تأملات ودروس من الكتاب المقدس لحياتنا الروحية-4 يناير 2015

[nasser]

دروس من حياة آدم وحوّاء
موجودون لتحقيق قصده

(وأخذ الرب الاله آدم ووضعه فى جنّة عدن ليعملها ويحفظها).
تكوين15:2
حين وقف آدم فى وسط الجنة الأرضية-التى تفوق أوصافها استيعابنا-من المؤكد أنه أصيب بالذهول حين بدأ خالقه وصديقه مخاطبتهآدم لقد وضعتك بملء سيادتى فى هذا المكان.وعملك هو أن تزرع هذه الجنة وأن تعتنى بها وتحميها.لن يكون هناك أى سياج حول هذه الجنة بل سوف تكون طاعتك هى مصدر الحماية الوحيدة لها).
توقف آدم لبرهة عن النظر الى ذلك المكان الجميل الطاهر المحيط به وربما حدّق فى عينى خالقه وهمس قائلاًحاضر يارب)
ورغم أن هذه القصة قد تبدو صعبة التصديق فان الله وضعنا نحن أيضاً فى أماكن اختارها لنا بنفسه.فسواء كنا موجودين فى وسط عائلاتنا أم مع شركاء حياتنا أم فى كنائسنا أم فى مدارسنا أم فى أماكن عملنا فقد وضعنا الله جميعاً-بمقتضى سيادته الالهية-فى أوضاع ومواقف وعلاقات تتطلب منا كل عناية واهتمام.وكما هى حال آدم فاننا مدعوّون للقيام بما ينبغى لنا القيام به لغرس(الجنّات) التى وضعنا الله فيها والعناية بها وحمايتها.
ربما تجد نفسك فى وضع أو علاقة غير ناميين.وحين تتفحص الألم والخراب من حولك فان كل شىء فيك يدفعك الى الهرب.لكن هل يمكن أن يكون الله قد وضعك بحسب سيادته الالهية فى ذلك المكان أو الوضع لكى تقوم أنت بالعناية به وتنميته وحمايته؟
ما العنصر المفقود؟هل هو ايمانك أم صلواتك أم محبتك أم طاعتك؟
علينا ألا ننسى اليوم أن قلوبنا وحياتنا هى جنّة عدن الله.هذا صحيح فالنبى اشعياء يقول فى اشعياء7:5وغرس لذّته رجال يهوذا).لذلك اذا حرصنا أنا وأنت على العناية بقلوبنا والاهتمام بعلاقتنا فأنا على يقين بأننا سنختبر مستويات جديدة من الفرح والحياة المثمرة بصفتنا غرساً حقيقياً لمسرّة الله.