5 أضرار صحية يسببها التوتر

[Mary Naeem]

5 أضرار صحية يسببها التوتر

من العجيب ما يمكن للعقل أن يفعله في التأثير على باقي أجزاء الجسم، فيمكننا أن نجعل أجسامنا تقوم بعمل الكثير من الأشياء عن طريق الإرادة القوية ولكن على الجانب الآخر فإن التوتر والإحباط والقلق يمكن أن تجعل الجسم فى حالة سلبية للغاية، فمثلًا من الممكن أن يؤثر التوتر على القلب والعضلات والجهاز العصبى والهضم وحتى الدوافع الجنسية.

ومن الممكن أن تكون قد لاحظت ردود أفعالك في يوم مشحون بالأحداث، حيث تصاب بالتوتر وربما الصداع، ولا تستطيع أن تأكل أو ربما تأكل بشكل زائد عن الحد أو تشعر بتسارع دقات القلب بشكل كبير للغاية، فصدق أو لا تصدق العقل والجسد يؤثران في بعضهما البعض بقوة وقد يؤدي ذلك إلى العديد من المشكلات مما يفقدك توازنك الطبيعي ويجعل يومك أسوأ، ولهذا وجب عليك أن تتعلم كيف تتعامل مع الغضب.

1- العضلات:

اذا كنت ممن يشعرون بالصداع والألم فى الرقبة فأنت تعلم جيدًا كيف يمكن أن تكون هذه العضلات متوترة، فعندما نكون متوترين يرتفع الأدرنالين مما يجعلنا أكثر عرضة للقفز من القلق، ونكون فى حالة من التأهب لحدوث الخطر، ولهذا تتفاعل عضلاتنا بهذه الشكل التلقائى عند التوتر كي تحمينا من التعرض للإصابات.

وبالرغم مما ينويه الجسد من نوايا طبية عن طريق العضلات المتوترة كي يحمينا إلا أننا نتألم كثيرًا بسبب تلك التوترات إذا استمرت لفترة، فمثلًا من الممكن أن يسبب التوتر فى عضلات الكتف أو الرقبة أو الرأس بآلام الصداع النصفي والتى لن تفعل شيئًا إلا أنها تزيد من توترك، لذلك إذا شعرت أن هناك الكثير من الأشياء تحدث لك بشكل متتابع فربما يكون أفضل حل لك أن تحصل علي جلسة مساج أو النوم لفترات كافية، أو شرب الكثير من المياه وممارسة الرياضة، فهذه الحلول البسيطة من الممكن أن تحسن الوضع بالنسبة لك.

2- القلب والأوعية الدموية:

الإجهاد الحاد (فترات الإجهاد قصيرة الأمد مثل المواعيد النهائية فى العمل) حيث تتسبب فى زيادة هرومونات التوتر المعروفة باسم الأدرنالين والنوردينالين والكورتيزول، وفي خلال أوقات التوتر يزداد معدل ضربات القلب وتتمدد الأوعية الدموية ويزداد ضغط الدم بشكل كبير .

ويمكن أن يتسبب الإجهاد المزمن في أضرار كثيرة لنظام القلب والأوعية الدموية لديك، فالضغط المستمر لفترات طويلة من الزمن يمكن أن يساهم في مشكلات كبيرة على المدى البعيد، واكدت جمعية القلب الأمريكية أن زيادة معدل ضربات القلب المستمرة وارتفاع مستويات هرمونات التوتر وضغط الدم يمكن أن يؤثر بشكل سلبي علي الجسم، كما يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث خفقان فى القلب ونوبات قلبية أو سكتات دماغية.

3- الجهاز التنفسي:

عند حدوث القلق أو التوتر يخبرك الناس في أغلب الأحوال بأن تركز على تنفسك، وهذا هو السبب في تمرينات التأمل مثل تمرينات اليوجا التى تسعي لتمديد العضلات وتقويتها مع التركيز علي التنفس العميق، لذلك فهي جيدة جدًّا للتخلص من التوتر المزمن، ويعتبر تأثير الإجهاد على الجهاز التنفسي من أكثر المشكلات المثيرة للقلق خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الربو أو أمراض الرئة مثل انتفاخ الرئة، وفي بعض حالات الإجهاد يؤدي تطور التوتر إلى الاصابة بالربو مع طول المدة، فإذا وجدت تنفسك أسرع من اللازم – الشيء الذي يعرف باللهاث – يجب عليك التركيز في أخذ أنفاس عميقة بطيئة عميقة لتجنب نوبات الذعر.

4- الجهاز العصبي:

ويعتبر الجهاز العصبي مجموعة من الأجهزة المتوازنة في توازن دقيق للغاية وله العديد من الخصائص، وهناك النظام العصبي المركزي الذي يشتمل على الدماغ والحبل الشوكي، كما أن هناك أيضًا الجهاز العصبي الطرفي الذي يتحكم فى الحركات اللاإرادية وأيضًا الجهاز العصبي الجسدي ، ويحتوي الجهاز العصبي اللارادي على الجهاز العصبي السمبتاوى والذي يتحكم فى حالة اتخاذ القرار، فهو من يحدد هل نستمر فى القتال والمكافحة أم نهرب وذلك فى الأوقات العصيبة أو أوقات الخطر ، ويعتبر أيضًا هو المسئول عن أى تغيرات خاصة بالتوتر تحدث فى الجسم مثل زيادة الهرمونات الخاصة بالتوتر أو زيادة معدلات ضربات القلب أو التغيرات في الجهاز الهضمي، ولذلك يعتبر التوتر المزمن لفترات طويلة من أكثر الأشياء التى قد تؤدي الى العديد من المشكلات، فهو يؤدي إلى استنزاف قواك بشكل كبير لأن الصعود والهبوط المستمر لاستجابات التوتر يؤثر سلبًا على جسدك .

5- مشكلات الجهاز الهضمي:

إن التوتر يؤثر على المعدة والهضم بشكل كبير كما يؤثر على حركة الأمعاء وقد تواجه بعض الأحساسيس المتعلقة بالتوتر مثل الغثيان، وتؤدي حالات التوتر طويلة الأجل إلى العديد من المشاكل في منطقة البطن حيث يمكن الخلط ما بين القرحة وما هو اسوأ من ذلك بكثير، والحقيقة أن التوتر المزمن من الممكن أن يسبب القرحة بالفعل فى نهاية المطاف، ولكن يمكن أيضًا أن يسبب الألم الذي يشعر به مريض القرحة وهي إحدى حيل العقل وهو الوسواس الذي يجب أن نتجنبه، كما يمكن للإجهاد أن يؤثر على حركة الأمعاء ويجعل امتصاص الطعام من العمليات المؤثرة، فيمكن أن يسبب التوتر للإمساك أو الإسهال حسب طبيعة حالة التوتر لديك وحسب طبيعة جسمك .

الشيء المهم الذي نستطيع أن نتعرف عليه الآن هو أن الإجهاد والتوتر لفترات طويلة من الزمن، يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشكلات والكوارث في جهاز المناعة فى أجسامنا وذلك يرفع من احتمالات الإصابة بالأمراض، لذلك يجب الحد من التوتر وممارسة الرياضة أو أى طريقة أخرى للتخلص من التوتر والإجهاد.