رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التنشئة على الرجاء المكان الأول والأساسي للتنشئة على الرجاء هو الصلاة. إن لم يعد هناك أحد يسمعني، فالله يسمع. وإن لم يعد بوسعي الكلام مع أحد، أستطيع الكلام مع الله من خلال الصلاة. فالصلاة هي لقاء مع الله. الإصغاء اليه والكلام معه هما ثمرة الصلاة. لا تعني الصلاة خروج الإنسان من التاريخ والإنعزال عن العالم، بل هي عملية تطهير داخلي تجعلنا نتحد بالله وبالتالي بالناس أيضًا. ولكي تنمّي الصلاة هذه القدرة المُطِّهرة يجب أن تكون شخصية علائقية وفي الوقت ذاته في شراكة مع صلاة الكنيسة في وحدة رجاء. فالرجاء المسيحي الحقيقي هو دائمًا رجاء شخصي وللآخرين. إن العمل الإنساني الجدي هو أيضًا رجاء، لأننا بالتزامنا به نساهم في جعل العالم أكثر إنسانية. حتى وإن لم يعد لي شيئًا أرجوه، إما بسبب الأوضاع السياسية والإقتصادية وإما بسبب الفشل الذي يمكن أن أتعرض له في حياتي، فأنا اؤمن بأني قادر على تحرير حياتي والعالم من كل الأوبئة التي تستطيع أن تهدم الحاضر والمستقبل. إن عملي المرتكز على وعود الله والرجاء المسيحاني يعطيني الشجاعة على المساهمة البنّاءة لملكوت الله. والألم هو رجاء لأنه جزء من الحياة الإنسانية. طبعًا يجب النضال ضدّ الألم البشري وفعل كل ما في الامكان للتحفيف منه. وإذا كانت إزالة الألم من العالم ليست من إمكانيتنا، فالله استطاع ذلك بصيرورته إنسانًا وبتألمه معنا. نحن نؤمن بأن هذا الله موجود لذلك رجاؤنا كبير بالإنتصار على الشر والشفاء من الألم. ما يشفي الإنسان ليس تلافي الألم بل إمكانية قبوله وإيجاد معنى للحياة بالإتحاد بالمسيح الذي تألم بحب لا متناه. إذا لم يستطع كل شخص أن يجد معنى للألم كطريق تطهير ونضج وكطريق رجاء فلا يقدر أن يقبل ألم الآخر. والمجتمع الذي ليس قادرًا أن يجعل الألم موضوع مشاركة هو مجتمع قاس وغير إنساني. إن قبول الألم حبًّا بالخير والحقيقة والعدالة هو الذي يبني مقياس الإنسانية. يبقى أن نشير الى أن الإيمان بالدينونة هو رجاء بعدالة الله. إن الدينونة تدعو الى المسؤولية أمام عدالة الله ونعمته. النعمة لا تنفي العدالة ولا تحوّل الخطأ الى حق. اللقاء بالمسيح هو العمل الحاسم للدينونة، في هذا اللقاء يذوب كل كذب ويظهر الإنسان على ما هو عليه حقيقة. اللقاء به يحولنا ويحررنا ليجعلنا حقًّا ما يجب أن نكون. دينونة الله هي رجاء، إن من حيث هي عدالة أو من حيث هي نعمة. العدالة تجعلنا ننتظر خلاصنا "في خوف الله والرعدة" (في 2: 12) والنعمة تسمح لنا أن نرجو الخلاص في لقائنا بالديان البارقليط. وإذا كان الرجاء والحب المتجسد في شخص المسيح، يصل الى ما وراء الطبيعة، فإنه بالصلاة يُبقي الاحياء والأموات متحدين فيما بينهم ما بعد حدود الموت. لذلك بصفتنا كمسحيين لا نتساءل كيف نُخلّص ذواتنا، بل ماذا علينا أن نفعل ليَخلُص الآخرون. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أسرار التنشئة في الكنيسة البولسيّة |
التنشئة الصحيحة لتربية الأطفال |
البوسنة والهرسك |
التنشئة المسيحية عيد الغطاس |
التنشئة السليمة للطفل المعوق |