إن حياة الإنسان وفكرَه يظلان في ليل عدم الحس الروحي والفهم والإدراك بعقل مستنير لقول الرب، ما داما ملطَّخيَن بمُعاشرتهما لأهواء الجسد وتتميم شهواته، ويبقيان في لّجة الجهل بسبب ثِقَل الطبيعة التي يمتزجان بها، ولكن متى تاب واستنار الإنسان بكلمة الله وأخلص لها وأطاعها، كُلَّما صار غير قادرٍ على تحمُّل ظلمات أهواء الجسد وليل العالم (من جهة شهوة جسد، وشهوة عيون، وتعظم معيشة)، لأنها ولدَّت في قلبه محبة الله.
لذلك علينا أن نحفظ التعليم الذي حسب التقوى الذي تلقيناه وكان سبباً في نمونا وتقدمنا الروحي، ولا نجعل كلمة الله بلا جدوى فينا كما لو كانت تحت المكيال (متى 5: 15)، بل لنجعل نور كلمة الله ينتشر في نفوسنا ويتغلغل أفكارنا وكل أركان حياتنا الداخلية حتى يظهر على الخارج وينعكس أمام الجميع نور وجه المسيح فينا...
فلنحفظ كلمة الله سراج موقد دائماً لنسير في الطريق بلا عثرة آمين