رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مرحلة البنفسجي الغامق وهي تشمل الرسومات المبكرة في الكاتدرائية، والتي تمتد من القرن الثامن إلى القرن التاسع. والألوان الشائعة في هذه المرحلة هي: البنفسجي الغامق، ومعه الأصفر الشاحب (الزعفراني)، وأحياناً الرمادي الفولاذي. في هذه الفترة كانت الكاتدرائية مملوءة من الداخل برسومات للسيدة العذراء، والسيد المسيح، والملائكة والقديسين... ولكن هذه الرسومات لم يكن لها خلفية (ما عدا رسم الميلاد). وهذه الرسومات كانت على مستوى مرتفع ومرسومة على حوائط بيضاء تحت سقف خشبي ومثبت بأعمدة من الغرانيت "الجرانيت" granite (ربما لكي تظهر للكل). ورسومات هذه الفترة تمت على طبقة يليها طبقات أخرى تكونت عند كل تجديد أو إصلاح في الكاتدرائية في القرون التالية. وتغلغُل الفن القبطي واضح في الرسومات النوبية لهذه الفترة (وذلك ظاهر من مقارنة الرسومات النوبية في باويط وسقارة لإدراك هذا)، ومن الجدير بالذكر أن استخدام اللون البنفسجي في فَراس في هذه الفترة له ما يمثله في الفن القبطي التقليدي. وإن كانت توجد بعض الاختلافات بين الرسومات القبطية وبين رسومات فَرس، أي أن الأخيرة تتميز بالاستدارة، وهذا اختلاف واضح بينها وبين الرسم القبطي. وأيضاً طريقة رسم العيون والأنف في رسومات الملائكة والقديسين تُعبر عن خاصية محلية لفناني فَرس. وأيضاً تأثرت الرسومات في النوبة بالفن الفلسطيني - السوري، وأيضاً تأثرت بالأيقونات التي جاء بها الحجاج من أورشليم وتحمل الطابع البيزنطي. وبالإجمال فإن الرسومات في فَرس تحمل آثار الأيقونات التي وصلت إلى النوبة عن طريق الحجاج، والرهبان الأقباط، والفنانين الرحالة، والمسيحيين المصريين الذين نزحوا إلى النوبة. ومما لا شك فيه أن رسومات هذه المرحلة قام بها ثلاثة فنانين على الأقل وليس واحد، وهذا تم معرفته من الكتابات الموجودة على الرسومات. ومن أمثلة رسومات هذه المرحلة: 1- صورة الميلاد: وهي أكبر رسم في الكاتدرائية، وهي تشتمل على المجوس الثلاثة باللون البنفسجي، والرعاة، والملائكة الطائرة. ونستنتج من ذلك براعة الفنان الذي أصبح يرسم أكثر من شكل على عدة مستويات، وهذا يشبه إلى حد كبير مميزات الفن المصري. 2- صورة الشرقية: الرسم مكون من السيدة العذراء وحولها الاثني عشر رسولاً، ويوجد إفريز مرسوم تحت أرجلهم نُفذت عليه أعداد من الحمام باللون البنفسجي الغمق. والرسل يرتدون أرواباً بيضاء متعددة الثنيات، والعذراء تلبس رداء أرجواني (ربما لكي تكون مميزة بينهم)، أما الملك جورجيوس الأول (850-920 م.) رُسم باللون البنفسجي، ورُسم فوق صورة العذراء مع إشارة بيدها التي تستقر على كتف الملك والتي تدل على أنه تحت حمايتها، ورداء الملك يُغطي جزء من الإفريز. وهذا الرسم تم إعادة رسمه عدة مرات. 3- صورة السيد المسيح على العرش: ويوجد تحتها أفريز نُفذت عليه أعداد من الحمام باللون البنفسجي الغامق. 4- صورة بطرس الرسول ويوحنا الإنجيلي: وفيها يظهر بطرس الرسول وهو يحمل في يده مفتاح، ويوحنا اللاهوتي الإنجيلي يحمل كتاب في يده. أجسادهم مصمتة (ليس فيها حركة) ومرتدي أرواباً طويلة، والرسم منسق، والوجوه خطوطها واضحة ومعبرة، والعيون واسعة تنظر إلى الأمام. ويغلب على الصورة اللون الأصفر مع الأرجواني، والهالة موجودة حول رأس كل منهم. ويرجع تاريخها إلى سنة 700-750 م. 5- صورة السيدة العذراء تحمل الطفل يسوع: وهي أيضاً يغلب عليها اللون الأصفر مع الأرجواني. 6- صورة الملاك ميخائيل: وهي باللون الأصفر مع الأرجواني ويرجع تاريخها إلى النصف الأول من القرن التاسع. وهذه الصورة مرسومة على المدخل الرئيسي من الغرب (كمن يحرسون المدخل). 7- صورة القديسة حنة والدة السيدة العذراء: ويغلب عليها اللون الأصفر مع الأرجواني، وهي تضع أصبعها على شفتيها، وكأنها تحتفظ بسر ميلاد العذراء. وتاريخ رسمها يرجع للفترة من 700-750 م.؟ 8- صورة القديس أغناطيوس أسقف أنطاكية: في الغالب رُسمت هذه الصورة في عهد الأسقف أغناطيوس أسقف باخوراس (780-802 م.). وألوانها أصفر وأرجواني فاتح وبنفسجي غامق. 9- صورة يوحنا ذهبي الفم: يظهر القديس لابساً قميصاً ورداء أبيض، وبدرشيل حول رقبته ومتدلي باللون الأبيض أيضاً، وكل اللبس مُحدد باللون الأسود، ويلبس حول العنق شريطاً عريضاً باللون الأصفر ومعلقاً به قلادة، ويحمل في يده اليسرى كتاباً مُجلداً بالأصفر ومُرصَّعاً بالجواهر في كل مربع. شكل اللحية والشارب والجزء المتدلي من اللحية والشعر المجعد يُعتبر رسماً واقعياً، العيون بها استطالة، والأذن بارزة وكبيرة، وهالة من اللون الأصفر الغامق تحيط برأس القديس. وهذا الرسم يرجع إلى بداية القرن التاسع. وهو ثاني قديس من أنطاكية بعد أغناطيوس يُرسم في النوبة، وربما يرجع هذا لعلاقة الكنيسة النوبية ذات المعتقد بالطبيعة الواحدة مع الكنيسة السريانية صاحبة نفس المعتقد. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|