ارْتَجِي اللهَ، لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ،
حين نتأمل العالم حولنا نجد الكثير من الانحلال والمعاناة والتفكك والقبح . مع ان الله خلق العالم طاهرا ً رائعا ً متماسكا ً جميلا ً ، كان كل شيء حسنا ً . ويعزو الباحثون أمراض العالم ومساوئه الى مشاكل اقتصادية وسياسية واجتماعية . بينما يؤكد المدققون ان كل مشاكل العالم ومساوئه ِ وامراضه لاسباب ٍ روحية . الانهيار الخارجي سببه ُ انهيار داخلي . التصدع يحدث في الداخل وينعكس على الخارج . البثور والقروح الظاهرة نتيجة مرض باطني . ولا تُشفى البثور والقروح بعلاج ٍ ظاهري بل بعلاج الباطن . مشكلة العالم والانسان مشكلة ٌ روحية . تشوهت الروح فتشوه الجسد . ابتعد الانسان عن الله فتردى في دوامة مشاكل لا تنتهي . قال المسيح : " اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْب يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُورَ. " ( متى 12 : 35 ) فلا يمكن ان نُصلح الخارج والداخل ملتو ٍ . ولا يمكن ان نغير العالم وهو بعيد ٌ عن الرب . مريض القلب وجهه ُ شاحب باهت . حين يصح القلب يعود للوجه رونقه وبهائه . إن شئنا علاجا ً وسلاما ً للعالم فبالرجوع الى الله . الله وحده القادر على ان يعيد للعالم صورته الأولى . قال داود النبي والألم يعتصر روحه " لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي؟ وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ ؟ " ( مزمور 42 : 5 ) وجد الحل في الله فقال : " ارْتَجِي اللهَ، لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ، " إن شعرت بالوهن والتعب والارهاق والمرض لا تبحث عن السبب في الخارج ، السبب داخلي ٌ في القلب والروح . ولا تسعى الى العلاج الظاهري ، المرهم والدهان لا يفيد . العلاج يبدأ من الداخل ، الداء داخل الاحشاء . ترجى الله ، اسعى اليه ، إمتلأ به ، يصح خارجك وتعود اليك نظارتك ويختفي شحوبك . وترجع ضحكتك وابتسامتك وصحتك .