رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تحمل الآلام ١بط١: ٦ تعتبر رسالتي القديس بطرس من الرسائل الموجهة الى الكنيسة المتألمة. والغرض منها هو تشجيع المؤمنون على الثبات في الإيمان بالرغم من كل ما يقابلوه من اضطهاد والام زمنية وقتية. لأن ثباتهم وصبرهم سيكون له مكافأة عظيمة في السماء محفوظ لهم. وبحسب تعاليم السيد المسيح والرسل، فإن الكنيسة المتألمة هي الكنيسة الأمينة. وهي تتألم وتظلم لأنها أمينة. يقول الرسول بولس في رسالته الثانية الى تلميذه تيموثاوس "وجميع الذين يريدون ان يعيشوا بالتقوى في المسيح يضطهدون" 2تيمو 3: 12. كتبت الرسالتين في زمنين متقاربين في الفترة مابين سنة 60ـ67 وقبل استشهاده بفترة قليلة، اي بعد اكثر من ثلاثين سنة (منذ بداية خدمته بعد قيامة المسيح) من الخدمة الشاقة والعطاء والتضحية والمستمرة في تحمل الآم واحزان كنيسة المسيح. هذه الكنيسة التي احبها المسيح واسلم نفسه لأجلها افسس 5:25. ولكن ما هي نوعية هذه الآلام التي يريدنا القديس بطرس ان نعرفها وان نتحملها من اجل الكنيسة؟ 1- الام بسبب تجارب متنوعة: "الذي به تبتهجون مع انكم الآن ان كان يجب تحزنون يسيرا بتجارب متنوعة." 1بط 1: 6 هي تجارب وضيقات يمر بها المؤمن بسبب امانته وطاعته لوصايا وتعاليم السيد المسيح. غرض هذه التجارب هي تشكيك المؤمن في محبة وامانة الله، ودفع المؤمن الى التراجع عن ايمانه والسير في طريق العالم، وهو الطريق الأسهل والأوسع. لكنه ايضا الطريق الذي يؤدي الى الهلاك. يقول السيد المسيح: "ادخلوا من الباب الضيق. لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك. وكثيرون هم الذين يدخلون منه. ما اضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي الى الحياة. وقليلون هم الذين يجدونه." مت7: 13 لكن شكرا لله لأن هذه التجارب لن تجعلنا نسقط او نفشل، بل كما يقول الرسول بطرس "لكي تكون تزكية إيمانكم، وهي اثمن من الذهب الفاني، مع انه يمتحن بالنار، توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح." 1بط 1: 7 ستكون هذه التجارب والضيقات مثل النار التي ينقي بها الله ايماننا ويقويه لكي يكون صخرة قوية تثبت بصلابة في وجه رياح الإضطهاد والتجارب. فيقول السيد المسيح" "فكل من يسمع اقوالي هذه ويعمل بها اشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر. فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبت الرياح ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط. لأنه كان مؤسسا على الصخر. وكل من يسمع اقوالي هذه ولا يعمل بها يشبه برجل جاهل بنى بيته على الرمل. فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبت الرياح وصدمت ذلك البيت فسقط. وكان سقوطه عظيما." متى 7: 24- 27 2- الام بسبب افتراءات واتهامات بالكذب: "ولكم ضمير صالح، لكي يكون الذين يشتمون سيرتكم الصالحة في المسيح. يخزون في ما يفترون عليكم كفاعلي شر." 1بط 3: 16 يكشف الرسول بطرس طريقة اخرى يستخدمها عدو الخير لكي يسبب الاما وضيقات للمؤمنين. فيصرح انه هناك اناس مأجورون من الشرير كل هدفهم هو القاء الإتهامات على المؤمنين ، فيروجون شائعات ويفتعلون مشكلات بالكذب والإفتراء كيما يشككوا المؤمن في حماية الله وثقتهم في قدرته على رفع الظلم وكشف الإفتراءات. ولكن شكرا لله ايضا من اجل انهم سيخزون وسيفشلون كما تقول هذه الآية "يخزون في ما يفترون عليكم." فسلوككم المسيحي الناتج عن ايمانكم القويم سينتصر في النهاية، وسيجلب خجل وعار على من ظلموكم وإفتروا عليكم بدون وجه حق. 3- الام بسبب اضطهادات مؤكد حدوثها: "أيها الأحباء، لا تستغربوا البلوى التي بينكم حادثة، لأجل امتحانكم، كأنه أصابكم أمر غريب، بل كما اشتركتم في الام المسيح، افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضا مبتهجين." 1بط 4: 12، 13 تخبرنا هذه الآية ان الآلام التي تحدث للمؤمنين ليست بالصدفة او انها ناتجة عن سوء الحظ ، فتحدث للبعض دون الآخر، وانه يجب على المؤمن ان يتجنبها. لكن تعاليم السيد المسيح والرسل تؤكد لنا انها امور متوقعة فيقول الرسول بطرس "لا تسغربوا البلوى التي بينكم حادثة... كأنه أصابكم أمر غريب"، مؤكدا لما قاله السيد المسيح: "حينئذ يسلمونكم الى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل إسمي." متى 24: 9 ، "ان كان العالم يبغضكم فاعلموا انه قد ابغضني قبلكم. لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته. ولكن لأنكم لستم من العالم بل أنا اخترتكم من العالم, لذلك يبغضكم العالم. اذكروا الكلام الذي قلته لكم ليس عبد اعظم من سيده. ان كانوا اضطهدوني فسيضطهدونكم." يو 15: 18- 20 ولكن شكرا لله لأنه عندما نحمل الصليب ونتبع المسيح حتى الى الموت، فإننا نشاركه في الام بصبر وبشجاعة. وكما نشاركه الالام والموت سيكون لنا نصيب ان نشاركه المجد فنفرح ونبتهج في مجيئة. 4- الام بسبب انبياء ومعلمون كذبة: "ولكن كان ايضا في الشعب انبياء كذبة ,كما سيكون فيكم ايضا معلمون كذبة ,الذين يدسون بدع هلاك واذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم يجلبون على انفسهم هلاكا سريعا. " 2بط 2: 1 يؤكد لنا الرسول بطرس ايضا انه هناك اناس يدخلون خلسة الى الكنيسة، يدعون انهم يؤمنون بالمسيح وبتعاليمه فتقبلهم الكنيسة بكل محبة. ولكنهم سرعان ما يظهرون سلوكا غير مسيحيا ويعلمون تعاليم مخالفة لتعاليم الإنجيل. فتجدهم يعملون بكل اجتهاد على بث روح الإنقسام والخصام بين اعضاء الكنيسة الواحدة. لم تتغير ظروف الكنيسة المجاهدة المتألمة الأمينة منذ عصر الرسل الى ايامنا هذه، كما انها لن تتغير حتى يأتي المسيح ثانية. فستستمر هذه الكنيسة تحمل الام المسيح على عاتقها في رحلتها الى السماء وستستمر في مواجهة شرسة بلا هوادة مع مملكة الظلمة. ستستمر الضيقات والإضطهادات والإفتراءات والكذب والظلم والبدع والهرطقات تعصف برياح شديدة على سفينتها. فماذا تفعل الكنيسة المتألمة حتى تستطيع ان تواصل رحلتها بكل ثبات الى السماء بلا تراجع او استسلام؟ اولا: الإتكال على الله يوصي الرسول بطرس الكنيسة المتألمة بأن تتعلم وتتذكر دائما ان الله هو سر ومعنى وجودها وقوتها ورجاءها فتتكل على الله وتثق في كلمته وسلطانه في كل ظروفها في رحلتها هذه. لذلك يقول الرسول بطرس "فإذا الذين يتألمون بحسب مشيئة الله فيستودعوا انفسهم كما لخالق امين في عمل الخير." 1بط 4: 19 وقال ايضا "ملقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم." 1بط 5: 7 ثانيا: الإستيقاظ والسهر ثالثا: الرسوخ في الإيمان |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|