منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 01 - 2015, 01:54 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

تكون الرئاسة على كتفه (٢)


القس بولس بشاى كاهن بكاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل بأسيوط

٨ يناير ٢٠١٥ تكون الرئاسة على كتفه (٢)



رأينا في المقال السابق كيف أن رئاسة المسيح الباذلة فاقت كل الأوصاف. كل من ينجذب إلى المسيحية والمسيح لا تجذبه المبادئ وحدها - رغم سموها، ولكن حب المسيح هو الذي أسر القلوب وأثر فيها “لأن محبة المسيح تحصرنا”(٢ كور ٥: ١٤) فقد أدرك وذاق عمق الحب والبذل فى الرئاسة التي حملها على كتفه والحب الذي أحبنا به إلى المنتهى.
ثانياً رئاسته رئاسة الكهنوت:
كما يقول القديس بولس “مدعواً من الله رئيس كهنة على رتبة ملكي صادق” (عب٥: ١٠) وذلك بحسب النبوة “أقسم الرب ولن يندم أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق” (مز ١١٠: ٤) مجىء المسيح كان نهاية لرئاسة الكهنوت اللاوي، والعجيب أن قيافا رئيس الكهنة أعطى علامة لنهاية هذا الكهنوت ساعة أن شق ثيابه أثناء المحاكمة، أنهى الكهنوت اللاوي ليحل محله كهنوتاً جديداً على طقس ملكي صادق الذي كانت تقدمته بخبز و خمر، كما سلم الرب أيضاً تلاميذه ليلة العشاء الأخير.
تغير الكهنوت اللاوي القاصر في غفرانه بعد أن جاء رئيس الكهنة الأعظم “ليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءاً ابدياً” (عب ٩: ١٢) لم يكن المسيح من سبط لاوي لكنه أنهى كهنوت الوراثة ليحل محله كهنوت العهد الجديد الذي سلمه لتلاميذه بنفخة الروح القدس، وتتابع في الكنيسة بوضع اليد للمدعوين من قبل الله لهذه الخدمة من كل الأمم كهنة عهد جديد “لا يأخذ أحد هذه الوظيفة بنفسه بل المدعوين من الله كما هرون أيضاً” (عب ٥: ٤)
رئاسة كهنوت المسيح أنهت الكهنوت القاصر من جهة المكان الخاص باسرائيل لتشمل كل الأمم أيضاً بعد أن أنهى وراثة الكهنوت وهكذا برئاسة كهنوت المسيح تحققت نبوة ملاخي وبنيت مذابح للرب في كل الأمم ترفع عليها التقدمات الطاهرة “لأنه من مشرق الشمس إلى مغربها اسمي عظيم بين الأمم وفي كل مكان يقرب لإسمي بخور و تقدمة طاهره” (ملا ١: ١١) ليدعو من كل أمة كهنة مختارين و مفروزين.
رئاسة كهنوت المسيح شقت الحجاب المتوسط الذي كان يفصل بيننا و بين الله “لأنه هو سلامنا الذي جعل الإثنين واحداً ونقض حائط السياج المتوسط – أي العداوة” (أف ٢: ١٤) لذلك وضعت الكنيسة باب الهيكل كعلامة تذكرنا بما كان عليه الحال قديماً و يقوم الكاهن بنفسه بفتحه في بداية الصلاة ليذكرنا بما عمله رئيس الكهنة الأعظم الرب يسوع الذي فتح لنا باب الملكوت للدخول إلى الحضرة الإلهية.
قديماً كان لسان حال البشر جميعاً “ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا” (أي ٩: ٣٣) فحمل المسيح رئاسة الكهنوت ليقوم بهذا الدور “عاملاً الصلح بدم صليبه” (١ كور١: ٢٠)
إن كانت رئاسة المسيح الباذلة تدفعنا نحو حبه فرئاسة كهنوته تغرس في كياننا ثقة وإيمان أنه مهما يكن حالنا في الخطية فشفاعته الكفارية قادرة وبصورة أكبر من أي حسابات بشرية أن تشفع فينا أمام الآب ساعة التوبة “ان اخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار” (١يو ٢: ١)
ثالثاً الرئاسة على كتفه هي رئاسة الملك الإلهي:
اتضع المسيح وأخذ جسم بشريتنا لكن هذا لم يتعارض ولا لحظة واحدة مع كونه الإله فهو ملك الملوك ورب الأرباب الذي يسوس ممالك الكون بقدرة عظيمة، كما تنبأ عنه دانيال النبي “ملكوته ملكوت ابدى و جميع السلاطين اياه يعبدون و يطيعون” (دا ٧: ٢٧) “سلطانه سلطان ابدى ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض” (دا ٧: ١٤) فهو وإن وجد في الهيئة كإنسان لكن هذا لا يتعارض مع ربوبيته السرمدية (أي الأزلية والأبدية في نفس الوقت)
كما نرنم في التسبحة: لم يزل إلهاً أتى وصار ابن بشر لكن هو الإله الحقيقي أتى و خلصنا. مشكلة الذين لا يؤمنون بالمسيح كإله أنهم نظروا إليه كمتواضع وفقير لا يرتقي إلى أن يكون ملكاً “أليس هذا هو يسوع ابن يوسف الذى نحن عارفون بأبيه و أمه” (يو ٦: ٤٢) و كان يجب ان يفرحوا و يتهللوا به لأنه وهو ملك الملوك و رب الأرباب تواضع ليرفعنا “ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب أنه ولد لكم اليوم فى مدينة داود مخلص هو المسيح الرب” ( لو ٢: ١٠) وقال الملاك مدينة داود ليذكرهم بأنه هو الملك الذى قالت عنه النبوات أنه يجلس على كرسي داود إلى دهر الدهور كما يقول اشعياء النبي “لنمو رئاسته وللسلام لا نهاية على كرسى داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الآن إلى الأبد” (اش ٩: ٧) وكما قال الملاك للعذراء “يعطيه الرب الإله كرسى داود ابيه ولا يكون لملكه نهاية”
رئاسة المسيح كملك تعطينا الطمأنينة في حياتنا فهو وإن كان نائم كإنسان في مؤخرة السفينة لكنه الإله القوي الممسك بالكون كله بكلمة قدرته “فقام وانتهر الريح وقال للبحر اسكت أبكم. فسكنت الريح و صار هدوء عظيم” (مر ٤: ٣٩) . فلتعلو الأمواج ولتتشابك الأحداث كما شاءت، لا يهمنا فإلهنا ملك الملوك ورب الأرباب وهو قادر أن يفعل أكثر جداً مما نطلب او نفتكر رئاسة المسيح ملكنا تبعث في قلوبنا الطمأنينة كما يقول القديس البابا كيرلس: لا شىء تحت السماء يقدر أن يكدرني لأني محتمي في ذلك الحصن الحصين.
إن رئاسة المسيح التي تنبأ عنها اشعياء النبي هي بحق شرف ووسام على صدورنا تبعناه كملك عن إرادة واختيار إذ انه لم يحمل عصا ليسوقنا أمامه قسراً بل كراعٍ صالح حمل عصا الرعاية وتقدم بها أمامنا لتتبعه الخراف بمنتهى الحب والطاعة “متى اخرج خرافه الخاصة يذهب امامها والخراف تتبعه لأنها تعرف صوته” (يو ١٠: ٤)


رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تكون الرئاسة على كتفه إذ دخل مملكته بحمله الصليب
لعل ٢٠٢٤ تكون سنه الأفراح التي لا توصف
أنا بس بتمني ان ٢٠٢٤ تكون سنة هادية
تكون الرئاسة على كتفه ١
الرئاسة تعتمد يوم ٢٢ سبتمبر عطلة رسمية حيث تتعامد الشمس على وجه مرسي في قصر الإتحادية


الساعة الآن 10:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024