رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أخطار الصوم إلا أن ممارسة الصوم في الواقع لا تخلو من بعض الأخطار ، كخطر التمسك بالشكليات الذي سبق ونادوا بها الأنبياء : عاموس : لقد أبغضت أعيادكم ونبذتها ولم تطب لي احتفالاتكم " ( عا 5 / 21 ) ارميا : قال لي الرب : لا تصلِّ ن أجل هذا الشعب للخير، إذا صاموا فلا أسمع صراخهم، وإذا أصعدوا محرقة وتقدمة فلا أرضى عنهم، بل أفنيهم بالسيف والجوع والطاعون " ( ارميا 14 / 12-13 ) والخطر الثاني هو خطر الكبرياء ، والتظاهر، إذا صام الصائم بغاية إظهار نفسه للناس " وإذا صمتم فلا تعبسوا كالمرائين، فإنهم يكلمون وجوههم، ليظهر الناس أنهم صائمون. الحق أقول لكم إنهم أخذوا أجرهم " ( متى 6 / 16 ) لكي يكون الصوم مرضي لدى الله يجب أن يكون الصوم مقروناً بحب القريب وأن يتضمن سعياً وراء البر الحقيقي كما قال أشعيا " إنهم يلتمسونني يوماً فيوم، ويرومون معرفة طرقي كأنهم أمة تعمل البر ولا تهمل حق إلهها . يسألوني أحكام البر ويرومون التقرب إلى الله " ما بالنا صمنا وأنت لم ترَ وعذبنا أنفسنا وأنت لم تعلم ؟ " في يوم صومكم تجدون مرامكم وتعاملون بقسوةٍ جميع عمالكم، إنكم للخصومة والمشاجرة تصومون ولتضربوا بكلمة الشر . لا تصوموا كاليوم لتسمعوا أصواتكم في العلاء، أهكذا يكون الصوم الذي فضلته اليوم الذي فيه يعذب الإنسان نفسه أإذا حنّ رأسك كالقصب، وافترش المسح والرماد تسمي ذلك صوماً مرضياً للرب ؟ أليس الصوم الذي فضلته هو هذا : حلّ قيود الشر وفَكُّ ربط النير، وإطلاق المسحوقين أحراراً وتحطيم كل نير ؟ أليس هو أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل البائسين المطرودين بيتك وإذا رأيت العريان أن تكسوه وأن لا تتوارى عن لحمك ؟ "حينئذ ينبزغ كالفجر نورك ويُعَذب جرحك سريعاً ويسير برك أمامك ومجد الرب يجمع شملك حينئذ تدعو فيستجيب الرب وتستغيث فيقول : هاأنذا إن أزلت من أبنائك النير والإشارة بالإصبع والنطق بالسوء ، إذا تخليت عن لقمتك للجائع وأشبعت الحلق المعذب يشرق نورك في الظلمة ويكون ديجورك كالظهر ويهديك الرب في كل حين ويشبع نفسك في الأرض القاحلة ويقوي عظامك فتكون كجنةٍ ريا وكينبوع مياه لا تنضب " ( أشعيا 58 / 2-11 ) كما لا يجوز فصله بعد عن الصدقة والصلاة، وأخيراً يجب أن يكون حبنا لله الدافع الأول لصومنا، كذلك يدعو يسوع إلى القيام به في تكتم تام، فمثل هذا الصوم المعروف من الله وحده، سيكون التعبير الصادق عن رجائنا فيه، هذا هو الصوم المتواضع الذي يفتح القلب للبر الباطني، الذي هو عمل الآب وهو الذي يرى ويعمل في الخفاء. " أما أنت ، فإذا صمت ، فاذهب واغسل وجهك ، لكيلا يظهر للناس أنك صائم ، بل لأبيك الذي في الخفية ، وأبوك الذي في الخفية يجازيك " ( متى 6 / 17/18 ). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|