منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 08 - 2014, 02:48 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467



باركت طبيعتي فيك

لاهوت التجسد


باركت طبيعتي فيك لاهوت التجسد





لنيافة الأنبا رافائيل







التجسد هو العقيدة العظمى في المسيحية، وهى التي تميزنا عن الأديان الأخرى.







والتجسد هو الينبوع الذي ينبع منه كل الفكر المسيحي وينبني عليه كل العقائد والسلوكيات المسيحية والمفاهيم الإيمانية.















1- ماذا حدث في التجسد؟







كلمة (تجسد) معناها أن:







+ غير المنظور صار منظوراً...



+ وغير المحسوس صار ملموساً...



+ ومن هو بغير جسد صار له جسد حقيقى مولود من امرأة كمثل باقى البشر...



+ الله الكلمة بنفسه هو هو الذى صار إنساناً بالحقيقة...







وحده كان كائناً قبل ميلاده من أمه العذراء، أما باقى البشر: فما كنا كائنين قبل بدء تكويننا فى بطون أمهاتنا، لذلك فنحن لم نتجسد ولكننا تكوننا ووُلدنا، هو وحده تجسد ووُلد لأنه كان كائناً قبل ميلاده على الأرض







عندما بشر الملاك غبريال القديسة العذراء مريم ... حل اللوغوس فى أحشائها، واتخذ لنفسه منها طبيعتنا البشرية واتحد بها كأقنوم ... اتحاداً عجيباً فريداً







اتحد لاهوته بناسوت كامل (نفس وجسد وروح) اتخذه من دم وخلايا العذراء مريم، اتحاداً كاملاً بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ولا تلاش







وولد منها إنساناً كاملاً حقيقياً مساوٍ لنا كالتدبير... وصار الله واحداً منا ... وصار ابن الله ابناً للإنسان... دون أن يتغير (طبعاً) ... ودون أن يفقد لاهوته ... ودون أن يتلاشى هذا الناسوت فى لاهوته.







وُلد يسوع المسيح ابن الله من العذراء مريم، شخص واحد وطبيعة واحدة ... هو الله الحى وهو أيضاً فى نفس الآونة إنسان حقيقى ... بسر عجيب لا ينطق به... هو الله المتجسد ... الله الظاهر فى الجسد، نسجد له ونمجده حتى وهو فى الجسد ... لأنه الله بالحقيقة







وصار بذلك ربنا يسوع المسيح يحمل فى شخصه كل صفات اللاهوت (بالطبع)، فهو الخالق وهو الديان وهو الفادى وهو القادر على كل شئ وهو غافر الخطايا وعارف الخفايا ومعطى الحياة وهو فوق الزمان وكائن قبل الأدهار، وهو كائن فى كل مكان، وهو الأول والآخر، وليس قبله أحد ولا بعده آخر، وهو الصالح القدوس وحده.







وفى نفس الوقت يحمل السيد المسيح فى شخصه القدوس كل صفات طبيعتنا البشرية ومتطلباتها ماعدا الخطية "إذ قد شابهنا فى كل شئ ما خلا الخطية وحدها" (القداس الإلهى الغريغورى).







فهو ابن الإنسان فيما هو ابن الله أيضاً، ويمكن أن يموت وهو ما حدث على الصليب، ورأيناه جائعاً وعطشاناً ومتعباً ونائماً وسائراً، وكان لابد أن يصلى وأن يصوم وأن يختتن وأن يلتزم بالعبادة فى الهيكل وبالناموس... إنه إنسان حقيقى وكامل.







يمكنه أن يخاطب الآب قائلاً: "يا أبتاه" إذ هو الابن الوحيد، ويخاطبه أيضاً: "إلهى إلهى" إذ هو الابن المتجسد... هو الابن والعبد "هوذا عبدى الذى أعضده، مختارى الذى سرت به نفسى، وضعت روحى عليه، فُيخرج الحق للأمم" (إش 1:42)، فقال: "قليل أن تكون لى عبداً، لإقامة أسباط يعقوب، ورد محفوظى إسرائيل، فقد جعلتك نوراً للأمم؛ لتكون خلاصى إلى أقصى الأرض" (إش 6:49)،



"هوذا عبدى يعقل ويتعالى ويرتقى ويتسامى جداً" (إش 13:52)، "من تعب نفسه يرى ويشبع، وعبدى البار بمعرفته يبرر كثيرين، وآثامهم هو يحملها" (إش 11:53).



فالمسيح ابن وعبد، الله المتجسد، له جسد وهو خالق الجسد والمادة، مات وهو المحى لكل النفوس وواهب الحياة لكل الخليقة، تعب وهو المعين والمريح لكل التعابى، نام وهو الله الذى لا يغفل ولا ينام، صام وصلى وهو الله قابل الأصوام والصلوات النقية، خضع للناموس وهو نفسه واضع الناموس.







هو ابن الآب الوحيد "وصار بكراً (من جهة الجسد) بين إخوة كثيرين (نحن المؤمنين به)" (رو 29:8).







هو الخالق وحده وصار بكر كل خليقة بسبب التجسد (كو 15:1).







إنه مساوٍ للآب في الجوهر (فهو الله الكلمة بالحقيقة) ويمكن أن يقول أيضاً: "أبى أعظم منى" (يو 28:14)، لأنه متجسد وفى حالة الإخلاء والتواضع.







إنه يعرف اليوم الأخير والساعة الأخيرة لأنه قال: "أنا والآب واحد" (يو 30:10)، "الآب فىّ وأنا فيه" (يو 38:10)،



"الذى رآنى فقد رأى الآب" (يو 9:14)، "كل ما للآب هو لى" (يو 15:16)، ويستطيع أيضاً أن يقول: "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا الملائكة الذين فى السماء، ولا الابن،



إلا الآب" (مر 32:13)، لأنه متجسد وشابهنا فى كل شئ. إنه يعرف ولا يعرف، ولا عجب فهو الله وهو إنسان (شخص واحد باتحاد عجيب) بغير انفصال وبغير اختلاط ولا تشويش.







صفاته اللاهوتية لم تلغ ولم تشوش صفاته الناسوتية ولم تغيرها... فهو مثلنا فى كل شئ "كان ينمو قليلاً قليلاً بشبه البشر" (القداس الإلهي)... ولكن بغير خطية.







حقاً عجيب هذا السر الإلهى العظيم الذى للتجسد...







ويبرز هنا سؤال... لماذا التجسد؟







2- التجسد والفداء:







لقد تجسد الله ليفدينا من الموت... هذا الموت الذى دخل إلى العالم بحسد إبليس، وبواسطة المخالفة التى وقع فيها أبوانا الأولان آدم وحواء... "وأما شجرة معرفة الخير والشر، فلا تأكل منها؛ لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت" (تك 17:2)، "لأن أجرة الخطية هى موت" (رو 23:6).







هذا الموت صار بسبب الانفصال بين الله (مصدر الحياة) والإنسان







وهكذا وقع أدم ونسله تحت حكم الموت... وكان لابد أن يموت أو يفديه آخر.







+ لماذا لم يسامح الله أدم بدون فداء وموت؟







الله لا يتنازل عن الخطية ... لأنه قدوس ورافض للشر... يمكن أن يحولها إلى آخر (مبدأ الفداء والضحية)، ولابد أن يقتص من الخاطئ أو من ينوب عنه؛ ليعلن أنه رافض للخطية وللشر، حتى ولو كان يحب الخاطئ ويريد عودته عن طريق ضلاله







فعلى أى أساس يسامح الله آدم؟... هل لأن الله موافق على الخطية؟ أو أنه غيّر موقفه من الخطية؟ أم يسامحه لأنه تاب ونقلت خطيته إلى ذبيحة تفديه؟ إذاً ما الداعى للفداء؟ أليس من الأفضل أن يموت أدم ويخلق الله آخراً غيره؟



ما كان هذا الحل يتمشى مع حب الله لآدم ورغبته فى أن يحيا... وهل للشيطان أن يسيّر الأمور على هواه ويفُشّل خطة الله؟ حاشا ومستحيل...







العدل والقداسة يقتضيان أن يموت آدم... والرحمة والمحبة يقتضيان أن يحيا آدم... لذلك فكان ما اختاره الله: أن يقوم آخر بفداء آدم ليتجلى العدل والقداسة والمحبة والرحمة فى أروع صورة...







+ الآن... من هو الفادي:







لقد عمل الله أول ذبيحة أمام أدم ليعّرفه فكرة الفداء... وكأنه يقول له... هذا الحيوان مات... وما حدث له كان مفترضاً أن يحدث لك... ولكنه مات عنك... وها جلده يغطى عريك "وصنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما" (تك 21:3)... لكى يعّرفه أن سفك دم الذبيحة سيؤدى إلى غفران الخطية ومعالجة آثارها (العرى) ويغطى فعلها (كفارة).







ولكن هل الخروف ينوب عن الإنسان؟.. إنها كانت مجرد رمز وإشارة إلى الفادى الحقيقى... كل ذبائح العهد القديم وكل فكرة الأضحية إنما كانت إشارة إلى الفادى الحقيقى...







+ إذن من هو الفادي؟







لابد أن يكون الفادي:







1- إنساناً: لكى يفدى الإنسان.



2- باراً بلا لوم: وإلا احتاج هو نفسه إلى من يفديه.



3- غير محدود: ليفدى كل جموع البشر من آدم إلى آخر الدهور، ولأن خطية آدم عقابها غير محدود إذ أنها موجهة إلى الله غير المحدود.







ولم تكن هذه الصفات ممكنا أن تتحقق فى أى مخلوق، فالملاك بار ولكن محدود... وإذا تجسد ليفدى الإنسان فما ذنبه؟



هل من العدل أن يخطئ آدم فيموت ميخائيل؟ وهل الله رحيم على آدم وغير رحوم على ميخائيل مثلاً؟







لذلك حمّل الله نفسه هذه المهمة الصعبة... فهو وحده بار وغير محدود وإذا تجسد ومات... فهو لم يظلم أحداً بل ظلم نفسه وتحمّل تبعات خطية أدم بنفسه لأنه يحبنا ويرغب فى خلاصنا...







وهكذا جاء إلينا الله متجسداً ليموت عنا... واتحد بجسد بشريتنا القابل للموت لكى يذوق الموت من أجلنا ويرفع حكم الموت عن جنسنا.











كان الفداء هو السبب الرئيسى والأساسى للتجسد
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يسوعى باركت طبيعتي فيك
باركت طبيعتى فيك
باركت طبيعتي فيك
خلقتني إنساناً باركت طبيعتي فيك
باركت طبيعتى فيك


الساعة الآن 08:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024