رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
سر التجسد... في الثيؤطوكيات:
+++++++++++++++++++ ما أجمل ما ترتله الكنيسة في الثيؤطوكيات!! وكلمة "ثيؤطوكية" qeotokia مكونة من مقطعين هما: "ثيؤ" = الله = qeo، طوكوس= والدة = tokoc، أى "والدة الإله"، فالعذراء حينما ولدت رب المجد، لم تلد إنسانًا عاديًا، بل ولدت ابنًا، دعى "عجيبًا مشيرًا، إلهًا قديرًا، أبًا أبديًا، رئيس السلام" (إش 6:9)، لهذا دعته بروح النبوة: "عمانوئيل" أي "الله معنا" وليس مجرد إنسان، فهو الإله المتجسد. ونحن لا نقول عن السيد المسيح أنه "إنسان تأله"، بل نقول عنه أنه "الإله وقد تأنس"، أي اتخذ جسدًا، وحلّ بيننا، وأثبت في كل تصرفاته وكلماته ومعجزاته وقداسته المطلقة، أنه الإله المتجسد!! وكمثال موجز عن حب كنيستنا القبطية لسرّ التجسد، وتطويبها لأم النور، نورد هذه الأمثلة: في ثيؤطوكية السبت: (أيتها الغير الدنسة، العفيفة القديسة في كل شيء، التي قدمت لنا الله? محمولًا على ذراعيها. تفرح معك كل الخليقة، صارخة قائلة: السلام لك يا ممتلئة نعمة، الرب معك. السلام لك يا ممتلئة نعمة. السلام لك يا من وجدت نعمة. السلام لك يامن ولدت المسيح. الرب معك). (من قبل ثمرتك، أدرك الخلاص جنسنا، وأصلحنا الله معه? مرة أخرى، من قبل صلاحه). (كخدر بغير فساد، الروح القدس حلّ عليك، وقوة العلى? ظللتك يا مريم. لأنك ولدت الكلمة الحقيقي، ابن الآب، الدائم إلى الأبد، أتى وخلصنا من خطايانا). (صرت سماء ثانية على الأرض، يا والدة الإله، لأنه أشرق لنا منك? شمس البر). ثم تبدأ الثيؤطوكية في تقديم رموز التجسد في العهد القديم، مثل: سلم يعقوب، والقبة، والتابوت... والحمامة الحسنة.. إلخ. فى ثيؤطوكية الأحد: * (مدعوة صديقة، أيتها المباركة في النساء، القبة الثانية، التي تدعى قدس الأقداس، وفيها لوحا العهد... هذا الذي تجسد منك بغير تغيير، وصار وسيطًا لعهد جديد، من قبل رش دمه المقدس، طهر المؤمنين، شعبًا مبررًا. من أجل هذا كل واحد يعظمك، يا سيدتي والدة الإله، القديسة كل حين. ونحن أيضًا نطلب أن نفوز برحمة بشفاعاتك، عند محب البشر). (واحد من اثنين: لاهوت قدوس، بغير فساد، مساوٍ للآب، وناسوت طاهر، بغير مباضعة، مساوٍ لنا كالتدبير. هذا الذي أخذه منك، أيتها الغير الدنسة، واتحد به كأقنوم). (أنت هي القسط الذهب النقي، الذي المن مخفي في وسطه، خبز الحياة الذي? نزل من السماء، وأعطى الحياة للعالم). (الإله الحق من الإله الحق، الذي تجسد? منك، بغير تغيير). (أنت هي المجمرة الذهب النقي، الحاملة جمر النار المباركة،? الذي يؤخذ من المذبح، يطهر الخطايا، ويرفع الآثام، أي الله الكلمة الذي تجسد منك، ورفع ذاته، بخورًا إلى أبيه). وتستمر الكنيسة في ذكر رموز العذراء والتجسد في العهد القديم، فهي القبة، والتابوت، والقسط الذهب، والمنارة الذهبية،والمجمرة الذهبية، وعصا هرون التي أفرخت، وزهرة البخور، والمائدة الذهبية... ويعوزنا الوقت إن تحدثنا عن أمثلة كثيرة أخرى في ثيؤطوكيات بقية الأيام. لكن خلاصة القول: أن كنيستنا القبطية تهيم حبًا بالعذراء البتول، والدة الإله، التي ولدت لنا المسيح، مخلصنا الصالح، لهذا فهي لا تكف عن تمجيد هذا السّر الإلهي العظيم، سرّ التجسد، سرّ التقوى، وسرّ الخلود!! فبعد أن تجسد الرب وعلمنا، ثم فدانا وخلصنا، قام وصعد إلى السماء جسديًا، ووعدنا بأننا سنقوم معه بأجساد نورانية، ونرث معه في ملكوته. أليس مناسبًا أن تتهلل السماء والأرض، بميلاد الرب يسوع، وترنم جوقات السماء قائلة: "المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة" (لو 14:2). فها قد تمت بشارة الملاك: "قد ولد لكم اليوم في مدينة داود، مخلص هو المسيح الرب" (لو 11:2). فلنذهب إليه مع الرعاة الساهرين، لنقدم له العبادة والسجود... ومع المجوس العابدين، نعطيه الذهب (أغلى ما نملك)، واللبان (صلواتنا وتسابيحنا)، والمرّ (آلامنا وأتعابنا)... وهكذا نسجد عند قدميه، تصحبنا شفاعة العذراء، أم الخلاص، ومثال يوسف البار، خادم سرّ الخلاص!! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|