رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف سيحاسب الله البشر؟ القمص يوسف حنا كاهن كنيسة الشهيد العظيم أبى سيفين بالمهندسين ١ أكتوبر ٢٠١٤ سألنى محدثى، قائلا: لست متخيلا كيف سيحاسبالله الناس، هل سيمسك ميزان ويضع السيئات فى كفة والحسنات فى كفة واللى تغلب تبقى هى الكسبانة؟.. كما يظن البعض.. وهناك من يظن أن الأبدية هى امتداد اللحظة الأخيرة فى حياة الإنسان بالجسد.. كما حدث مع اللص اليمين. والواقع ان الله وضع فى كل إنسان جهاز كمبيوتر أو كاميرا حساسة جدا، وصغيرة.. لا ترى بالعين المجردة وهى كاميرا الضمير.. فما هو الضمير؟ هو صوت الله داخل النفس البشرية، ينير لها الطريق ويحدد لها الخير، ويدفع النفس البشرية لتحقيق أو تنفيذ هذا الخير، كما أنه ينير الطريق فيحدد الشر ويدفع النفس البشرية للهروب من هذا الطريق الشرير.. نعم هو يدفع الإنسان لعمل الخير والهروب من الشر، كما يوسف الصديق الذى هرب وهو يردد “كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله”. متى خلق الضمير فى النفس البشرية؟.. هو أحد المكونات للنفس البشرية، لكن لم يظهر عمله فى حياة آدم إلا بعد أن أكل من الشجرة المنهى عنها، فأختبأ من وجه الله لأنه عريان، وعيب عليه أن يقف أمام الله وهو بهذه الصورة. وسر الميرون وهو أحد الأسرار الكنسية، يصقل الضمير فيجعله أكثر حساسية وأكثر لمعانا.. بمعنى أنه يسمو بالضمير.. لذلك فإن كان الضمير العادى ينفذ الوصية “لا تقتل”، فالضمير المدهون بالميرون ينفذ الوصية “لا تقل لأخيك يا أحمق”، وأن “الغضب لا يصنع بر الله”.. لذلك كانت الوصية “لا تغضب”.. أكثر سمواً من الوصية “لا تقتل”. فالضمير يسجل ويسمع ويرصد.. ولكن تأتى ساعة يحاسب ويؤنب ويحكم.. فيهوذا.. عندما سلم السيد المسيح بدأ الضمير يؤنبه ولم يهدأ إلا بعدما قام وشنق نفسه.. لذلك هناك من يهرب من حكم القضاء.. لكن لا يستطيع أن يهرب من حكم ضميره.. لذلك ما أن تترك النفس البشرية الجسد الترابى.. إلا وينكشف لها هذا الشريط الذى يسجل جميع ما صنعه الإنسان خيراً كان أم شرا… وبذلك يكون الحكم هو النتيجة الطبيعية لما صنع الإنسان بيديه وأسوأ الأحكام هو أن يحكم الإنسان على نفسه. فهو حكم لحظى وسريع.. ولا يحمل الخطأ.. لأن كل شئ مسجل بالصوت والصورة.. ولا يستطيع الإنسان أن يتنكر لأخطائه. ولعل اقسى أنواع العذاب هو الندم على مافات.. لأنه لا يمكن إصلاحه. فعيسو بعدما أضاع البكورية ندم ندما دائما وسيظل نادما إلى الأبد.. وعلى ذلك فالحكم الذى يحدد مصير الإنسان سيكون حكما دائما.. أزلياً.. لا يقبل الاستئناف… لذلك يقول: “مخيف هو الوقوع بين يدى الله”.. لأن كل فم سوف يسد ولا يستطيع أى إنسان أن يدافع عن نفسه أو يبرأها.. ففى اللحظة التى تخرج فيها النفس سوف تفتح الأسفار ويفضح كل ماهو مستور أمام الله والملائكة والقديسين. لذلك يقول الوحى الإلهى- “متى 5: 25″: “كن مراضيا لخصمك (ضميرك) مادمت معه فى الطريق (طريق الحياة) لئلا يسلمك الخصم إلى القاضى (الله العادل) ويسلمك إلى الشرطى (الله الديان) فتلقى فى السجن (حيث إبليس وملائكته).. ولن تخرج من هناك حتى توفى الفلس الأخيرولن توفيه بل ولن تجد من يوفيه لك ومشكلة الذين لا يؤمنون بدم المسيح أنهم لن يجدوا من يوفى لهم الدين حتى ولو كان فلسا واحداً وسيظلوا مديونين للعدل الإلهى إلى الأبد إذ لم يجدوا من يكفر لهم أى يغطى لهم هذا الدين الإلهى. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|