كشفت دراسة صينية أنّ الأرض احتاجت إلى 10 ملايين سنة لتستعيد عافيتها بعد الأزمة الجيولوجية الكبرى. وقال علماء من جامعة الصين للعلوم الجغرافية، إنّ الأرض استعادت دورتها الطبيعية بعد مرور 10 ملايين سنوات على حدوث كارثة كادت أن تسبب بانقراض الحياة على الأرض منذ 250 مليون سنة، حيث لم يبق سوى 10% من النباتات والحيوانات. وقال العلماء إنه يبدو أن ثمة سببين لتأخر عودة الأرض إلى حالتها الطبيعية، هما حدة الكارثة والظروف القاتمة المستمرة للكارثة بعد الموجة الأولى من الإنقراض.
هذه الأزمة كانت الأكبر
التي واجهتها الأرض
وقال الشريك في إعداد الدراسة الدكتور زونغ كيانغ تشين، إنه "من الصعب التخيل كيف إنقرضت هذه الكمية الكبيرة من المخلوقات الحيّة، إلا أن بعض أجزاء الصخور في الصين وفي مناطق أخرى من العالم تثبت أنّ هذه الأزمة كانت الأكبر التي واجهتها الحياة على وجه الأرض". وأشارت الدراسة إلى أنّ الظروف القاتمة استمرت لمدة تتراوح بين 5 و6 ملايين سنة بعد الأزمة الأولية، مع حدوث أزمات متكررة بعدها تتعلق بالكربون والأكسجين والإحترار والمفاعيل السلبية الأخرى.
يذكر أن نهاية العصر البرمي الذي شهد الأزمة البيولوجية الأكبر على الإطلاق التي أثرت على الحياة على الأرض، سببته بعض الصدمات البيئية الفيزيائية والإحتباس الحراري والأمطار الحمضية وتحمض المحيطات ونقص الأكسيجين في المحيطات، وكانت هذه العوامل كافية للتسبّب بانقراض 90% من المخلوقات الحيّة على البر وفي المياه. ويشار إلى أنّ بعض مجموعات الحيوانات التي تعيش في البحر وعلى البر إستعادت عافيتها وبدأت تبني أنظمتها البيئية من جديد، إلا أنها عانت من نكسات لاحقة، لأنه لم يتم إرساء أنظمة بيئية دائمة.
وقال البروفسور بنتون من جامعة بريستول في بريطانيا "بدا وكأن الحياة تعود لطبيعتها في تلك الفترة، إلا أنّ أزمة جديدة ضربت الأرض وأعادتها إلى حالتها السابقة. لقد تكررت أزمات الكربون مرات متعددة، ثم عادت الظروف إلى طبيعتها بعد حوالي 5 ملايين سنة". وبعد أن خفّت حدة الأزمات البيئية، نشأت أنظمة بيئية أكثر تعقيداً، فنشأت في البحار مجموعات جديدة من السلطعون والكركند والزواحف البحرية الأولى، وشكلت أساس الأنظمة البيئية الحديثة.