منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 10 - 2014, 04:19 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

كارت أصفر
كارت أصفر

القس بولس بشاى كاهن بكاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل بأسيوط
٢ أكتوبر ٢٠١٤




سمعت قصة حدثت في ستينيات القرن الماضي عن أخوين استعدا للذهاب إلى السينما فحاولت جدتهما التقية أن تحذرهما من خطورة بعض المشاهد السينمائية على حياتهما الروحية، فرفضا كلامها متهمين جدتهم بالرجعية والتخلف وعدم مجاراة العصر.. وبعد نقاش طويل وإصرار من الشابين طلبت منهما الجدة أن يعداها أن يصليا “أبانا الذي” أمام باب السينما فوعداها لكي ينتهى هذا الجدال، وعندما وصلا نظر كل منهما للآخر في تردد، ولكن لكي يفيا بالوعد صلياًّ.. وما أن جلسا حتى انقطع التيار الكهربائي فبدأ أحدهما يقول لأخيه يبدو أن جدتنا على حق و أن الله غير راضٍ عن وجودنا في هذا المكان، هيا بنا نعود إلى المنزل. فأجابه أخوه: بلاش دروشة سيعود التيار الكهربائي حالاً، وبالفعل عاد التيار بعد دقائق قليلة فاستعدا لمشاهدة الفيلم ولكن لحظات وانقطع التيار مرة أخرى، وعادا مرة أخرى إلى نفس المناقشة ننتظر أم نخرج؟! وطال الانتظار وطالت المناقشة دون أن يحسما رأيهما ويستفيدا بهذا التحذير اللطيف وأخيراً كانت نهاية القصة؛ فقط استجابة لصلوات الجدة التقية لأجلهما إذ جاء المسئول عن العرض ليعلن إلغاء العرض وإرجاع قيمة التذاكر للجمهور.
إن هذه القصة الواقعية تذكرنا بما أخبرنا به سفر التثنية عن هذه الحقيقة الإلهية قائلاً لشعبه قديماً:”من السماء أسمعك صوته لينذرك”(تث36:4).. وإلى اليوم يتعامل الله مع كل إنسان بصورة ما لينذره من أي اعوجاج في طريقه إلى الملكوت.. ربما يتعامل معك الله بهذه الصورة الهادئة أو بغيرها، ولكني أثق في أنه يحذر كثيراً، مرة بالشدة كما حذر فرعون بالضربات العشرة، ومرة باللين كما فعل مع ملك جرار الذي أخذ سارة زوجة إبراهيم لتكون زوجة له؛ إذ كان يظن أنها أخت إبراهيم كما أخبره الزوجان بذلك، فجاء الله إلى أبيمالك ملك جرار في الحلم وحذره قائلاً:”ها أنت ميت من أجل المرأة التي أخذتها فإنها متزوجة ببعل”(تك3:20)، ولما اعتذر أبيمالك بأنه لم يكن يعلم قال له الله:”وأنا أيضاً أمسكتك عن أن تخطىء إليًّ”(تك6:20).
ولعلك تسأل ما هي تحذيرات الله لي أنا شخصياًّ لم تصلني حتى الآن رسالة واضحة مثل هؤلاء، لكن لو دققنا في الأمر نجد أن تحذيرات الله ليست بالضرورة أن تكون بالرؤى والأحلام، ومع هذا فهي كثيرة جداً، لدرجة أننا من كثرتها اعتدناها وكأنها بلا فاعلية، أو أننا نسكت صوت الله في قلوبنا وكأن الرسالة لا تعنيني أنا بالذات.. ربما هي تعني أى أحد آخر إلا أنا، فالله يتكلم معنا من خلال كتابه المقدس والعظات، بل ومن خلال الأحداث اليومية التي تعبر بنا وما أكثرها، وإلا فقل لي كم جنازة حضرت في حياتك لقريب أو صديق أو جار؟ منهم الغني والفقير، منهم المريض ومن كان بصحة جيدة، منهم الشاب والشيخ، وكم مرة واجهك هذا السؤال: هل مصيري أنا أيضاً سيكون كواحد من هؤلاء وما العمل عندها؟ أعتقد أنك تواجهت مع هذه الأسئلة مراراً و تكراراً. هل تعرف ماذا كان رد السيد المسيح على من سألوه سؤالاً مشابهاً؟ في يوم جاء قوم إلى الرب يسوع يخبرونه عن الجليليين الذين قتلهم بيلاطس وخلط دماءهم بذبائحهم، وكان اليهود يعتقدون أنهم بسبب خطاياهم قُتلوا بهذه الطريقة:”فأجابهم يسوع وقال لهم أتظنون أن هؤلاء الجليليين كانوا خطاة أكثر من كل الجليليين؟ كلاًّ أقول لكم. بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون”(لو2:13) بمعنى أن هذه الحادثة هي تحذير لكل إنسان.
مثال آخر ما يصيب الشعوب من كوارث طبيعية مثل تسونامي أو الزلازل أو الأعاصير والفياضانات، هل نجيد قراءة هذه الأخبار ونستفيد لأنفسنا كما أوضح الرب يسوع أيضاً عن الــ18 الذين سقط عليهم برج في سلوام وقتلهم:”أتظنون أن هؤلاء كانوا مذنبين أكثر من جميع الناس الساكنين في أورشليم؟ كلاَّ أقول لكم. بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون”(لو5:13) وقس على ذلك الفشل في الدراسة أو في العمل أو الأمراض المختلفة، والتي قد تصيبنا نحن شخصياً وهكذا أمور كثيرة يتكلم الله من خلالها، فهل من سامع أو مجيب؟!!
المشكلة أنه أحياناً تأتي التحذيرات وتقرأ ويفهم مغزاها جيداً، لكن يكون هناك إصرار على الخطأ والبعد عن الله بسبب الكبرياء مثل القديس بطرس الرسول الذي حذره السيد المسيح بنفسه وبصراحة “قبل أن يصيح ديك تنكرني ثلاث مرات”(مت34:26) ولكن كان ردهُ ردَ المتكل على ذاته الذي يرى نفسه أقوى من الجميع “وإن شك فيك الجميع فأنا لا أشك ابداً”(مت33:26)
وأحياناً أخرى نسمع التحذير ونفهمه ولكن تملك الخطية من قلب الإنسان وتدليل الذات لتعمل كل مشتهياتها، يجعل الإنسان يسد أذنيه عن صوت الله وتحذيراته كما حدث مع داود النبي.. حذره الله حتى لا يقتل أوريا الحثي على فم أوريا نفسه، فبعد أن اقترف الخطية مع زوجة أوريا وحبلت وأراد داود أن يخفي جريمته فأرسل يستدعي أوريا إلى أورشليم بحجة معرفة أخبار الحرب، و لكن أوريا فعل ما لم يتوقعه داود لم يذهب إلى بيته ولا دخل إلى زوجته بل نام على باب الملك، فسأله داود لماذا لم يذهب إلى بيته فكانت إجابته الرائعة بمثابة إنذار من الله ومثل يحتذى للرجل الأمين لشخصه المبارك:”إن الجيش الذي أنا واحد منهم نازلون على وجه الصحراء وأنا آتي إلى بيتي لآكل وأشرب وأضطجع مع امرأتي وحياتك وحياة نفسك لا أفعل هذا الأمر”(2صم11:11).. إنها رسالة تحذير رقيقة من الله لداود تذكره بما يجب أن يتحلى به رجل الله من إخلاص، الرجل العادي ينام في العراء ولا يذهب حتى إلى بيته، وأنت رجل الله لم تكتف بالزنا بل مقدمٌ على جريمة قتل غدر لرجل أمين لله ولك، الذي لما أراد أن يقسم بشيء غالٍ أقسم بحياتك، ولكن داود سد أذنيه عن هذا التحذير، ودبر مقتل البار أوريا فجاء عقاب الله شديداً على داود وبيته، وما عمله في الخفاء عمل به في عين الشمس.
إن إهمال الاستماع الخاشع لإنذارات الله يزيد الخطية ألماً على ألم، أعتقد أن حزن قايين على خطيته كان مضاعفاً لأنه أولاً اقترف الذنب ورأى أخاه الوحيد يموت بين يديه، وثانياً وهو الأهم أنه تجاهل تحذير الله له “إن احسنت أفلا رفع وإن لم تحسن فعند الباب خطية رابضة وإليك اشتياقها وأنت تسود عليها”(تك7:4)؛ أى يمكن أن أقبل قرابينك أنت أيضاً إن أحسنت فترتفع في نظري، ولكن احذر من الخطية التي تنتظرك كالأسد الرابض الذي يشتاق إلى افتراسك، ولكنك تستطيع أن تسود عليه ولكنه تجاهل هذا التحذير الواضح وأصر على الخطية.
الله يتكلم ويحذر ولابد أن نستجيب “ليتك أصغيت لوصاياي فكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر”(أش18:48).



رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كارت اغابي
كارت 4 × 1
كارت عزاء مسيحى
كارت تعارف
كارت شحن


الساعة الآن 02:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024