الزواج والمعمودية
لقد غطسنا بالمعمودية في سر المسيح الفصحي فبعد أن خلّصنا من كل موت، نقوم معه. ولقد لبسنا المسيح بشكل حميمي، جسدياً وروحياً، ومن الآن فصاعداً "ما أنا أحيا بعد، بل المسيح يحيا فيّ" (غلاطية 2: 20). حين نتحد بالمسيح بهذا الشكل، لا نعود نملك أنفسنا، فبعد أن قدّمنا ذواتنا له، تحوّلنا من الداخل. تكتسي هذا السر منذ البداية مزايا الحب الزوجي، فكل معمّد يتّحد بالمسيح مثل "العروس التي تتحد بزوجها". وهكذا من الطبيعي أن يرى المعمّد هذا العهد يزداد عمقاً في العلاقة الزوجية. بالزواج، يعبّر المعمّدون بكامل ذواتهم عن الرباط الزوجي الكائن بين المسيح وكنيسته. لقد "دعاهم" الرب الذي يجذبهم الواحد بجانب الآخر للسير نحوه في الحياة. وهكذا يثبّت الزواج نعمة المعمّد ويكلّفه برسالة في الكنيسة وفي العالم وهي أن يبيّن كيف يحب المسيح الكنيسة والبشرية جمعاء بحب الزوج الذي يكون حباً حصرياً وخلاّقاً وموحّداً وثابتاً وأميناً. منذ المعمودية نصبح أتباعاً للمسيح، والزواج يؤكد هذه الحقيقة، فأن نحبّ يعني أننا لم نعد ملك ذواتنا بل نقدم ذواتنا إلى الآخر ونتعلم أن نقول "نعم" بكل كياننا وأن نقولها بانتظام. والزوجان، في اندفاع نعمة المعمودية، يقدّمان ذاتيهما، الواحد إلى الآخر، ليقدّما ذاتيهما معاً إلى الله. إنها نفس حركة التخلّي عن الذات للانتماء إلى المسيح.