منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 09 - 2014, 03:29 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,320

حدث الميلاد
حدث الميلاد


" ولد اليوم لكم المخلص الذي هو المسيح الرب، في مدينة داود" ( لو2/11).

الاله، ابن الله، صار انساناً في زمان ومكان واسرة محددين. انه الحدث التاريخي الاساسي الذي يلي عمل الخلق. هو عمل الخلاص او الخلق الثاني والجديد.

أ- الزمان محدد بعهد اغسطس قيصر على رأس الامبراطورية الرومانية، واثناء ولاية قوريناوس حاكم المنطقة الجغرافية المعروفة بسوريا. اغسطس قيصر هو الامبراطور الروماني Octavius ابن شقيق قيصر ملك روما ( 78-44 قبل المسيح) وابنه بالتبني، ولذا يحمل اسم " قيصر." اما اسم "اغسطس" فهو لقب ناله من مجلس الشيوخ سنة 27 قبل المسيح، من بعد ان كسر Antonius في معركة Actium سنة 31، ووحّد الاميراطورية الرومانية، بعد ان كانت اثنتين: الغربية بقيادة Octavius والشرقية بقيادة Antonius. دام عهد Octavius الذي اصبح اسمه اغسطس قيصر من سنة 31 قبل المسيح الى سنة 14 بعد المسيح. انه مؤسس الامبراطورية الرومانية، وحاكم العالم المعروف، فكان عهد السلام الداخلي والانماء الاقتصادي والثقافي واعادة الترميم الشامل؛ واعلن اغسطس قيصر السلام العالمي، فكرس له مجلس الشيوخ " مذبح السلام" ( Ara Pacis) سنة 13 قبل المسيح؛ وفي عهده نالت روما لقب "سيدة العالم "Caput Mundi). وهو الذي امر باحصاء المسكونة كلها بين سنة 7 و6 قبل المسيح. في هذه الاثناء ولد ابن الله انساناً وسُجل باسم " يسوع ابن يوسف من الناصرة" (يو1/45؛ لو3/23)، في دائرة نفوس الامبراطورية. بهذا القيد انتمى يسوع، ابن الله وابن مريم، الى الجنس البشري، انساناً بين الناس من سكان هذا العالم، خاضعاً للشريعة وللمؤسسات المدنية، ولكن " مخلصاً للعالم" ايضاً. وهكذا تاريخ البشر يمهّد للتدخل الالهي فيه، فينسجم مع تاريخ الخلاص.

ب- المكان محدد هو بيت لحم، الملقبة بمدينة داود (لو2/4)، الى جانب اورشليم مدينة داود بامتياز، لان داود الملك استولى عليها وجعلها مجيدة. يسوع الذي ينتمي الى سلالة داود، اراد بالتدبير الخلاصي ان يكون انتماؤه وضيعاً في بيت لحم، بدلاً من الانتماء الى مجد داود الملوكي في اورشليم. فكان ان ولد في مغارة تستعمل مذوداً للبهائم، بسبب كثرة الوافدين للاحصاء، وبسبب حاجة مريم الى مكان بعيد عن الانظار لتلد ابنها. لقد وضعته في فقر المذود وحالة وضيعة للغاية، فيظهر فقر المسيح منسجماً مع فقر امه (لو1/48)، ومع فقر الرعاة الذين اعلنوه وسجدوا له، فبات الفقر يشكل غنى روحياً وخلقياً في حياة المؤمنين والكنيسة.

داود نفسه الذي من بيت لحم، والابن الثامن والاصغر ليسّى، وراعي الغنم، اختاره الله ومسحه ملكاً على يد صموئيل (1صمو16/1-13). هذا الفقير الوضيع اصبح، بنعمة الله واختياره ومسحته، البطل المحبوب، وقدوس اسرائيل، والملك التيوقراطي بامتياز، والشاعر والنبي، ورمز المسيح (1042-971 قبل المسيح). هذه قيمة فقر المسيح الذي " افتقر وهو الغني ليغنينا بفقره" (2كور8/9)، ودعانا بولس الرسول لنتخلق بخلقية هذا المسيح ( فيليبي2/5-8)، بولس الرسول اكّد حقيقة تاريخية قديمة وجديدة، هي ان الله اختار جهال العالم ليخزي الاقوياء، واختار الوضيعة احسابهم في العالم والمنبوذين والذين ليسوا بشيء ليبطل المعدودين، لكي لا يفتخر بين يديه كل ذي جسد" (1كور1/27-29). ويعقوب الرسول اشترط فضيلة الفقر لدخول الملكوت: " اما اختار الله فقراء العالم، الاغنياء بالايمان، ليكونوا ورثة الملكوت الذي وعد به الله من يحبونه؟" ( يعقوب2/5). وجعل السيد المسيح هذا الشرط في رأس دستور الخلاص: " طوبى للفقراء بالروح، فان لهم ملكوت السموات" ( متى5/3). وهكذا تمت نبوءة ميخا ( سنة 700 قبل المسيح): " وانت يا بيت لحم، انك اصغر عشائر يهوذا، ولكن منك يخرج لي من يكون قائداً لشعبي واصوله قديمة، منذ ايام الازل" (ميخا5/1).



ج- الاسرة محددة هي عائلة يوسف ومريم الزوجين البتولين، من الناصرة وكلاهما من سلالة داود. هذه العائلة تسجلت في الاحصاء المدني العام، مع كل ما للابوة والامومة من مفاعيل على حياة يسوع ورسالته. شخص الابن الاله يتأنس آخذاً جسداً من مريم، وبالتالي هي ام هذا الشخص في طبيعته البشرية، وتدعى ام الاله " Theotokos"، كما اعلنها مجمع افسس ( سنة 431). فالامومة تشمل الشخص بكامله، ولا تقتصر على الجسد، ولا على الطبيعة البشرية وحدها. لقد حبلت مريم بشخص هو ابن الله، الواحد مع الآب في الجوهر. انها في الحقيقة ام الله المتأنس، الذي غذته بحليبها وسكبت في قلبه حبها وحنانها وقيمها، وربّته وتعهدته وشاركته في رسالة الفداء (انظر كرامة المرأة،4).

يوسف زوج مريم، الذي لم يولد المسيح من زرعه بل بقوة الروح القدس، هو ايضاً ابو يسوع في الشريعة مع كامل حقوق الابوة، وقد اختاره الله لذلك. زواج يوسف بمريم ( متى1/16؛ لو1/27) هو المرتكز القانوني لابوته ليسوع. مريم نفسها تسمي يوسف ابا يسوع (لو2/48). لقد اقيم يوسف، بقرار من الارادة الالهية، حارس ابن الله واباً في نظر الناس. فكان كلمة الله خاضعاً ليوسف خضوعاً متواضعاً، يطيعه ويؤدي له كل الواجبات التي يجب على الابناء ان يؤدوها لوالديهم (البابا يوحنا بولس الثاني: حارس الفادي،8).
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تداريب هامة لصوم الميلاد ! كيف تستعد له ؟ لماذا نصوم صوم الميلاد ؟ البابا تواضروس
قسمة صوم الميلاد وعيد الميلاد المجيد - بصوت الراهب القمص آبرأم الأبنوبي
هل يمكن وضع مغارة عيد الميلاد وشجرة الميلاد في منزل فقد أحد أفراده
بمناسبة عيد الميلاد الجميل تأملات لعيد الميلاد المجيد للبابا شنودة الثالث
اخلى ذاته في الميلاد - من كتاب تاملات في الميلاد للبابا شنودة


الساعة الآن 03:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024