25 - 10 - 2014, 05:26 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: المعجزات في الكتاب المقدس
شفى يسوع ابن ضابطٍ في كفرناحوم نصّ الإنجيل كانَ في كفرناحوم عامِلٌ للملكِ لـهُ ابنٌ مريض. فلمَّا عرَفَ أنَّ يسوع جاءَ منَ اليهوديَّةِ إلى الجليل، وَفَدَ عليه يسأَلُهُ أنْ يَنـزِلَ فيُبرِئَ ابنَهُ الذي أشرَفَ على الموت. فقالَ لهُ يسوع : " إذا لم تَرَوا الآياتِ والأَعاجيب لا تُؤمِنون ! ". فقالَ لـهُ عامِلُ الملك : " انْزِلْ، سيِّدي، قبلَ أن يموتَ ولدي ". فقالَ لهُ يسوع : " اذهَبْ، إنَّ ابنَكَ حيّ " . فآمنَ الرجلُ بِالكَلِمَةِ التي قالَها يسوع ومضى. وبينَما هو نازِلٌ تلَقَّاهُ عبيدُهُ فبشَّروهُ بأنَّ ابنَهُ حَيٌّ. فسأَلَهُم: " في أيَّةِ ساعَةٍ تَعافى "فقالوا له : " أمْسِ في الساعَةِ السابعة أقلَعَتْ عنهُ الحُمَّى". فعَلِمَ الأبُ أنَّها الساعةُ التي قال لـهُ فيها يسوع : " إنَّ ابنَكَ حَيّ ". فآمَنَ هو وأهلُ بيتِهِ جميعاً. (يوحنَّا 4/46-54) المعجزة الثانية في قانا الجليل ترك يسوع مقاطعة الجليل وجاء إلى أورشليم بمناسبة عيد فصح اليهود ، وأقام بها طَوالَ أيامِ العيد. ولمّا انتهت هذه الأيام غادرها وعاد إلى الجليل. ومرَّ في طريقه بمقاطعة السامرة ، وتحَدَّث عند بئر يعقوب إلى المرأة السامريّة، ومكث عند السامريّين يومَيْن، ثمَّ تركَهُم وتابع سيره وجاءَ إلى قانا الجليل حيث كان قد حوّل الماء إلى خمر. وكان في كفرناحوم ضابط من ضبّاط الملك هيروُدوس ، لـه ابنٌ مريض. وكان مرضه خطيراً جداً حتى إنّه قد أشرف على الموت. ولم يستطع أطباء كفرناحوم أن يشفوه. فلمّا سمع الضابط أنَّ يسوع جاء من أورشليم إلى قانا ركِبَ فرسه على الفور وأتى إلى قانا والتقى يسوع وسأله بإلحاح إن يأتيَ معه إلى كفرناحوم ويشفي ابنه. فاستجاب يسوع طلبه ولكن من دون أن يذهب إلى كفرناحوم، بل شفى الغلامَ المريض وهو بعيدٌ عنه. ضرورة الاهتمام بالنفس قبل الاهتمام بالجسد إنَّه من الطبيعي أن يقوم هذا الضابط بمسيرةٍ تدوم ستَّ ساعات ليلتقي يسوع وينال منه شفاء ولده. فإنَّ ما فعله هذا الأب في سبيل ابنه يفعله كلُّ أبٍ مُحِبٍّ يريد شفاء ولده المريض. إنَّ تصرّف هذا الضابط يطرح علينا السؤال التالي: هل نقوم نحن بمثل هذا الجَهد عندما تكون نفوس أولادنا مريضة بالخطيئة تحتاج إلى الدواء من يسوع لتستعيد صحّتها الروحيّة، أم نتركها تذوب رويداً رويداً في مرضها حتى تشرف على الموت وتموت فعلاً موت الخطيئة ؟ لماذا لا نفعل ما فعله هذا الضابط فنذهب إلى يسوع ونسأله بإلحاح أن يشفي نفوس أولادنا المشرفة على الموت الروحي ؟ إنَّ الواقع الذي نعيشه هو أنّنا نهتمُّ بأجسادنا وأجساد أولادنا أكثر بكثير مِمَّا نهتمُّ بنفوسنا ونفوسهم. إنّ مرض أجسادنا يثير فينا الخوف والهلع، أمّا مرض نفوسنا فلا نأبه لـه ولا نعيره اهتماماً. ألسنا على خطىء عظيم ونحن نعرف أنَّ للنفس قيمةً أسمى بما لا تُقاس من قيمة الجسد لأنها خالدة ؟ إن الفطنة السماويّة تفرض علينا أن نتلافى خطر الموت الأبدي. فيا ويل من يموت وهو في حال الخطيئة! جاء يسوع لينشر الإيمان بملكوت الله امَّا طلب الضابط إلى يسوع أن يرافقه إلى كفرناحوم ليشفي ابنه المريض شعر يسوع بأن هدفه لم يكن الإيمان به، بل الحصول منه على شفاء ابنه. لقد كان يريد منه نعمةً أرضيّة فقط، مع أن يسوع لم ينزل من السماء ليكون طبيباً يشفي المرضى، بل جاء إلى الأرض لينشر بين الناس الإيمان بملكوت الله. ولم يكن للمعجزات التي يصنعها إلاّ هذا الهدف الأساسي، وهو إحياء الإيمان في نفوسهم برسالته الإلهيّة. ولذلك أوضح للضابط بصراحة أنّه يصنع المعجزات لكي يؤمنوا به، ولولاها لا يؤمنون. قال له: " إذا لم تَرَوا المعجزاتِ والأعاجيبَ لا تؤمنون " لا شكّ في أنّ يسوع يرضى بأن يؤمن الناس به في بادئ الأمر انطلاقاً من مشاهدة المعجزات التي يصنعها. ولكنّه لا يرضى بأن يتوقَّّفوا عند هذا المستوى البدائي من الإيمان. إنّه يريد أن يؤمنوا بكلامه وبشخصه الإلهي، لا استناداً إلى المعجزات فقط، بل لأنه " الطريقُ والحقُّ والحياة " أيضاً. ( يوحنَّا 14/6) فإنّه يحمل إليهم الحقيقة الموحاة، ويقودهم إلى الله الآب السماوي، ويمنحهم الحياة الإلهيّة، ويؤمّن لهم السعادة الأبديَّة التي خُلقوا للتمتّع بها عند الله. شدّد يسوع إيمان الضابط عندما سمع الضابط ما صرَّح به يسوع عن ضرورة الإيمان به شعر في نفسه بأنه أمام نبيٍّ عظيم قادرٍ على صُنْع المعجزات. فآمن به. ولكنّ إيمانه كان لا يزال هزيلاً. فألحَّ على يسوع إلحاحاً شديداً بأن يأتي معه إلى كفرناحوم قبل أن يموت الغلام. إنَّ هذا الإلحاح يُظهر أنَّ الضابط كان يعتقد أنَّ مجيء يسوع إلى غرفة المريض أمرٌ لا بدّ منه. فإنّه لا يقوى على شفائه إذا كان بعيداً عنه، ولا يقدر على إحياء الغلام إذا مات. وأيقن يسوع أنَّ إيمان هذا الضابط ما زال ضعيفاً فكلّمه بلغةٍ قويَّةٍ وحاسمة وشدّد إيمانه. قال لـه : " اذهبْ فإنَّ ابنَكَ حيّ ". أيْ آمنْ بي، ولا تستسلمْ إلى الشكّ والتردُّد. فقد شفيتُ ابنَكَ وأنا بعيدٌ عنه. في الواقع كانت كلمة يسوع نعمةً قويّة فعّالة دخلت إلى أعماق قلب هذا الضابط، فانتقل من الإيمان الضعيف المحدود إلى الإيمان القويّ الكامل. فآمن بقدرة يسوع اللاّمحدودة، واطمأنَّت نفسُهُ إلى شفاء ابنه، فأقام بقانا في تلك الليلة ولم يعُدْ إلى كفرناحوم إلاّ في صباح يوم الغد. وعَلِم من خَدَمه، وهو في الطريق، أن ابنه قد شُفي في الوقت الذي أكَّد له فيه يسوع أنه قد شفى ابنه المريض. التطبيق العملي 1- إن أمراض الجسد مؤلمة. فكما أنّك تداوي جسدك باعتناء، فكذلك لا تهملْ مداواة أمراض نفسك. وأبشعُ مرضٍ ينتابها مرضُ الخطيئة. فحافظْ على صحّتها الروحيّة بالامتناع عن ارتكاب الخطيئة التي تؤدّي بك إلى الموت الأبدي. وبئسَ المَصير! 2- لم يكتفِ الضابط بأن يؤمن وحدَه بيسوع، بل حمل كلَّ أفراد أسرته على الإيمان به . فكنْ على مثال هذا الضابط رسولَ يسوع في محيط عملك. وأجمل مظهرٍ لرسالتك هو أن تكون للآخرين القدوة الصالحة في ممارسة واجباتك الدينيّة. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|