رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض في الصلاة الربّانيّة أبانا التي علّمنا إيّاها المسيح، نصلّي إلى الله أن تتمّ مشيئته في الأرض كما هي في السماء.لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض. ثلاث علامات نستطيع فيها أن نشدّد على مطلبنا من الله. الأولى: هي مشيئة الله، فلنرى، ما هي مشيئة الله؟. الكلمة مشيئة تنحدر من الفعل شاء ويعني هذا، الذي يرغب ويريد. وفي حالتنا هذه مشيئة الله ليست ما يريد الله لنفسه، بل لخلاصنا. جبل الله الإنسان ليصل إلى الشركة ويتمجّد معه. لكن آدم وحواء تممّوا مشيئتهم الخاصة بهم وهكذا خسروا فرصة أن يشتركوا بمجد الله. يجب على الإنسان الآن أن يطبّق مشيئة الله ليصل إلى المجد والتأله والكمال والقداسة. وهذا ما قد كتبه القدّيس بولس لأن هذه هي إرادة الله قداستكم (1تسا3:4). مشيئة الله أُعلنت من الله من خلال القدّيسين، الأبرار، المؤمنين في العهد القديم، أي الأنبياء. وأُعلنت بتمامها بتجسد ابن الله الكلمة الذي كشف لنا الطريق الذي يجب أن نتبعه لنتألّه. فالمسيح نفسه قال لنا:لا تطلبوا مشيئته (مشيئة المسيح)، بل مشيئة الآب الذي أرسله (1يو20:5). كان القدّيس بولس الرسول مصراً على كونه رسولاً بمشيئة الله(1كو1:1). وهو نفسه أرشد المسيحيين أن يختبروا في حياتهم ?ماهي إرادة الله الصالحة المرضيّة الكاملة (رو12 :2). لكننا هنا نرى حقيقة أخرى. ألا وهي التضرُّعُ إلى الله أن يساعدنا كي نعمل مشيئته، يدلّ هذا أنّ الفضيلة اجتهادٌ لتحقيق رغباتنا، وما هي إلاّ النعمة الإلهية طالما نعمة الله تفعل والإنسان يتجاوب مع فعل الله. العلامة الثانية هي كما في السماء. مع الكلمة السماء نعني جوهرياً، ملائكة الله. وبهذه الصلاة نتعلّم أن نحفظ مشيئة الله كما تحفظها الملائكة في السماء. أولئك من جانب ، يمجّدون الله باستمرار. ومن الجانب الآخر، يطيعون مشيئته، ولا يعبرون أبداً عن اعتراضهم بل يعيشون من الله وهم له أرواح خادمة. هذين الأمرين يعطيان الملائكة استلهاماً مستمراً، فلا يشعرون أبداً بالإرهاق والشبع. وبالتالي بهذه الطلبة نعترف أننا نريد أن نصلّي وأن نحفظ وصايا الله، وهذه الوصايا تعبّر عن مشيئة الله. ونحن نطلب أن تتحقق مشيئة الله كما تحدث في السماء. ففي الطلبة السابقة ليأتِ ملكوتك نشتهي الخيرات المستقبلة وندلّ بذلك أننا نقهر هذه الغربة لنصل إلى هناك. وبسبب تأخر حضور الخيرات المستقبلة وتطول هذه الغربة المباركة عن الله. لهذا نصلّي لنعيش منذ الآن بالأسلوب الذي سنعيشه هناك ونرغب بالسماء قبل أن تأتي السماء. العلامة الثالثة هي على الأرض، هذا يعني أنّه علينا أن نعيش في الواقع على هذه الأرض ، كما تعيش الملائكة في السماء، وكما سيعيش القدّيسون بالحضور الثاني للمسيح. ولأنّ المسيح لم يعلّمنا أن نطلب الأمور غير الممكنة، فهو لا يستطيع على الإطلاق أن يمنعنا من العيش كما الملائكة. فهناك قدّيسون عاشوا محققين هذا في هذه الحياة قبل أن يموتوا، ولهذا نرّتل في الطروباريات أنّهم عاشوا ملائكيًا في العالم، وهذا يدّل أننا نستطيع طلب هذا الأمر وعيشه ملائكيًا من الآن. المشكلة هي أنّه، بينما نصلّي بهذا الدعاء لتتمّ مشيئة الله، نهدف عملياً أن نحققه بمشيآتنا. بينما نصلّي مرات كثيرة إلى الله بكلام لتكن مشيئتك، ولكن جوهريًّا، بأعمالنا وبأقوالنا نطلب منه مشيئتنا، يعني أننا نهدف أن نحقق مشيئة أجسادنا وأذهاننا عاملين مشيئات الجسد والأفكار (أفس3:2). لهذا ليس عندنا هدوء وسكون وفرح، ولا نستطيع أن نتقدّس. لكن يجب أن نغيّر الذهنيات وأن نطلب أن تتحقق مشيئة الله منّا ومن محيطنا، وأن يكون هذا ممكنًا من كلّ البشر. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|