البطن الذى ولد الموت
+++++++++++++
لكن النقطة الأساسية هي كيف حدث هذا التبادل بين حواء والعذراء القديسة مريم؟ الجواب
كما رأينا عند ايريناوس وعند يوستينوس، وكلاهما من آباء القرن الثاني هو في طاعة العذراء وقبولها أن
تلد المسيح. مجرد الحبل بالرب الإله المتجسد معناه أن الأمور بدأت تتغير، وأن كل شيء سوف يتجدد.
يقول ايريناوس أيضًا:
"جاء الرب إلى خاصته ورفع المعصية التي جاءت عن طريق الشجرة (شجرة المعرفة) بطاعته التي
أظهرها على الشجرة (الصليب). كذلك الغواية انتهت؛ لأن حواء التي ُاختير لها زوجًا قد أغويت
بالشر، ولكن في البشارة المفرحة نجد العذراء مريم وهي مرتبطة بزوج قد سمعت البشارة من الملاك.
ومن هذا يظهر أنه كما أن حواء ُأغويت بكلمة ملاك ساقط وهربت من الله بعد أن نفذت كلمته،
هكذا مريم بكلمة الملاك نالت البشارة المفرحة لكي تلد الله وتطيع كلمته. الأولى عصت، لكن
الثانية أطاعت الله، لكي تصبح العذراء المحامية عن العذراء حواء. وكما أن الجنس البشري قد رِب َ ط
بالموت بعذراء، فإنهخُلص بعذراء. وبذلك تم تعادل معصية العذراء (حواء) رفعت بطاعة العذراء،
.(V : ومكر الحية ُ غلب ببساطة الحمامة". (المرجع السابق 19
وطبعًا سوف نترك لقب "الحمامة الحسنة" الخاص بالعذراء، وهو لق ب سوف ندرسه في حينه،
ولكن النقطة الأساسية هي مجيء من يرفع اللعنة.
يقول العلامة أوريجينوس:
"قبل ميلاد يوحنا المعمدان تنبأت أليصابات، وقبل ميلاد مخلصنا تنبأت العذراء. وكما بدأت
الخطية بامرأة ووجدت طريقها للرجل، هكذا الخلاص بدأ أيضًا بامرأة حتى ما يترك النساء
) ” ضعف جنسهن ويتمسكن بتجديد وبمثال النساء القديسات
ويؤكد القديس غريغوريوس العجائبي نفس المعنى بكلمات لا تختلف عن كلمات التسبحة في
مجموعة عظاته على الإيمان المسيحي، فيقول:
"حواء التي استراحت في الفردوس كان عقلها عقيمًا بلا فكر ولا تأمل، ولذلك خضعت لغواية
وكلام الحية أصل كل الشرور، فتسلط على أفكارها وبغوايته نفث سمه الذي سبب الموت
الذي أ سر العالم كله، وتسبب في مصائب القديسين، ولكن بمريم العذراء القديسة تم إصلاح
.(H: سقطة الأم الأولى". ( 120
ويرتفع غريغوريوس تلميذ أوريجينوس إلى مستوى الأداء الشعري ليقول في العظة الثالثة:
"السلام يا ممتلئًة نعمًة. لا تخجلي لأنك لست سبب ديوننا.