رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اله الفرح هناك الفرح يفرض نفسه ، يفرد جناحيه ، تعلو موسيقاه ، يرفع صوته ، أما الحزن فينزوي ، ينحني ويلتف حول نفسه لا تخرج منه انغام ٌ بل حشرجات ، فرق ٌ شاسعٌ بينهما الفرح زاه ٍ بالوان ٍ متعددة تتلألأ وتتموج أما الحزن فلا لون له الا السواد ، لون ٌ داكن يُطفئ كل الالوان . الفرح عالي الصوت الحانه مرتفعة ٌ وموسيقاه صاخبة وضحكاته مزغردة أما الحزن فصوته ُ منكسر ٌ ونبراته منخفضة وصرخاته ُ مكتومة متقطعة . نور الفرح ِ كنور الشمس بهي قوي حار عفي يلون كل ما يسقط عليه ، اما نور الحزن إن كان له نور ٌ فكأشعة القمر التي تخترق الفضاء باستحياء ، والانسان يحب رفقة الفرح يتلذذ بصحبته ويصبو الى عشرته لكنه يرفض الحزن ، يتحاشاه ، يهرب منه يتباعد عنه وعن طريقه ، لا يلتقيان ، لا يتصلان ، لا يتصافيان ، لا يسيران معا ً أبدا ً ، لكن بولس الرسول يقول لاهل كورنثوس " كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ " ( 2 كورنثوس 6 : 10 ) . عجيب ٌ لقاء الضدان ، عجيب ٌ لقاء الأضداد لكن الرسول يجمعها معا ً ، يقول : " كَمَجْهُولِينَ وَنَحْنُ مَعْرُوفُونَ ، كَمَائِتِينَ وَهَا نَحْنُ نَحْيَا ، كَمُؤَدَّبِينَ وَنَحْنُ غَيْرُ مَقْتُولِينَ ، كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ ، كَفُقَرَاءَ وَنَحْنُ نُغْنِي كَثِيرِينَ ، كَأَنْ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ " ( 2 كورنثوس 6 : 9 ، 10) . الذي يجمع ذلك كله معا ً هو ذاك الذي اعتلى الصليب ليموت عليه ، مات ليميت الموت ويخرج من قلبه الحياة ، اخرج من الموت حياة . حمل العار على كتفيه ليجعل العار مجدا ً والصليب الملعون فخرا ً . فزع جلادوه ، خاف محاكموه ، ارتعب وارتجف الذي امسكوا به وقيدوه ، جعل الظلمة َ نورا ً والنور ظلمة ، مزق الأحجبة واخترق القبر ، وبه ، به وحده نستطيع ان نجمع الاضداد ونحول الحزن فرحا ً ، إن متنا معه نقوم ، إن صُلبنا معه ننتصر ، إن اتحدنا به نحيا دائما ً ، فالحياة كشعاع القمر يتسلل في سكون ٍ حزين ٍ بين فروع الشجر واوراقه ويسقط على الارض وكأنه بركا ً فضية تمتد باردة ضعيفة هزيلة واهنة . إن سلمته حياتك يملأ بالقوة والدفء كل ايامك وتسقط اشعتك حارة تخترق جدران الظلام والحزن والكآبة وتصدح الحان البهجة والفرحة والقوة . تعلو التسابيح ويعم الهتاف وتتعالى الترانيم " كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ " . مهما ضغطت عليك المشقات والمتاعب والتجارب والاحزان لن تمنع الفرح الذي يملأ قلبك ، اله الفرح هناك |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حيث الفرح هناك نجد مريم |
فحيث لا خطية هناك الفرح |
ليس هناك سلاح أقوي من الفرح بالله |
ليس هناك سلاح أقوي من الفرح بالله |
احلم .. الفرح جاى هناك |