رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نحن والتقليد يعرّف الأب جوزيف موان التقليد ويقول: "التقليد الأساسي هو نقل الإيمان نحو الأمام لا نحو الوراء." من هذا التعريف نستنتج أمرين: 1- إنّ كلمة تقليد لا تعني التكرار، بل النقل. المربّي ينقل التقليد إلى المتربّي. إنّه ينقل التقليد الّذي ورثه، تماماً كما فعل القدّيس بولس: "سلّمتكم ما تسلّمته" (1كو 11/22). ولا يمكن للمادّة المنقولة أن تصل إلى مآلها من دون تغيير أو تعديل إلاّ إذا كان الناقل ميتاً. جسم لا طاقة فيه ولا حيويّة ولا حياة. حين ننقل خمراً في زقٍّ فخّاريّ، تهب الخمر الفخّار شيئاً من خواصّها وتنال منه شيئاً من خواصّه. هكذا يكون حال المربّي، وكلّ إنسان، حين ينقل التقليد إلى غيره. إنّه لا يستطيع أن ينقله كما هو إلاّ إذا كان ميتاً، عديم الروح. ينقله كآلة تسجيل. جلّ ما يمكنه أن يضيفه هو بعض التشويش. إذاً، وخلافاً لما يعتقده بعض الناس، لا يمكن نقل التقليد من دون تغيير. من دون إضافاتٍ أو حذف، من دون إبرازٍ لناحية وإخفاءٍ لأخرى. ولحياة الناقل الروحيّة دورٌ كبير في أن يكون النقل تشويشاً أو تحسيناً. الخمر المعتّقة في زقٍّ من خشب السنديان أجود بكثير من المحفوظة في زجاج. 2- على النقل أن يتمّ نحو الأمام. عليه أن يساعد الإنسان على العيش هنا والآن بحسب إرادة الله. وليس هذا فقط، بل عليه أن يعدّه لمواجهة صعاب الدنيا الّتي ستعترضه مستقبلاً. فصغير اليوم هو شابّ المستقبل. والتقليد الّذي أنقله إليه هو وسيلة خلاص لحياته لا لحياة مَن سبقوه. لذلك على التقليد المنقول أن يقرأ علامات الأزمنة، وأن يمارس الناقل دوراً نبويّاً، فيعلن مشيئة الله هنا والآن انطلاقاً من الأزمنة المعاصرة، لا بعيداً عنها، أو انطلاقاً من الأزمنة الغابرة. يقول البابا يوحنّا بولس الثاني في رسالته "الإيمان والعقل" إنّ ما ينقص التقليد هو قليل من اللحم. ينقصه فكر العالم. على الإيمان أن يتخلّى عن مركزيّته وألاّ يكتفي بأن يفكّر انطلاقاً من نفسه، بل أن يتعلّم كيف ينظر إلى الخارج، ويفكّر في العالم والتاريخ، ويحكم فيما يحدث للناس أو يهدّدهم، ويفكّر في أمور الحياة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كيف تفرق بين الساعات الأصلية والتقليد؟ |
كيف تفرق بين العطور الأصلية والتقليد؟ |
الكتابات المسيحية اللاحقة والتقليد |
الآباء والتقليد |
الكتاب المقدس والتقليد |