لا تخشى احدا
يتحدث الله معنا بطرق مختلفة وبوسائل كثيرة ، يحدثنا بكلماته المكتوبة في كتابه ويحدثنا شفاهة بلسان اولاده ويحدثنا بالاشارة والرمز في خليقته وخلائقه ، يحدثنا بالتجارب والاختبارات وظروف الحياة حولنا . يحدثنا في الليل وفي النهار ، يحدثنا في الظلمة وفي النور ، يحدثنا في الضيق وفي الفرج ، يحدثنا في الصحة وفي المرض ، يحدثنا وحدنا في خلوتنا معه ، ويحدثنا ككنيسة وكجماعة معا ً . دائما ً يتحدث الله معنا . ويتحدث معنا احيانا ً حديثا ً خاصا ً موجها ً لنا ، حديثا ً ليس للنقل . ويتحدث معنا احيانا ً حديثا ً عاما ً يكلفنا به لننقله ونتحدث به ونعلنه للغير . وحديثه الخاص يكون مرات في الظلمة ومرات في النور . في ظلمة المرض يذكرنا بوعوده وعهوده بشفائنا ، في ظلمة الحزن يثبتنا بتعزياته . في ظلمة الالم حديثه يُعطي نعمة وصبرا ً واحتمالا ً . في ظلمة الوحشة يملأ علينا وحدتنا . وترفعنا كلماته وتنير لنا الظلمة . لولاها لخنقنا الظلام وحطمنا الحزن . وتقربنا الظلمة منه وتخفي عنا كل ما حولنا فنعرفه ونحس به وندرك محبته . كلام التعزية والتشجيع والتقوية لا نسمعه وسط ضجة الحياة وضوضائها . وحديثه العام يكون مرات في الظلمة ومرات في النور أيضا ً . قال المسيح لتلاميذه : " لَيْسَ مَكْتُومٌ لَنْ يُسْتَعْلَنَ ، وَلاَ خَفِيٌّ لَنْ يُعْرَفَ.اَلَّذِي أَقُولُهُ لَكُمْ فِي الظُّلْمَةِ قُولُوهُ فِي النُّورِ، وَالَّذِي تَسْمَعُونَهُ فِي الأُذُنِ نَادُوا بِهِ عَلَى السُّطُوحِ ، " ( متى 10 : 26 ، 27 ) . كان المسيح يعلم تلاميذه ويتكلم معهم على انفراد وفي الظلمة ويتكلمون مع الناس في النور . اختلى الله مع موسى على الجبل وحده منفردا ً ليحمل كلامه للشعب كله ونزل موسى من على الجبل يحمل في يديه لوحي الشريعة والناموس . وأخذ الله ايليا النبي وسار به وادخله الى مغارة في جبل الله حوريب . اظهر الله ذاته لإيليا وعبر امامه وكلمه وكلفه ان يتكلم بكلامه . وامضى بولس الرسول السنوات في العربية وحده مع الله يختلي به وخرج وعاد يحمل رسالته الى الامم والعالم اجمع ولي ولك ولجميعنا . يكلمنا الله في الظلمة ونرى الله وسط الظلام ونسمع صوته في السكون ، ونقبل الظلمة بكل ما فيها ونسعد بما رأيناه وسطها وما سمعناه فيها ثم نخرج نحمل للعالم رسالة القوة والعزاء والتشجيع والرجاء . العطلة التي تقضيها مع الله في الظلمة رؤية ومهمة ومسؤولية عليك . حين يرفع الله الظلمة عنك إذهب وتحدث للناس علانية في النور . لا تخشى احدا ً لا تخف ممن له سلطان على الجسد ، الله يحفظ روحك ويحميك وينقذك