رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نداءات تقولون لي إننا صغار وجماعة صغيرة ولا نستطيع أن نفعل شيئاً ؟ فأقول لكم على لسان يسوع المسيح " لا تخف أيها القطيع الصغير" فإن المسيح اختارنا إلى واقع جديد واقع دعوة وشهادة ورسالة نعيشها في فرح الإيمان. النور يكون ضئيلاً في البيت ولكنه ينوِّر، وكذلك الملح في الطعام، والخمير في العجين، والكنيسة في العالم، فدعوتنا اليوم ورسالتنا هي أن ننطلق إلى العالم بحضور فعال بشهادة ورسالة نابعة من حياة روحية، نازعين عنا عدم الثقة بالنفس وبالمجتمع والخوف والانعزال متذكرين قول يسوع لنا " لا تخف أيها القطيع الصغير" ( لو 12/13). تشبهوا بالرسل لقد كانوا صغاراً وأقلية فقلبوا العالم بإيمانهم وشهادتهم وكأنهم إنسان واحد، هذا ما قاله الناس عنهم. وقول الناس عنا يتحدد بحسب حياتنا الروحية التي نعيشها بشهادة حية ورسالة فعالة على مثال المعلم الأول يسوع المسيح. وهذا الحضور يرتبط ارتباطاً وثيقاً بنوعية الإيمان الذي نعيشه وعمقه وأصالته وصدقه. وقد وهب الله نعمة الإيمان لرسله ومن ثم لخلفائهم ولنا جميعاً وقد نقلتها الكنيسة بكل أمانة رغم الاضطهادات والآلام التي عانتها وخاصة كنيستنا الشرقية. استشهد الكثيرون وأغنى آخرون بفكرهم التراث الشرقي لبناء كنيسة حاضرة في العالم، وتلك التحديات التي واجهتهم تدعونا اليوم لتجديد حياة الرسالة والشهادة التي تسلمناها من آبائنا وأجدادنا، ولكن علينا أن نتعمق بدعوتنا هذه لكي نستطيع أن نعيشها على ضوء الإنجيل في هذا العصر ونكون كنيسة محلية تعيش الواقع اليوم فتسهم في خلق جيل جديد من المؤمنين المدركين معنى انتمائهم إلى مسيحهم وكنيستهم ومجتمعهم. وهذا كله لا يتم إلا بحضور فعال بالصلاة والتأمل وبحياة النسك والتقشف.لأن الإنسان الشرقي إنسان يصلي يقف أمام ربه في الفرح والألم. إذ هو في حوار متواصل مع الله يمجده وينقي قلبه ويجدد حياته. ومما لاشك فيه أن الحياة الروحية تتغذى بالليتورجية والأسرار و بالتوبة المستمرة التي تجدد الإنسان، وبالإفخارستيا التي تشكل أهم روابط العلاقة مع الله والإنسان. فالصلاة بأنواعها هي أسمى مظاهر الحضور المسيحي، وإذا اندمجت بحياتنا في المجتمع أخصبته وهو بدوره أخصبها، فيُضفي على المجتمع صورة المؤمن الحقيقي الذي يستمد حياته من الوقوف أمام خالقه. فروح الصلاة نابعة من أرضنا، لأن أرضنا هي نقطة الحوار بين الله والإنسان وبين الإنسان والله إذ تجسد المسيح هنا فتعلمنا منه الحوار والحضور. واليوم تدعونا الكنيسة إلى تجديد روح الصلاة وخاصة الصلاة التأملية. وتأسيس جماعات للصلاة والتأمل بسرّ الله الخلاصي الذي حققه بيسوع المسيح. ولا ننسى الوجه الثاني للحياة الروحية المغذية للصلاة وهو النسك. فإن آباءنا الذين دخلوا الصوامع وتأملوا الرب وحملوا العالم بصلواتهم من مار مارون وسمعان العامودي ومار شربل وغيرهم، ينتظرونكم لتنهلوا من قداستهم ومن روحانيتهم المتأصلة من أرض الرسالة والشهادة والإستشهاد، وبهذا نصبح علامة حية للملكوت، وأداة تواصل لعمل الفداء |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الكهنة وحالات الوفاة |
نداءات ثنائية |
نداءات محتاجتلك يارب |
نداءات للتبرع بالدم بالعريش |
نداءات الميلاد |