![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنصاف الفضائل مقال لنيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس - مطران البحيرة ومطروح والخمس المدن الغربية ٣٠ ديسمبر ٢٠١٤ ![]() يذكر سفر الرؤيا في إصحاحه الأخير هذه الكلمات “لأني أشهد لكل من يسمع أقوال نبوة هذا الكتاب ان كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب وإن كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة و من المدينة المقدسة و من المكتوب في هذا الكتاب (رؤ 22 : 18 – 19) و في مرات كثيرة نرى من يحذفون ليس كلمات مكتوبة بحبر و قلم, و لكنهم يحذفون مفاهيم الوصية و يتطرفون في دقة ممارستهم لها، فقد يتغالى البعض في الوصية ويحملها اكثر مما تحتمل .. وقد يتهاون البعض الآخر فيها فيصبح من أصحاب الضمير الواسع. ولكن الكتاب يحدثنا عن وصية الرب ليشوع ” انما كن متشددا و تشجع جدا لكي تتحفظ للعمل حسب كل الشريعة التي امرك بها موسى عبدي لا تمل عنها يمينا و لا شمالا لكي تفلح حيثما تذهب (يش 1 : 7)، و تعلمنا كنيستنا الأمينة إلا نتمسك باية واحدة و نترك باقي الايات جانباً، ويعلمنا الآباء في كتابتهم الروحية أن الطريق الوسطي، هي الطريق التي تخلص كثيرين. وكل من يهتم بخلاص نفسه لابد له أيضا أن يدقق في تدبيره الروحي، ويحرص ألا يتمسك بانصاف الفضائل ..بل تكون حياته متوازنه في ضوء الوصية الكتابية لكي ما يكون كل شيء في حياتنا كامل أمام الله.. فالكنيسة عندما تعلمنا عن ضرورة الجهاد الروحي هي لا تهمل أن تذكرنا بمساندة النعمة الإلهية لنا فالرب يسوع علم “اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق”(لو 13 : 24 )، ولكنه أيضاً قال” لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا”(يو 15 : 5).. حقيقي أن الله يحب أن يسندك بنعمته، لكنه لا يعمل إن لم تعطه أنت الفرصة بل وتدعوه لكي يعمل فيها. - والكتاب عندما يعلمنا عن الفرح لا يغفل مفهوم الحزن الذي بحسب مشيئة الله، فالكتاب يعلمنا افرحوا “في 4 : 4 “، لكن الرب يسوع يعلمنا أيضا، طوباكم أيها الباكون الآن”(لو6:21) كيف؟ لقد كان يقصد أن الحزن الذي بحسب مشيئة الله ضروري فهو ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة وأما حزن العالم فينشئ موتاً (2كو 7 : 10) – وفيما نتعلم عن البساطة نرى ضرورة الحكمة فالبساطة بدون حكمة سذاجة والحكمة بدون بساطة قد تكون مكر و خداع؛ فالسيد المسيح تعامل ببساطة مع الجميع ولكن عندما سألوه أن يعطي الجزية لقيصر جاوب بحكمة (مت 22: 21). وقد يظن البعض في كثير من الأحيان أن الكنيسة تصمت عن بعض الأخطاء في بساطة.. ولكننا يجب أن نفهم جميعا أنها بحكمة قد تصمت زماناً لتترك فرصة للتوبة. - وفيما نحن نتعلم التسامح نرى ضرورة الحق فالسيد المسيح الذي علم التسامح (مت 5 : 39) سأل لماذا تلطمني؟ (يو 18: 23)، فالمسيحية تعلمنا أنك قد تتسامح في حقك الشخصي.. أما حق الكنيسة.. أو حق الملكوت.. أو حق المجتمع.. فكيف تتسامح فيه؟ - وفيما نحن نتعلم عن الخدمة نرى ضرورة الحرص من التسلط.. فهناك من يخدم لأجل مجد الله.. وهناك من يتسلط من أجل مجد ذاته.. فديوتريفوس الذي كان يضع نفسه خادماً لبيت الله يقول عنه الكتاب أنه يتعامل مع القديس يوحنا الرسول هاذرا (3 يو 1 : 10) كذلك أنت أيضاً فيما تحرص أن تتجمل حياتك بعمل الخدمة، فاحذر لئلا تقع في محبة الذات والتسلط. - وفيما نحن ننادي بالطيبة يجب أن ندرك ضرورة القوة؛ فالأب الطيب يجب ألا تمنعه طيبته عن تربية أبنائه، فيسوع الذي ضم الأطفال إلى صدره بحب (مر10 : 14)، صنع صوتاً ليطرد باعة الهيكل لأنهم استهانوا ببيت الرب (يو 2 :15). - وفيما نحن نتعلم عن المحبة نرى ضرورة الحزم فأنت تحب أولادك ولكنك لا يجب أن تفقد حزمك لأن المحبة الحقيقية تحتاج إلى تأديب (أم 19: 18) لكي يقود إلى الصلاح “فاحذر لئلا بمحبتك تجعل أولادك يعيشون في كورة الخنازير”. - و فيما نحن نتعلم عن الوداعة ينبغي أن نرى ضرورة الشجاعة فيوسف كان وديعاً ولم ينتقم لنفسه من شر إخوته، لكنه أيضاً كان شجاعاً أن يواجههم بما فعلوا (تك 50: 20). - وفيما نتعلم عن المحبة لابد أن نحرص على ضرورة المخافة.. نعم نحن نحب الله ولكننا ينبغي ألا ننسى مخافته لنبقى في طريقه، وخادم مدارس الأحد يجب أن يحب أطفاله لكنه لابد أيضا أن يحرص ألا تزول المهابة.. فعندها يفقد الخادم قدرته على التعليم. – أخيرا فيما نحن نتعلم عن الخدمة يجب ألا ننسى ضرورة التأمل، فالخدمة يجب ألا تمنعك عن الانتظام في مخدعك والالتزام بقانونك الروحي والسعي لخلاص نفسك، فبولس الرسول الذي جال العالم كارزاً انفرد في الصحراء العربية ثلاث سنوات للتأمل، وموسى خادم شعب إسرائيل انفرد في البرية أربعين عاماً.. وأنت فيما تجتهد في خدمة أولادك.. لابد أيضاً أن تهتم بالصلاة من أجلهم وتحرص أن تتابع روحياتهم بصورة منتظمة. ليكن هذا الأمر موضوع تأمل دائم لك في دراستك للكتاب المقدس .. لكي تستقيم حياتك وروحياتك وتضمن أنك في الطريق المؤدي للحياة الأبدية. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أوصاف | هتسمى ابنك ايه ؟؟ |
الفضائل وأشباه الفضائل |
خطورة أنصاف الحقائق |
أنصاف الحقائق |
لا تُجالس أنصاف العشاق ، |