منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 10 - 2014, 09:48 AM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

بالمسيح.. استرد الله خليقته


القس بطرس سامي كاهن كنيسة مارمرقس بالمعادي

٢٤ أكتوبر ٢٠١٤
بالمسيح.. استرد الله خليقته



“و أما المسيح و هو قد جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة فبالمسكن الأعظم و الأكمل غير المصنوع بيد الذى ليس من هذه الخليقة . . . لم يدخل إلى أقداس مصنوعة بيد أشباه الحقيقة بل إلى السماء عينها ليظهر الآن أمام وجه الله لأجلنا” (عب 9 : 11, 24) الرسالة إلى العبرانيين تتحدث عن المسيح كرئيس الكهنة الأوحد الذى قدم ذاته ذبيحة لأجل خلاص البشرية بالفداء، و قدم البشرية لله الآب للحياة الأبدية التي من أجلها خلق الله الخليقة كلها. و تعريف الكاهن هو وسيط للناس لدى الله فيما لله، و من ثم يظهر أن كهنوت العهد القديم كان كهنوتاً عالمياً كما هو مشروح فى (عب 9 : 1) رمزياً يرمز للكهنوت الحقيقي الذي هو بيسوع المسيح شخصياً الذى قدم ذاته شخصياً لفداء البشرية – فكان الكاهن و كان الذبيحة التى بواسطتها نالت البشرية خلاصها الأبدى و استرد الله خليقته مرة ثانية للحياة الأبدية.
و هنا في الآية المكتوبة فى أول المقالة، يوضح كاتب الرسالة أن المسيح جاء كرئيس كهنة وقدم ذاته بالمسكن الأعظم و الأكمل غير المصنوع بيد، وهذا المسكن هو هيكل العهد الجديد هو هيكل جسده وهو جسده شخصياً الذى تجسد به من العذراء مريم و أعطاه لنا لكي ما نأكله و نتحد به و نكون واحداً معه, و بما أن مسيحنا فوق الزمان فهو فى اللا زمان و اللا مكان فأعطى بذلك كل من يأكله أن يخرج خارج المكان و الزمان فيحيا فى الأبدية و فى السماء.
و هكذا يا أحبائى أخذنا معه ووحدنا به فصرنا نحن أعضاء هذا المسكن الذي هو غير مصنوع بيد لأن هذا المسكن هو الخليقة الجديدة التي اتحد به المسيح فى بطن العذراء هي أنا و أنت و كل من يؤمن و يتحد به.

لذلك صرح بولس الرسول في رسالة أفسس الاصحاح الثاني، أنه أقامنا معه و أجلسنا معه فى السماويات فى المسيح يسوع (أف 2 : 6) والفعل الماضي هنا و الذى كتبه بولس الرسول فى القرن الأول الميلادي ولكنه يسري علىَّ و عليك و على كل من يؤمن، يوضح مفهوم وجودنا الكياني فى المسيح نحن المؤمنين قبل تأسيس العالم كما يقول الرسول بولس في الاصحاح الأول من رسالة أفسس أن الله اختارنا فى المسيح قبل تأسيس العالم.

من أجل ذلك كان القديس أثناسيوس الرسولي و القديس كيرلس الكبير فى كتاباتهم يوضحون أن كل ما فعله المسيح فعله لأجلنا بل فعله بنا حتى أن القديس كيرلس الكبير قال أننا نحن الذين كنا فيه نصلي بصراخ و دموع عندما كان يفسر صلاة جثسيماني، فقد كان المسكن الذى لبسه المسيح أى جسده هو الكنيسة التى هى نحن كما يقول القديس أغسطينوس أننا نحن هو و هو نحن.
فى رسالة القديس بولس الرسول لأهل أفسس آخر الاصحاح الثانى يقول للأمم “فلستم إذاً بعد غرباء و نزلاء بل رعية مع القديسين و أهل بيت الله مبنيين على أساس الرسل و الأنبياء و يسوع المسيح نفسه حجر الزاوية الذى فيه كل البناء مركباً معاً ينمو هيكلاً مقدساً فىالرب الذى فيه أنتم أيضاً مبنيون معاً مسكناً لله فى الروح. و هنا يتحدث الرسول عن الكنيسة التى هى المسكن لله التى هى نحن و يصفنا كحجارة حية مبنية معاً ننمو معاَ فى العدد و فى عمق معرفتنا بالله و هذه الكنيسة و هذا المسكن هو هو الذى أخذه مخلصنا و صار جسده و قدمه ذبيحة فدائية أبدية لخلاصنا.
و وسيلة اتحادنا بهذا المسكن هى فى المعمودية و الافخارستيا فنحن بالمعمودية ننال الميلاد السمائى و نصير أعضاء من لحمه و من عظامه، نولد من فوق كما قال المسيح لنيقوديموس، و بالافخارستيا نأكل جسده فنتحد بشخصه و نصير واحداً معه و نشرب دمه فنتطهر من خطايانا بواسطة دمه الذى مُذخر فيه رصيد الحب الإلهى كله للبشرية، فدم المسيح بحسب رسائل أغناطيوس الأنطاكى يساوي حب الله كما قال سفر النشيد أن المحبة قوية كالموت أى أن قوة محبة الله لنا لا يعبر عنها غير موت المسيح لأجلنا.
من أجل هذا وقف مخلصنا الصالح يشير لليهود على هيكل العهد القديم – هيكل الرمز و قال لهم انقضوا هذا الهيكل و أنا فى ثلاثة أيام أقيمه و لم يقل أبنيه بل أقيمه لأنه كان يتكلم عن هيكل جسده فهيكل العهد القديم كان مكان التقاء الله بالبشرية بالرمز مرة سنوياً أما هيكل جسد المسيح هيكل العهد الجديد الذى أقامه الله فى اليوم الثالث، هو مكان و مسكن الله مع البشر للأبد و هذه هى نعمة العهد الجديد التى نحياها، النعمة التى نحن فيها مقيمون، ملكوت الله الذى هو داخلنا و نحياه بالإيمان و نحن مازلنا ننتظر مجئ المسيح الثانى لتنتهى حياتنا الأرضية و يكمل انتقالنا للحياة فى السماء التى نبدأها هنا فى المسيح– بواسطة الكنيسة.


رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
معاملات الله مع خليقته
الله بيحب خليقته
بيهتم بكل خليقته مش هيهتم بيك يا أغلى خليقته ؟
الله يُعَظِّم خليقته
الله يُمَجِّد خليقته


الساعة الآن 11:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024