رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله والذات (٣) مقال لنيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس - مطران البحيرة ومطروح والخمس المدن الغربية ٢٠ نوفمبر ٢٠١٤ تحدثنا فى المقال السابق عن ماذا تصنع الذات فينا؟ وعرفنا كيف يتعامل الله مع ذواتنا 1- فيطيل أناته علي ذواتنا الضعيفة ويشفق علينا 2- وهو فى ذلك يمنحنا وقتا لمراجعة ذواتنا 3- وهو يعمل فى ذات الوقت بكل هدوء ليس لأجلنا فقط بل لأجل الآخرين أيضا وهذه طرقا جديدة يصنعها الله مع ذواتنا 4-الله يعاتب عتاب لطيف:- سأل الله إيليا ” مالك ههنا ياإيليا ؟! كان الله يرى ذاتا متضخمة داخل إيليا ولكنه بلطف يسأله عن سبب هروبه وفى لطف يوضح له كبرياؤه الذى جعله يقول “وبقيت انا وحدى”فهو لم يواجهة بخطاياة او أخطاءه،ولكنه فى لطف كشف له انه لاتزال امامه سبعة الاف ركبة بارة لم تقبل السجود للبعل؟! الأنسان المتمركز حول ذاته ينسى اعمال الله فى حياته وينسى كل اعمال الله العظيمة ويفتكر انه هو فقط البار؟! ولكن الله يعاتبه بلطف يوجد سبعة آلالاف ركبة لم تعبد البعل انت لاتراهم لأن كبريائك يمنعك …زوجتك فيها فضائل كثيرة ..انت لا تراها بل أن كبرياءك يمنعك فالشدة لاتبنى البيت بل الروح الودى الهادئ الذى يجعل البيت يسير فى خوف الله. 5-الله يفتح أبواباً جديدة …ويظهر تدابير معزية : كان إيليا حزينا بسبب آخاب وإيزابل ولم يعد يرى أملا جديدا يضمن له الحياة ..لكن الرب كان يرا امرا آخر فقال له “إذهب راجعا فى طريقك الى برية دمشق وادخل وامسح حزائيل ملكا على آرام وامسح ياهو بن نمشى ملكا على إسرائيل وأمسح إليشع بن شافاط من آبل محوله نبيا عوضا عنك”(1مل 19: 15- 16)وكان إيليا يشعر انه لايوجد أحد سواه ولكن الله أظهر له انه يوجد اناس يصلحون للقيادة والخدمة مناسبين ليكونوا ملوكا وانبياء ..شئ مفرح اثنين من الملوك ونبى ..لمسئوليات كبيرة فلا تقل أبدا انك وحدك فالله يستطيع ان يستخدم الكثيرين لأجل مجده ومجد كنيسته. 6-الله يكافأ على تعب الخدمة رغم الضعفات: جاء الوقت الذى أكمل فيه إيليا رسالته بعد ان مسح إليشع نبيا بدلا عنه وفى هذا الوقت كان الرب مستعدا ان يقول لإيليا ..إنك أكملت رسالتك ..لم يقل له الله ..أننى حزين لأنك هربت من مسئولياتك أبدا بل أرسل له مركبة ناريه ليصعد بها حيا الى السماء “ وفيما هما يسيران ويتكلمان إذ مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد إيليا فى العاصفة الى السماء”(2مل 2: 11) فالله إله حنان ..سخى فى العطاء ..يعطى ..ويغفر .. ويصفح ويكافأ .. كيف نتخلص من سلطان الذات؟ عانى إيليا من حرب الذات ..التى كثيرا من نفع فيها ..هى حربا رديئة وقوية ولكننا بكل بساطة يمكننا ان نخرج من هذه الحرب منتصرين وهذا هو الآمر الذى يريدنا الله ان نتعلمه ..كيف نهرب من حرب الذات… + الحرص على إستماع صوت الرب فى الهدوء فالله لم يكن الريح العاصفة ولا فى الزلزله العظيمة ولا فى النار ..بل كان فى الصوت المنخفض الخفيف ..وعندما استطاع إيليا ان يستمع لصوت الله ..توقف ذاته عن الحديث وبدا يرجع الى نفسه والى خدمته هكذا نحن فى حياتنا .. فى مرات كثيرة نعجز وسط مشغوليتنا وأهتمامتنا ان نسمع لصوت الله لذلك نضطرب وتقودنا ذواتنا فى أتجاهات خاطئه لذلك أحرص عزيزى ان تهدأإلى نفسك ..وتسمع صوت الله يتكلم دائما فى الهدوء ..وقد يستمع اليه فى قداس هادئ فى جلسة مع أب إعترافك ..فى فترة خلوة قصيرة ..وكلها تقود الى هدوء النفس لتعود فيها مرة اخرى الى نفسك عندما تسمع صوت الله . +الطاعة الكاملة نفترض ان إيليا رفض مشورة الله وطلبه بحجة ان هؤلاء الناس لا يعرفون عن الله شيئا وأصر على رأيه ..كان سيظل هاربا خائفا ..ولكنه شعر بخطأه ..ورجع عنه وأطاع الرب لذلك أستطاع إيليا ان يتخلص من ذاته وفكره الخاص ليطيع الله ..وكانت مكافأة الرب عظيمة على هذه الطاعة ..فقد كنا نظن ان الله يمكنه ان يكافأ إيليا بأن يرسل لد دابة لتحمله عائدا الى اورشليم ..لكن الله أرسل له مركبة نارية تصعد به الى السماء كل هذا من اجل طاعته .. لذلك ياحبيبى أطع صوت الله فى حياتك فالطاعة تزلزل الجبال ..الطاعة أفضل من تقديم الذبائح. وانت عندما تقدم طاعتك رغم كل شئ فانت تقدم ذاتك ذبيحة مقبولة امام الله ..كن معافى |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|