رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تغير الفكر(التوبة) يتطلب تغير الدافع من أعمالنا. حيث الكثير من الذين تبعوا المسيح، تبعوه لأنهم أكلوا من الخبز فشبعوا(علي الرغم من فقرهم، وسوء حالتهم المادية) إلا أن السيد المسيح لم يتأثر بهذا الفقر ولا بهذا الاحتياج، ولم يتباهى بكثرة عدد الناس المُلتفين حوله، بل كشف حقيقة دوافعهم وسبب إتباعه له. "أجابهم يسوع وقال: الحق أقول لكم: أنتم تطلبونني ليس لأنكم رأيتم آيات، بل لأنكم أكلتم من الخبز فشبعتم" (يو26:6). وربما نحن أيضاً هكذا، نظن أن التخلُص من الخطية (أياً كانت) سوف تكون بالمسيح (وهي كذلك بالفعل)، ولكن هنا الدافع هو التخلص من الخطية أكثر من إتباع المسيح لشخصه ولذاته. وبمجرد التخلص من الخطية، ينتهي الدافع، وبالتالي تنتهي علاقتي بالله. (علاقة مصلحة) من الأخر. وهناك من يستمر في الصلاة والصوم والميطانيات وحضور القداسات والمؤتمرات والحفلات والمشاركة في جسد المسيح ودمه بهدف أن هذه المسيحية ويجب عليا أن أفعل كل هذا وإلا أكون مسيحي بالاسم فقط، أو حتي لكي لا يقولوا الناس إني غير مؤمن (رغم أهميتهم بالطبع). فالدافع ليس المسيح بحد ذاته، مهما كثرت مظاهر العبادة في الكنائس. وللأسف هذا الدافع موجود في جميع الطوائف. وهكذا أيضاً في الخدمة، هناك من يخدم بهدف الخدمة نفسها او بهدف إظهار نفسه أو لأن بسبب كثرة السنين وكثرة أعماله في الخدمة تجعله مستحق لمركز أكبر كأمين خدمة أو كاهن أو أسقف (بطريرك). وهكذا أيضاً في نظرتنا إلي الفردوس أو الجحيم، نسعي لأفعال البر لأننا سوف نال المكافئة وهي دخول الفردوس والتلاقي مع الله، أو نتجنب أعمال الشر لكي لا أدخل الجحيم. حتي قراءة الكتب، هناك من يقرأ لكي يزداد معرفة وبالتالي قوة، فتجعله مميزاً ومختلف عن الأخرين، وبالتالي تزيد نظرته لنفسه ويفتخر بها ويحتقر غيره. وهناك من يقرأ ليُعلم أو يعظ الأخرين، بالتالي لا ينظر إلي حقيقة نفسه بل ينظر إلي أخطاء وعيوب الأخرين دون التركيز علي نفسه. (وليس العيب في القراءة بالطبع) بل العيب في الدافع، حيث يجب أن يكون كشف النفس علي حقيقتها، وكشف زيفها وخداعها، وبالتالي تحسينها وتطويرها. وليس المقصود بالطبع أن لا تقرأ، فالقراءة تعُتبر وزنة(وليست موهبة) أعطاها الله لكل من أتاحت له فرصة التعليم (القراءة والكتابة) وعليه أن يستثمرها ويُنميها. وأيضاً هناك من يجري ويلهث وراء المعجزات ويبحث عن ما هو مادي وجسدي وملموس لكي يبرر أن إيمانه صادق وحقيقي، فيكون إيمانه مبني علي شيء خارجي(خارج عنه) وليس عن علاقة داخلية(بينه وبين الله) حيث ملكوت الله في الداخل(الروح القدس). "بعد هذا مضي يسوع لي عبر بحر الجليل، وهو بحر طبرية. وتبعه جمع كثير لأنهم أبصروا آياته التي كان يصنعها في المرضي" (يو1:6-2). "فخرج الفريسيون وابتدأوا يُحاورونه طالبين منه آية من السماء، لكي يجربوه. فتنهد بروحه وقال: "لماذا يطلُب هذا الجيل آية؟ الحق أقول لكم: لن يعُطي هذا الجيل أية!" (مر11:8-12). في النهاية: إذا فحصنا دوافع أعمالنا ودوافع إتباعنا للمسيح سوف نجدها دوافع ذاتية أنانية بحتة. لم يبرر المسيح مظاهر إتباعنا له مهما كانت سواء فقر مادي، أو التخلص من الخطية أو خدمته أو القراءة عنه أو معجزاته أو كثرة الصلوات وممارسة الطقوس أو الترنيم والمهرجانات أو احتياجات نفسية أو عاطفية. بل سوف يُدينها ويفضح ويكشف الدافع من وراء إتباعه. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|