رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العماد خاتمة العهد القديم وبداية الجديد العماد هو خاتمة العهد القديم وبداية العهد الجديد، إذ قام به يوحنا الذي ليس من بين مواليد النساء من هو أعظم منه. إنه نهاية الأنبياء “لأن جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبأوا” (مت 11: 13). وهو بكر ثمار الإنجيل إذ قيل: “بدء إنجيل يسوع المسيح… كان يوحنا يعمد في البرية” (مر 1: 41). قد تشير إلى إيليا التسبيتي الذي أُخذ إلى السماء، لكنه مع هذا ليس أعظم من يوحنا. أخنوخ انتقل، ومع ذلك ليس أعظم من يوحنا. موسى مستلم الشريعة العظيم جدًا، وكل الأنبياء نُعجب بهم لكنهم ليسوا أعظم من يوحنا. إنني لست أتجاسر فأقارن بين الأنبياء بالأنبياء، لكن سيدهم وسيدنا، الرب يسوع، أعلن ذلك قائلاً: “الحق أقول لكم لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا” (مت 11: 11). إنه لم يقل “بين المولودين من العذارى”، بل “بين المولدين من النساء”. فالمقارنة هنا بين الخادم العظيم وزملائه من الخدام، أما سموّ الابن ونعمته فيفوقان كل مقارنة… انظر كيف اختار الله إنسانًا عظيمًا كأول خادم للنعمة؟! اختار إنسانًا لا يملك شيئًا، محبًا للبرية، لكنه غير مبغض للبشرية. يأكل الجراد وتطير نفسه تجاه السماويات. يقتات بالعسل، ويتحدث عن أمورٍ أحلى من العسل وأقْيَم منه، يلبس ثوبًا من وبر الإبل، مقدمًا نفسه مثالاً للحياة النسكية. تقدَّس بالروح وهو بعد محمول في أحشاء أمه! إرميا تقدس، لكنه لم يتنبأ وهو في الرحم (إر 1: 5)، إنما يوحنا وحده الذي ركض بابتهاج وهو محمول في الرحم (لو 1: 44). ومع أنه لم يرَ سيده بعينيه الجسديتين لكنه عرفه بالروح. فإذ كانت نعمة العماد عظيمة لهذا تطلَّبت أن يكون موجدها عظيمًا أيضًا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|