباتك تستطيع أن تفصلني عن محبة المسيح، إنه مكتوب: "من سيفصلنا عن محبة الله؟ أشدة أم ضيق أم إضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف" (رو 8). كل هذه سوف لا تقدر أن تسود على أولئك الذين هم بالحقيقة خدام المسيح. فقال القائد "إحضروا مسح شعر، ودلكوا بها جراحات جسده. ولم يشعر القديس أبا مينا مطلقاً. عندئذ قال القائد: "أنا الذي سأجعل قساوة قلبك تتلاشى. إحضروا مشاعل ملتهبة، وضعوها تحت ضلوعه". وعندما أشعلت النار تحت الشهيد النبيل لمدة حوالي ساعتين لم يشعر بالنار، بقوة الله الذي كان معه. قال القائد "أظن أنه لم يضطرب مطلقاً لأجل النار التي تشتعل تحته". قال القديس أبا مينا: "إنه ربي يسوع المسيح الذي أعطاني القوة لأني إحتملت كل تلك الآلام من اجل إسمه القدوس، لأنه قال: "لا تخافوا من الذين يقتلون جسدكم لكن روحكم لا يقدروا أن يهلكوها" (مت 10). قال القائد: "إذ أنت جندي، فكيف تعرف الكتب؟". وعندما أمر القائد ضربوه على فمه إلى ان تكسرت أسنانه، وبينما كانوا يضربونه كان القديس لا يجاوب. فقال هيليودوروس للقائد: "أنت تعلم يا سيدي أن جنس المسيحين هذا يحتمل العذابات لأن الموت عندهم أحلى من الحياة". وكتب القائد عنه إلى الحاكم مخبراً إياه بالكامل عن التهمة الموجهة ضده، وأنه كان جندياً شجاعاً حتى أنه قد عذبه بقسوة، وأنه لم يطع ويقدم الذبيحة. فوضع القديس أبا مينا على سفينة وأُخذ إلى الحاكم. وجاء صوت إلى المطوب أبا مينا بينما كان لا يزال على السفينة: "لا تخف يا حبيبي مينا لأني سأكون معك حيثما تؤخذ وسأتقدمك إلى مجلس القضاء إلى أن تكمل جهادك". وملأ المخلص محيا شهيده بالمجد والنعمة حتى أن الجنود المكلفين به لم يستطيعوا أن ينظروا إلى محياه المبارك. وعندما سلموه للحاكم مع مستشهدين آخرين كثيرين، وألقي في السجن، كان أكثرهم طوبى. وكان يعطيهم كلهم قوة للإحتمال، مثل القائد الشهم يحث جنوده على القتال في الحرب من أجل ملكهم، وكان يشرق في وسط القديسين مثل الشمس، ووجد كل القديسين عزاء فيه. عند ذلك ظهر المخلص للشهيد المقدس في السجن وأخبره بالأشياء التي ستحدث له وبكل شيء أعده له. بعد ذلك دهن جسمه بالزيت لكي لا تؤذيه العذابات، وأعطاه تحية السلام وصعد إلى السماء. وحدث في اليوم التالي أن أخذ الحاكم مجلسه على مقعد القضاء، وفي البداية حاول جهده أن يتملقه، ولكن في النهاية توعده بالموت. ولما لم يتمكن من جعله يذبح للآلهة عندئذ جلده مائة جلدة بسيور من جلد الثور اللين، بعد ذلك أخذ منشاراً أحضره لنشره، وعندما وضع المنشار على جسد القديس صار الحديد مثل الشمع الذي شم رائحة النار بسبب يد المخلص المقدسة التي قد دهنت جسده، حتى أن العذابات لا يكون لها قوة عليه لنقاوته. عندئذ أجرى الحاكم أمراً أنه ينبغي أن يضرب عنقه، وكتب حكمه هكذا: "حيث أن مينا الجندي المسيحي قد رفض أن يطيع أمر الملك العالي ويذبح للآلهة، لذلك نأمر بأن تؤخذ رأسه بالسيف ويحرق جسده بالنار". وعندما أحضره الأتباع إلى مكان عقوبته سار فرحاً مبتهجاً مرتلاً بالتسابيح، محدثاً الجموع التي تبعته، والرهبان المتعبدين أيضاً مباركاً إياهم جميعاً: "كونوا ثابتين في الإيمان بالمسيح يسوع"، وركع وصلى. وبعد الصلاة مدَّ عنقه فضُربَ بالسيف، وأكمل شهادته في الخامس عشر من شهر هاتور، في حكم ديوكليتيانوس ومكسيميانوس الملكين العاصيين المنبوذين. والقديس أيا مينا كان إنساناً مثلنا. وكان قوياً وجميلاً ومملوءاً من النعمة، تاماً في الفطنة واللطف. لأنه كان تقياً جداً، مصلياً في كل وقت، مثل كرنيليوس في جنديته، وكان محبوباً مثله. وكان شفوقاً وحليماً مع الكل مثل موسى، وكان أيضاً بتولاً طاهراً عظّم بالبتولية منذ البداية. الفضيلة دفعته إلى دعوته، ودمه المقدس كلله. عندما قطعوا رأسه المقدس، أشعلوا ناراً وألقوا جسده فيها. وبإرادة الله أتى بعض أخوة مؤمنين وبعض رهبان نساك أيضاً - أولئك الذين ساعدوه عند شدة قتاله - تقدموا وأنقذوا جسده من النار، وأعدوه للدفن متهيئين، وبكل همة وضعوه في مكان دفن مزيَّن كما يليق. وحدث أنه بعد وقت قصير خرج من أرجاء ليبيا قوم رُحَّل من البرابرة الذين يدعون نابوتون واللابوثون، وخربوا منطقة البياض. وأرسلت فرقة الجنود المسماة لورتورياكون على وجه السرعة إلى الإسكندرية لتحرس المريوطيين، وكان أثناسيوس القائد الذي يقود تلك الفرقة رجلاً تقياً، ونصح الجنود المسيحيين الذين تحت قيادته أن يأخذوا بقايا القديس أبا مينا معهم إلى مصر لأنها - بواسطة إيمانه العظيم بالقديس - ستكون حامية لهم. وعندما فُتح المكان الذي كان فيه، أضاء الموضع كله كالشمس، فأخذ الجنود بقاياه المقدسة وخبأوها في ملابسهم بسبب الشعب، ووضعوها على المركب، فكانت رحلة هادئة وبإرادة الله وصلوا الإسكندرية في خمسة أيام. وحدثت لهم أعجوبة عظيمة وإغاثة بواسطة الشهيد المقدس، فإنه قد حدث عندما كانوا في وسط البحر، خرجت من البحر حيوانات مرعبة برقاب مرفوعة إلى فوق ووجوه مثل تلك التي للجمال، ومدت رقابها الطويلة إلى داخل السفينة مريدة أن تأخذ بقايا القديس، وأيضاً حياة الرجال الذين على سطح السفينة. وكلما كانت تلك الحيوانات - كعادتها - ترفع أعناقها، كانت نار تخرج من بقايا القديس أبا مينا وتنطلق كالسهام في وجوهها، فكانت تغطس تحت الأمواج. وبعض المرات أيضاً لانت طبيعتها وأحنت أعناقها الطويلة وقدمت تكريماً لبقايا القديس، حتى أن الجنود تعجبوا جداً للقوة العظيمة الكائنة في بقايا القديس والإعانة التي حصلوا عليها منها. ومع تركهم الإسكندرية، وضعوا القديس على سفينة في بحيرة ماريا وذهبوا - في ذلك اليوم - إلى جهة الغرب إلى التابوسيرياك تينيا (بلدة أبو صير الحالية)، ووضعوه على جمل وأحضروه أولاً إلى كوبيو - قرية من مريوط - وعندما هزموا البربر بنعمة الله وشفاعة شهيده المقدس، أحضروا بقاياه المقدسة إلى قرية إستى. ووضع القائد أثناسيوس جسد القديس على الجمل ليرجع به معهم في طريقهم، خاصة من أجل خوفهم من الحيوانات التي شاهدوها في البحر. وعندما حثَّ الجمل أن يقوم لم يستطع أن يفعل ذلك، وظل ثابتاً أمام التهديد والضرب مرات كثيرة ولم يستطع القيام. فنقلت بقايا القديس إلى جمل آخر أقوى من الأول ولم يقم. وفعل هذا مع كل الجمال الأخرى التي عنده، محاولاً معها واحداً فواحداً ولم يستطع أحدها القيام. فكان حزيناً جداً لأجل الحب الذي في قلبه له، لأنه كان يرغب في أن يأخذه معه كسلاح لا يُغلَّب، ولم يستطع أحد الجمال أن يقوم له، ولا بقايا القديس كان يمكن نقلها إلى حيث كان يسكن هو. وفهم البطل أثناسيوس أن هذا كان ترتيب الله، وأن أعضاء القديس المكرمة ينبغي أن تبقى هناك، فوضع لوحاً خشبياً وصوَّر عليه شكل القديس أبا مينا، وصوَّر أيضاً أشكال الحيوانات التي رآها في البحر وهي بشبه الجمال تحت قدميه، مقدمة له الاحترام. من أجل ذلك في أيامنا هذه عندما يرى كثير من الناس - الذين لايعرفون السر - الصورة التي صنعها هذا الرجل المؤمن يظنون أن الحيوانات جمالاً، حتى أن البعض تجرأوا على القول عن مثل هذا الكوكب العظيم أنه كان جمَّالاً. وهكذا وضع القائد الصورة على بقايا القديس لكي تظل بركته وقوته في الصورة التي سيأخذها معه لكي تكون معينة له، ليس في البحر فقط، ولكن حيثما ذهب كسلاح لا يهزم. ووضع بقايا القديس المبارك في تابوت من خشب لا يفسد، ووضع الصورة الخشبية التي صنعها فوق بقاياه، ودفنها هناك مع كتابات تذكارية. وصنع له بناء صغيراً بنيَّ فوق القديس على شكل قبر صغير له قبو، ورسم صورة القديس على لوحة خشبية أخرى مثل الأولى، وأخذها معه وعاد إلى بلده مع كل رجاله في سرور وسلام. وكان هناك صبي في تلك القرية "أستى" - المكان الذي دفنت فيه بقايا القديس - وكان الصبي كسيحاً منذ ولادته. وفي أحد الأيام زحف حتى أصبح خارج القرية. وكانت إردة الله أن يظهر بقايا القديس أبا مينا، فنظر الكسيح ورأى مصباحاً منيراً في قبر القديس أبا مينا، وعندما زحف إلى القبر بترتيب الله وقع عليه نعاس ورقد نائماً. وبحث والداه عنه فوجداه نائماً هناك، فرفعا عصا لكي يضرباه لكنه قفز وجري داخل القرية. وعندما رآه أهل القرية ذهلوا، وسأله أبواه عما حدث له فأخبرهم بكل شيء، فخرج أبواه مع كل عشائر القرية، وجعلهم الله يرون النور فوق بقايا القديس فآمنوا كلهم. وذهبوا بسرعة وأحضروا كل المرضى في القرية، الأعرج والأعمى والذين داخلهم شياطين، فأعطاهم كلهم الشفاء. وانتشر الخبر في الخارج في كل منطقة مريوط، فأحضروا كل الذين كانوا مرضى بكل الأنواع ووهبهم كلهم الشفاء. وهكذا بنو فوق القبر موضعاً صغيراً للصلاة يشبه القبة التي تقوم على أربعة أعمدة، وعلقوا مصباحاً في وسطها مثل الذي رأوه في البداية. وظل المصباح مشتعلاً ليلاً ونهاراً بدون أن يخبو أبداً. وكل الذين أخذوا من زيت المصباح إلى أراض بعيدة، نالوا شفاء حتى أن زحاماً كبيراً تجمع هناك. وأيضاً جموع لا تعد من كل أرض حضروا إلى هناك في كل وقت بدون توقف. وقاسوا من الضيق لأن المكان كان صحراء وينقصهم الماء والاستفادة من الأسرار المقدسة. وتبعاً لذلك إلتمس أبناء الإسكندرية العظام وسكان مريوط وكل أراخنة مصر من القديس أثناسيوس رئيس الأساقفة أن يبني كنيسة تذكارية عجيبة لتمجيد الله والقديس أبا مينا، ولمسرة وفرح كل الشعوب الذين أتوا إليها. وكان القديس أثناسيوس غير قادر بسبب المحاولات التي سببها الأريوسيون الكفار المضطهدون إياه. لكن الله لعن الإيمان الباطل الذي للهراطقة، ورفع الملك العادل البار جوفيان، وكُرمّت الكنيسة ثانية في أيامه. عندئذ تكفل القديس أثناسيوس أن يجيب طلب الناس لتمجيد الله وشهيده المبارك. وعندما سمع الملك جوفيان المحب لله كتب للقائد الذي على الإسكندرية أن يساعد القديس أثناسيوس بالمال، لأجل بناء كنيسة على اسم الشهيد المبارك. فأصدر أوامر مشددة لتنفيذ ذلك، وأتم بناء الكنيسة بكل جمال مزيناً إياها بالرخام الثمين المتلألئ كالذهب. وفي أيام الملك فالنس وأخيه فالنتينوس - ابني الملك جوفيان السعيد الذكر - كتبا لتاتيان حاكم الإسكندرية، فأعلن لكل أساقفة مصر عن جهاد القديس أبا مينا، وهكذا اجتمع الأساقفة، وأودعوا بقايا القديس أبا مينا في السرداب الذي صُنع له. وعيّدوا عيد تكريس الكنيسة في اليوم الأول من أبيب. وصنعت عجائب ومعجزات عظيمة لا حصر لها بواسطة القديس، وأتى الناس من كل مكان محضرين عطاياهم لكنيسته، لأجل مواهب الشفاء التي منحها الله له. وبعد ما مر بعض الوقت، حدث في أيام ثيودوسيوس الكبير مع إبنيه أركاديوس وأونوريوس في أيام ثيئوفيلوس رئيس الأساقفة، كان هناك سلام ويسر عظيمان في عهدهم. وعندما حان عيد الشهيد المبارك في الخامس عشر من هاتور إجتمعت جموع عظيمة كثيرة وقاسوا من الضيق بسبب أن الكنيسة لم تستطع أن تسع الجموع، لكنهم كانوا واقفين في الصحراء. وكان هناك رئيس الأساقفة المطوب أبا ثيئوفيلوس، وعند رؤيته ضيق الناس كتب إلى أركاديوس الملك، فامر الملك ببناء كنيسة تذكارية فسيحة. وعملوا بعزم وقوة ملكية مع براعة في الزخرفة، كتلك التي استخدمت لهيكل سليمان. وجعلها واحدة مع الكنيسة التذكارية التي بناها قبلاً القديس أثناسيوس. وعندما أكملها البابا ثيئوفيلوس بكل جمال، جمع مجمعاً من الأساقفة وكل أراخنة مصر وكرسوها بالمجد والكرامة. وفي أيام تيموثاؤس رئيس الأساقفة المعترف، في عهد زينون الملك المحب لله، حدث أن الملك المبارك سمع بالعجائب والمعجزات والأشفية التي تحدث عند كنيسة القديس أبا مينا، وتعجب ومجد الله الذي يمجد قديسيه. عند ذلك أخبر رئيس الأساقفة تيموثاؤس الملك زينون عن البربر الذين يأتون على مريوط مضايقين البيعة وكل الكنائس في مريوط. عندئذ أمر الملك كل أولئك الذين في الرتب الشريفة في المملكة أن يبنى كل منهم قصراً هناك، وكتب أيضاً لأراخنة الإسكندرية وأولئك الذين في مصر، أنه ينبغي على كل واحد منهم في كل مكان في الأرض أن يبني لنفسه منزلاً هناك، إلى أن جعلوها مدينة. وهكذا بنيت وأعطيت الاسم "مرتيروبوليس" (مدينة الشهيد). وانضمت إليها جموع من كل أرض واستوطنت فيها. ثم نشأ الملك زينون أيضاً حامية من 1200 جندي لحراسة ذلك المكان ضد غارات البربر الرُحَّل. وهذا صنعه الملك المحب لله كمساعدة لكل مريوط والكنيسة بالمثل. وأعدَّ نفقتهم من دخل مريوط، وأعطى الكنيسة أيضاً بعض مقاطعات مصر الصغيرة تاركاً ضرائبها حتى يُستعمل المال لأجل نفقات الكنيسة ومنازل إضافة الغرباء التي بناها عندها. ومرة ثانية في وقت أناسطاسيوس الملك، ألهمت غيرة دينية قلب الحاكم الآمر. إذ أنه سمع أيضاً عن العجائب والمعجزات التي صنعها القديس أبا مينا، فضلاً عن ذلك رأى الصعوبات التي تقاسيها الجموع الكثيرة الآتية إلى الكنيسة، لأنهم عندما تركوا البحيرة ودخلوا في الصحراء هناك لم يجدوا مكاناً للمأوى أو الماء حتى وصلوا إلى الكنيسة المقدسة. فبنى الحاكم بيوتاً لإضافة الغرباء بجانب البحيرة ومنازل للراحة لكي تقيم فيها الجموع. وعمل في وسطهم مكاناً للسوق لكي تجد وتشتري الجموع كل حاجاتها، وعمل مخازن متسعة شيدت حيث يمكن للجموع أن يتركوا ملابسهم وحقائبهم وكل الأشياء التي أحضروها للكنيسة. وعندما أكمل كل شيء أسماها فيلوكسينيتى على اسمه. وأيضاً أقام أروقة في أماكن مختلفة ليستريح الناس هناك، وأنشأ أماكن للشرب وترك عندها جرار ماء على طول الطريق من بيوت إضافة الغرباء حتى الكنيسة. وترك بين أحد أماكن الشرب والآخر مسافة عشرة أميال، وذلك لأجل توفير حاجة الناس الذين يحضرون العطايا إلى الكنيسة. واستمر هذا من وقت هرقل الملك حتى أخذ العرب البلاد. وكان كل الشعب متهللاً مسروراً يقدم العطايا لكنيسة القديس بسبب العجائب التي صُنعت هناك، وآيات الشفاء التي جرت بواسطته، لأنه ما أصدق الكلمة التي قالها مخلصنا: "أكرم الذين يكرمونني". إن القديس أبا مينا عَبدَّ الله من كل قلبه بتقوى منذ صباه، مع أصوام وصلوات وطهارة منذ مولده حتى انتقاله. وأخيراً قدَّم جسده كذبيحة مقدسة حية مسرة لله. فلنلتمس منه أن يتشفع فينا نحن أيضاً، لأنه لائق لأن يذكرنا أمام ذاك الذي رغبته هي الرحمة: ربنا يسوع المسيح الذي له المجد مع أبيه الصالح والروح القدس المحيي المساوي، الآن وكل أوان وإلى الأبد آمين. أيها الرب يسوع المسيح بارك الرجل الذي تكفل بحفظ هذا الكتاب وإعطائه لدير ميخائيل في فانتاو، لأجل خلاص نفسه. ليت الرب يسوع المسيح يعوضه عن أعماله في أورشليم السماوية آمين. هذا الخبر صنع في أيام الشماس يوحنا والأب بولس والأب سوتر من شوب، في عام 609م لدقلديانوس. ++++++++++++ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
البابا يوحنا الرابع متحدثا عن القديس مارمينا |
مارمينا و الاسود السود و معجزات تفوق العقل _ بمناسبة عيد مارمينا العجايبي |
مارمينا العجايبي |
مارمينا العجايبي |
مارمينا العجايبى |