13 - 09 - 2014, 02:06 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
عماد الأطفال
" يقترب طالبو العماد من المياه التي يجب أن تكون جارية ونقيّة ، ثم يخلعون ملابسهم ، ويعمّد الأطفال أولاً ، وإذا استطاع هؤلاء أن يجيبوا عن أنفسهم فليكن ، وإلا فيجيب ذووهم أو أحد أفراد أسرتهم عنهم " ( أقدم النصوص المسيحية ، التقليد الرسولي ، القرن الثالث ) .
عماد الأطفال درجت عليه الكنيسة المقدسة منذ العهد الرسولي حتى أيامنا . ومن بين الآباء قال القديس ايريناوس : إن المسيح أتى بشخصه إلى الأرض ليخلص البشر جميعاً دون استثناء ، أي كل الذين يولدون به ثانية لله، أي الرضّع والأطفال والأولاد والشباب والشيوخ .
- أما تصدي بعضهم لعماد الأطفال بحجة أن الطفل قد ينفسد بعد عماده عند بلوغه سن الرشد ، فهي حجة واهية، لأنه قد يحصل أيضاً أن بعض من قبلوا العماد راشدين ينفسدون أو يجحدون الإيمان .
- والذين يتذرعون بأن لا ذكر في العهد الجديد لوجوب عماد الأطفال ، نقول لهم أن الكتاب المقدس لا يحرمهم منه ، بل على نقيض ذلك يقول المسيح : دعوا الأطفال يأتون إليّ ولا تمنعوهم . ثم باركهم ووضع يديه عليهم .
- أما من يحتج بأن لا إيمان لهم شخصي ، فيجيب المجمع : ولئن كان الأطفال لا يستطيعون الجهر شخصياً بإيمانهم ، فذلك لا يمنع الكنيسة من أن تمنحهم هذا السر على إيمانها هي ، هذا الإيمان المتمثل في شخص العراب .
- ويعترض البعض مدعين أن معمودية الأطفال تشكل خرقاً لمبدأ الحرية فمن التعدي على كرامة الإنسان أن تفرض عليه للمستقبل واجبات دينية قد يضطر فيما بعد إلى رفضها ، فعلى الأهل الوقوف على الحياد والامتناع عن كل ضغط .
إن لفي هذا الموقف ضلالة ، إذ لا وجود لحرية بشرية صرف ، لا تقيدها أية شروط ، فحتى على الصعيد الطبيعي ينوب الأهل عن أولادهم في اختيارات لا بد منها لحياتهم ولتوجيهها شطر القيم الحقيقية . فهذا الموقف الحيادي اختيار سلبي يحرم الطفل خيراً جوهرياً . وننسى بالأخص ، عندما ندعى ذلك ، إن كل إنسان حتى غير المعمد عليه التزامات نحو الله لا يمكن انتزاعها ، تأتي المعمودية فتؤيدها وتثبتها وتسمو بها إلى التبني الإلهي إلى حرية مجد أبناء الله . ومن الواضح أن الطفل – وقد بلغ سن الرشد – يمكنه أن ينكر الإلزامات الناجمة عن المعمودية . على الأهل آنذاك أن لا ييأسوا ، فبالرغم من الظواهر ، لابد لبذور الإيمان الموضوعة في نفسه من أن تعود إلى الحياة ، ولسوف يساعد الأهل على ذلك بصبرهم وحبهم ، وبصلاتهم وشهادة إيمانهم الأصلية .
- في حال وجود اهلين قليلي الإيمان أو يمارسون شعائرهم الدينية في المناسبات أو حتى اهلين غير مسيحيين … في هذه الحال يجتهد الكاهن بحوار بعيد النظر ومليء بالتفاهم في إذكاء اهتمام الاهلين بالسر الذي يطلبون . فالكنيسة لا يمكنها النزول عند رغبة مثل هؤلاء الأهل إلا إذا أكدوا أن الطفل ، بعد معموديته سوف يحظى بالتربية التي يستدعيها السر . ولها أمل وطيد بأن المعمودية سوف تعطي ثمارها .
… والآن يا رب ، أنظر بحب إلى كنيستك وفجر فيها نبع العماد ، وبهذه المياه فليعط الروح القدس نعمة المسيح لكي يغتسل الإنسان ، المخلوق على صورتك ، من الادناس التي تشوه هذه الصورة ، وليولد من الماء والروح لحياة أبناء الله الجديدة … نسألك ، يا رب ، بنعمة ابنك ، أن تأتي قوة الروح القدس على هذه المياه لكي ينهض للحياة مع المسيح كل من يعتمد ويدفن مع المسيح ، بيسوع المسيح ربنا ، آمين
|