رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وجدت كلمة الله بكل غناها لكي تعرفنا من هو الله وكيف ولماذا خلقنا، وعبرت كلمة الله بكل وضوح عن محبة الله للبشر وحجم تعاملاته الغنية والسخية مع شعبه، وترينا أيضا مدى التزامنا بها وحبنا له وكيف نقدره ونهابه ونحترمه، وهي أيضا ترينا مدى قدرة الله وعظمة سلطانة من الأزل وإلى الأبد. من حيث موضوع المقالة نستطيع نرى الجانب الإلهي في الخلق ثم الجانب الإنساني في العلاقات البشرية. وإذ نظرنا إلى فكر الله في الخلق،فإن الله خلقنا بمشاعر وفكر وإرادة، فيمكن أن نحب ونكره وأيضا نحول هذه المشاعر إلى قرارات في حياتنا وبهذه القرارات يمكن أن نحجز مشاعرنا أو نخرجها تجاه من حولنا وواحدة من هذه المشاعر الحب والجنس. ولأن الله خلقنا ووضع فينا أعضاء مؤهلة لتمارس الجنس ومحملة بقدر هائل من الأحاسيس والمشاعر التي تصاحب وقت الممارسة. ومن كلمة الله تقترب كيف وظف الإنسان الغريزة الجنسية لصالحة أو ضد وما هي الضوابط الكتابية في العهد القديم والجديد. نحن لا نعرف المرحلة التي سبقت السقوط ولا نستطيع الحديث عنها لأننا لا نجد في كلمة الله ما يثبت أو ينفي وجود علاقة بين ادم وحواء، لكن نرى أن الجنس أخذ أبعاد بعد السقوط يتمثل في القصد الإلهي الموجود في تكوين 1: 26، والذي يتمثل في أمر "أثمروا" فصار الجنس مصدر رئيسي للنسل ولكن قبل النسل هناك أمر هام وهو تعبير "وعرف، وإذ يقول إن "ادم عرف حواء".. وهنا نرى قمة التعبير عن العلاقة في المعرفة .. هو الاقتران بين الاثنين في العلاقة. وهذا النموذج يتكرر عبر الكتاب إن الجنس مصدر النسل، ولكن نرى مستوى أقل لهذا الأمر عندما طلبت سارة من إبراهيم الدخول إلى هاجر لكي يأتي بنسل وهنا سقط مستوى العلاقة من المعرفة والشركة إلى (الممارسة الميكانيكية لإنتاج شي محدد). لكن يرتفع الحب على الجنس كممارسة عندما أحب يعقوب راحيل وبالرغم أنه سدد الاحتياج الجسدي بسب ارتباطه بليئه إلا أنه أحب راحيل وضحى بسبع سنوات أخرى لكي يرتبط بمن أحب، واستمر حب يعقوب إلى راحيل حتى وهي غير قادرة على إيجاد نسل. وهنا نرى الحب أكثر من تسديد الاحتياج الجسدي، بل نرى إن نسل المحبوبة يفوق حبا على نسل المكروه، فأحب يعقوب أولاد راحيل، وهذا ينبر على ضرورة الحب قبل الجنس. ثم نرى هبوط أخر إلى أدنى مستوى في قصة يهوذا الابن الأكبر ليعقوب وهو يمارس علاقة بلا سبب غير الإشباع الجنسي دون إدراك لأي معني آخر، وهذا يمثل اليوم تجارة البغاء والدعارة والاغتصاب والتحرش وغيرها من الجرائم التي تقوم على فكرة الغريزة دون النظر إلى الأخر. كما يركز الكتاب المقدس على قصة ذات معني في علاقة الجنس والمسئولية الشخصية على الحياة، أو بمعنى آخر هل الجنس يؤثر سلبا على حياة الفرد، في قصة شمشون نرى أنه مدعو من الله دعوة خاصة جدا لكي يكون قاضي للشعب، وإذ به يخضع إرادته لشهواته ونزواته وعواطفه، الأمر الذي أوصله ليكون في بيت الطحين وفقد عينيه، لقد فقد رؤيته ودعوته وأيضا فقد حياته وهنا صار الجنس أداة للتدمير وضياع الهيبة والكرامة والعمل، ونحن نرى عشرات القصص لرجال أعمال وقيادات وعامة فقدوا الكثير من حياتهم ومن أعمالهم وسمعتهم لأنهم اخضعوا إرادتهم للعاطفة وليس العاطفة للعقل والإرادة الواعية. من جانب آخر نجد مستوى آخر درئ للجنس الذي فيه يتحول الإنسان عن القيمة والمكانة والعلاقة الأدبية والأخلاقية وهذا ما نراه في قصة أمنون عندما استدرج أخته ثامار للاعتداء عليها عنوه وخصب وبدون رضاها فأذلها تحت ما يسمي الحب، والنتيجة التي نالها أنه قُتل بغدر. من المهم إدراك أن الفرد يحصد نتائج مريرة عندما يمارس الجنس بعيدا عن الأعراف الاجتماعية والأدبية والآخلاقيه. واستكمال لمسلسل الاستخدام السيئ للجنس والذي يخرج عن كل الأعراف الإلهية والاخلاقيه نجد أبشالوم يعتدي علانا على كل سواري وزوجات أبيه كنوع من التنكيل والإذلال لأبيه ليؤكد للجميع أنه ضد أبيه وضد العائلة، ولكن الطريقة التي عبر بها هو نوع من الانحطاط الأخلاقي والفكري واستخدام العطايا الإلهية في غير موقعها بل ضد القصد الأسمى وهو المعرفة والحب. من كل هذه القصص التي يذكرها الكتاب المقدس ليرينا شكل الحياة الإنسانية بالقرب من الله والقصد الإلهي أو البعد الإنساني من الله وقصده من الجنس والنتائج المترتبة عليها، ونرى من فَهم القصد وآخرون أساءوا الفهم. بعد أن رأينا المسلك الإنساني للجنس نقترب إلى المفهوم الكتابي بشكل عام للجنس. المبدأ الأصلي والأساسي للجنس: هو أسمى درجات التعبير عن الحب وناتج له، فالكتاب لا يتحدث عن الشهوة بل على العكس يرفض الكتاب المقدس كل صور الشهوة مع الأشخاص والأشياء، وهي وصية واضحة لا تشتهي .. وهي الوصية العاشرة من الوصايا العشر التي أعطاها الرب لموسي للشعب، بل الكتاب المقدس يتحدث عن تعبير آخر وهو الزنا (أي اقامة أي علاقة خرج الإطار القانوني والروحي لها). وفي العهد الجديد ربط الرب يسوع الجنس أو الممارسة الخاطئة في الاستخدام الباطل للجنس بالفكر والنظر واعتبر النظر الغير المقدس هو نوع من الممارسة الخاطئة للجنس أي أنه ارتكب جريمة الزنا كاملة وحتى لم يكن مارسها بالفعل. وهناك سبعة مبادئ هامة للجنس في العهد الجديد · القصد الإلهي والقبول الإنساني · الاتفاق والوحدة · الإعلان والإشهار · القصد والممارسة · القدسية والاحترام · العطاء والبذل · الاستمرار وعدم الانفصال وعليه فالجنس لا يمارس إلا في إطار من الحب ويضاف إليه الإطار الروحي والقانوني المتعارف عليه وبالتالي فان كسر أي مبدأ من المبادئ السبعة يعتبر ، خروج عن الفهم الخاطئ للقصد الالهي للجنس. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|