رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أصعدنا معه " وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات" (أف 2: 6) في صعود السيد المسيح أصعد البشرية معه، إذ كانت قبلا ساقطة وتحتاج لمن يصعدها، فبدون صعود السيد لم يكن ممكنا للطبيعة الترابية أن تصعد إلى السماء، والذين ليست لهم المسيح وبركات صعوده لن يكون لهم صعود إلى السماء، لأنه كيف يقدر الجسدانيون أن يصيروا روحانيين لو لم يتجسد منهم رب الأرواح، وكما كان الترابي هكذا أيضا الترابيين وكما هو السماوي هكذا أيضا السماويون، وكما لبسنا صورة الذي من التراب (آدم) سنلبس صورة الذي من السماء (المسيح) (1 كو 15: 49). ففي تجسد المسيح أخذ طبيعتنا البشرية من العذراء القديسة مريم واتحد بها، وفي قيامته تمجدت طبيعتنا فيه، وفي صعوده أصعدنا معه، لأنه حملنا معه. فبعد أن اتحد الرب بجنسنا وأخذ منه جسدا تمجد هذا الجنس، فأصعده معه لأنه صعد بهذا الجسد الذي أخذه منا وجعله أهلا أن يصير سماويا إذ أعطى الطبيعة الترابية كرامة ومجدا باتحادها باللاهوت، وهو بذلك وهب لنا نحن الترابيين أن نبلغ رتبة السمائيين لأنه وهو: "باكورة جنسنا لاق بذاك الذي من أجله الكل وبه الكل وهو آت بأبناء كثيرين إلى المجد أن يكمل رئيس خلاصهم بالآلام. لأن المقدس والمقدسين جميعهم من واحد فلهذا السبب لا يستحي أن يدعوهم إخوة" (عب 2: 10-11). وبغلبة السيد المسيح على الموت وهب لنا هذه الغلبة ورفع طبيعتنا الساقطة المغلوبة "إذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم واشترك هو أيضا كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت " (عب 2: 14). أي شكر وتسبيح نقدمه للسيد مخلصنا الذي رفع طبيعتنا و أصعدنا معه، ذاك الذي في صعوده حملنا معه. واجتاز السموات (عب 4: 14)، ورفع في المجد (1 تي 3: 16). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ما أحوجنا إلى فضيلة الاتضاع، وما أسعدنا إن خضعنا |
ما أسعدنا بمُخلّصنا الكريم |
أسعدوا من تحبون |
أسعدوا من تحبون, قبل أن تبكوا على وداعهم. |
أسعدوا من تحبون |