الله معك ، افرح وانتظر
تهب علينا في الحياة عواصف وتهاجمنا أعاصير وزوابع . عواصف طبيعية لا يد لنا فيها ، مرض ٌ ، موت ٌ ، فشل ٌ ، خسارة . وعواصف من الناس حولنا ، حروب ، ضغوط ، خيانة ، غدر . وعواصف نجلبها على أنفسنا من خصام ٍ وصراع ٍ وحقد ٍ وحسد . وتلطمنا الأمواج وتعصف بنا الرياح ويجلدنا المطر ويهاجمنا البرق والرعد . وقد تتمادى العواصف فتقلع جذورنا وتهدم الزلازل بيوتنا وتُغرق السيول تخومنا . وتنزاح العاصفة بعد وقت ٍ طويل أو قصير ، وننظر الى الحطام الذي أحدثته ُ . نتأمل في الخراب ، أرض ٌ غارقة ، بيوت ٌ متهدمة ، أشجار ٌ ساقطة . نرفع رؤوسنا الى فوق نجد ان السماء قد صفت والشمس اشرقت وقوس القزح يلون الأفق . حين كان المسيح في السفينة مع تلاميذه حدث اضطراب ٌ عظيم ٌ في البحر . غطت الامواج السفينة ، تلاعبت بها وهددتها بالغرق . وكان المسيح نائما ً . صرخوا وأيقظوه واستنجدوا به . قام وانتهر الرياح والبحر فصار هدوء ٌ عظيم . ونظر التلاميذ اليه والى السماء بعد العاصفة ، هدأت العاصفة وسكتت . كف الرعد ، توقف البرق ، هب نسيم ٌ رقيق ٌ طرد الغيوم السوداء بعيدا ً ، وظهرت السماء زرقاء صافية ً جميلة ، والمسيح جالسا ً في السفينة ، وجاؤوا الى العبر . مهما حلّت العاصفة ، مهما علت الأمواج ، مهما اشتدت الرياح ، مهما زاد الرعد ، مهما تكاثر البرق ، مهما أسود السحاب ، فهو هناك ، في السفينة . لا تظنه ُ نائما ً ، هو يرى ويعرف ، وإن سمح للزوبعة والعاصفة والاعصار أن يحدث فهو يأتي في الوقت المناسب . يأتي ليأمر وينتهر ويوقف ، يأتي بهدوء ٍ عظيم . بعد العاصفة يكون الهدوء ، الجو الدافئ المنعش ، الشمس مشرقة ، وتعود الابتسامة ويزول الضيق ويحل الخير ويعود الاطمئنان . السيل الذي اغرق الارض يزيد خصوبتها فتُنبت وتُتزهر . الريح التي زعزعت الشجر تقوى جذورها وتثبت فروعها . لا يسمح الله أن تحل بك عاصفة الا ويعقبها هدوء ٌ وخير . الهك اله هدوء ٌ وخير . انظر الى نتائج العاصفة ، تلهج بالشكر والحمد لله . لا تخف ، لا ترتعب ، الله معك ، هو اقوى من العاصفة . الله معك ، افرح وانتظر نتائج خير ٍ وبركة .