رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«اليزل» هناك ارتباط مباشر بين مجزرة الفرافرة وحرب غزة
الوطن الخبير الاستراتيجى لـ«الوطن»: جميع التنظيمات الإرهابية «أذرع» للإخوان شدد الخبير الاستراتيجى اللواء سامح سيف اليزل، رئيس مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية، على أن مصر تستطيع تماماً الدفاع عن أمنها وأراضيها وشعبها، قائلاً «مصر إيديها طايلة، وإذا ما تهدد الأمن القومى المصرى فمصر قد تخرج لخارج حدودها للدفاع عن بلدها». وكشف فى حوار صريح مع «الوطن»، أن مصر يمكن أن ترسل قوات عسكرية لخارج أراضيها لبعض الدول العربية ولكن بشرطين أساسيين هما «أن تطلب هذه الدولة المساعدة المصرية لتأمين نفسها، وأن تكون المدة قصيرة ومحددة حتى لا تتكرر حرب اليمن». وأشار «اليزل» إلى أن البرلمان العربى التابع لجامعة الدول العربية سيعقد مؤتمراً فى أكتوبر المقبل، بمشاركة 22 دولة عربية منها مصر، لمناقشة الأمن القومى العربى، فى ظل التهديدات الداخلية والخارجية لمعظم البلدان العربية. وللمرة الأولى، كشف سيف اليزل عن أحد أسرار كواليس عزل الرئيس المعزول محمد مرسى، وكيف كان مرسى والمرشد مقتنعين تماماً بأن يوم 30 يونيو مجرد يوم عادى «مكتوب فى النتيجة السنوية وهايعدى». ولفت الخبير العسكرى والاستراتيجى إلى تطهير وزارة الداخلية تماماً من أى شخص كان ينتمى إلى الإخوان، مشيراً إلى أن نساء الإخوان هن همزة الوصل بين قيادات الداخل والخارج فى تلقى الأوامر وتمويل العمليات الإرهابية.. وإلى نص الحوار: ■ مذبحة الفرافرة باتت معها مصر «مكلومة» فى شهدائها من جنود وضباط حرس الحدود، متى سيعود حق هؤلاء الشهداء؟ - مصر لن تصمت، والجيش المصرى بدأ العملية «ثأر 1» ظهر أمس الأول للقصاص لشهدائنا البواسل ويقودها وزير الدفاع شخصياً وليس قائد المنطقة الغربية فقط، والمعركة طويلة ولا يمكن تحديدها بوقت معين، فلا بد أن تتم الأهداف التى وضعت لهذه العملية تماماً، فنحن فى معركة تعد الأولى من نوعها، كما قال الرئيس السيسى، الأعداء فى الداخل والخارج، ومن يعادوننا فى الداخل لهم علاقة بمن يعادوننا فى الخارج، وفعلاً مصر مستهدفة داخلياً وخارجياً، فمصر اليوم الآن تعود كقوة سياسية فى المنطقة إقليمياً وعربياً، وهذا لا يريح الآخرين، وهنا أعنى «التنظيم الدولى وقطر وتركيا»، فى محاولة لتقويض الدور المصرى، وعندما قال الرئيس السيسى لأهالى الشهداء: «ياريتنى كنت مكانكم»، لم تكن جملة مجاملة، فهو كان يعنى معنى هذه الجملة تماماً، وحينما يعد الرئيس السيسى بأنه سيثأر لهم، فهو يعنى أيضاً معنى هذه الجملة تماماً. ■ هل يمكن القول إن هناك ارتباطاً ما بين حادث الفرافرة وما يحدث فى غزة، خصوصاً أن التوقيت يمثل علامة استفهام كبيرة؟ - نعم بالطبع، فهذا التوقيت لم يتم اختياره بشكل عشوائى، بل تم بناءً على تعليمات من الداخل والخارج بشكل مباشر، وهناك ارتباط مباشر ما بين الفرافرة وحرب غزة لسببين، أولهما سياسياً، وذلك لتشويه شكل مصر أمام العالم، فمصر الآن هى قبلة العالم لكل أطراف العالم والمحور الرئيسى الذى يجب أن يكون فى الصورة لاستقرار المنطقة، ولعل العالم كله الآن يلتف حول مصر بشأن المبادرة المصرية تجاه الحرب فى غزة، وهذا طبعاً لا يعجب حماس ومَن وراءها، أما السبب الثانى فهو إحراج الجيش المصرى، فعلى المستوى العسكرى تريد الجماعات الإرهابية التى تحاول أن تجد لها مكاناً فى مصر أن تقول إننا موجودون ونستطيع أن نضرب القوات المسلحة، لإضعاف صورتها أمام الرأى العام. مصر أعلنت المبادرة بعد موافقة إسرائيل وحماس.. وتركيا أمرت «مشعل» برفضها ■ هل العملية «ثأر 1» ممكن أن تتعدى حدود مصر، خصوصاً أن هناك أنباءً تتردد عن تورط عناصر إرهابية من دول مجاورة «السودان، ليبيا»؟ - أرفض التعليق على هذا السؤال لإشعار آخر، لكن يجب تأكيد أن العملية «ثأر 1» هدفها الرئيسى الوصول إلى مرتكبى الحادث الإجرامى والعناصر المساعدة لهم، ومن يقف وراءهم، سواء داخل مصر أو خارجها. ■ من يتحمل قوائم الشهداء المتزايدة يوماً وراء يوم من أبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، خصوصاً بعد رفض «حماس» المبادرة المصرية وتفاقم الوضع يوماً وراء يوم؟ - من المثير للعجب أن قيادات «حماس» وعائلاتها تعيش فى الأنفاق ولم يُصب منهم شخص واحد بخدش، فيما يُقتل أبناء الشعب الفلسطينى كل دقيقة، إن أرواحهم فى رقبة خالد مشعل وإسماعيل هنية، والأيام ستثبت أن المبادرة المصرية لا بديل عنها لوقف الحرب فى غزة. ■ لماذا رفضت حماس المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار؟ - الأوامر التركية التى صدرت لخالد مشعل القيادى بحركة حماس، عقب زيارته لتركيا بشكل مباشر وصريح برفض قبول المبادرة لإحراج مصر، ومن المهم هنا أن نكشف أن مصر لم تعلن عن بنود مبادرة وقف إطلاق النار إلا بعد موافقة الطرفين المتنازعين، لكن حماس تراجعت بعد الأوامر التركية، وعلى قيادات حماس أن يتحملوا نتيجة إراقة الدماء الفلسطينية بعد رفض المبادرة. ■ كيف رأيت تصريحات خالد مشعل عن «نخوة الجيش المصرى» إثر اندلاع الحرب فى غزة؟ - أعتقد أنها محاولة لإثارة الجيش المصرى واستفزازه وجره لما يجرى الآن فى قطاع غزة، لكن فى النهاية أعتبرها مجرد محاولات «ساذجة» سياسياً، لأن مصر لديها الإدراك والوعى السياسى الكافى لوزن هذه الأمور، وعدم الانسياق وراء هذه المزايدات الرخيصة للزج بمصر فى مواجهة مباشرة، لكن الأمن القومى المصرى خط أحمر ولا يمكن الاقتراب منه تماماً، ومصر «كبيرة أوى». ■ ما زال الإرهاب الأسود يفرض نفسه على المشهد المصرى.. فمن يقف وراءه فى الحقيقة؟ - جماعة الإخوان الإرهابية بكل أذرعها، فما زالت هناك حالة إصرار من الجماعة الإرهابية على استكمال ما يكمن أن يقال عنه إنه دائرة «العنف والتخريب والإرهاب فى مصر»، والإرهاب اليوم لم يعد يستهدف فقط العسكريين والشرطة، بل طالت يده المدنيين الأبرياء باستهداف مباشر، وكان آخرها تفجيرات العريش والاتحادية وغيرها. لقد أصبح هناك استحلال لدماء المصريين دون تفرقة «سيدات، أطفال، مواطنين عاديين لا علاقة لهم بأى شىء» وفى شهر رمضان أيضاً، وهذا يوضح تماماً تعطش هذه الجماعة إلى الدماء والقتل، فهم يريدون إرسال رسالة إلى الخارج مفادها أن مصر ضعيفة تعانى الذعر والفوضى تحت رئاسة السيسى، وأنه رئيس ضعيف غير قادر على تحمل المسئولية. ■ هل تعتبر هذا التعطش لدماء المصريين الأبرياء هو نوع جديد من الغباء السياسى أدى إلى استعداء الشارع عليهم؟ - أكيد، لقد وصلت جماعة الإخوان الإرهابية الآن ليقين تام بأن الكره الموجود ضدها فى الشارع وصل إلى القمة، وبالتالى استهداف الناس فى الشارع لن يزيد الكره لأنه وصل لأقصى مدى، وبالتالى لم تعد الأمور تفرق معهم أبداً، إذن ما بعد ذلك كله مباح لهم. ■ هاجم البعض الأداء الأمنى بصفة خاصة لبعض الجهات الأمنية المختصة بسبب البيان التحذيرى الذى أصدرته فى وقت سابق جماعة «أجناد مصر» والتى نُفذ على أثرها لاحقاً تفجيرات الاتحادية.. فأين يكمن الخلل؟ - هناك بالتأكيد شىء ما قد حدث، ووزير الداخلية رأى وقتها أنه لا بد من فتح التحقيق فيه لمنع تكرار ما حدث، فضلاً عن تحقيقات النيابة العامة وهناك بالفعل عدد من الضباط خضعوا للتحقيق للوصول إلى أسباب القصور، لكنى من ناحية أخرى وفى رأيى الشخصى وأعتقد أن هذا القرار موجود مع أجهزة جمع المعلومات سواء كانت الأمن الوطنى أو المخابرات الحربية أو العامة، أن أى إشاعة حتى لو كانت عارضة وليس فقط تهديداً، تؤخذ بمأخذ الجدية. ■ هل هذا القرار صدر بعد تفجيرات الاتحادية؟ - لا، هذا القرار موجود من قبل تلك التفجيرات. ■ هل تتفق مع ما يقال عن أن الداخلية مخترقة، وخاصة فى بعض الأماكن السيادية من جماعة الإخوان؟ - لا أتفق مع هذا الرأى، وإذا كانت هناك أى محاولات لجماعة الإخوان الإرهابية خلال العام الماضى لاختراق وزارة الداخلية، فقد اتخذت الوزارة كافة الإجراءات اللازمة، وأنه إذا كان هناك بالفعل بعض العناصر المنتمية لهذه الأجهزة قد تعاطفت معهم، فأنا أعتقد أن هذه العناصر غير موجودة الآن فى الوزارة! وأن وزارة الداخلية تم تطهيرها من كل ما شابها فى ذلك العام المظلم. ■ لكن نجل عصام العريان طالب فى كلية الشرطة ومعه مجموعة أيضاً من شباب الإخوان؟ - لو سيكون طالباً محترماً لا ينشر الفكر الإرهابى بين الطلبة فليستمر ومن معه، وأعتقد أن تصرفاتهم كلها ستكون تحت المنظار الدقيق لأجهزة الرقابة المختلفة فى وزارة الداخلية، وإذا ما حاول التصرف بأى شكل غير قانونى فسيتم حسابه فوراً. ■ وما السر وراء تعدد التنظيمات الإرهابية على الأرض حالياً «أنصار بيت المقدس، أجناد مصر»، وهل لها علاقة مباشرة بين المجموعة 95 إخوان وهذه الجماعات؟ - كل هذه التنظيمات هى مجرد أذرع لجماعة الإخوان، فكلها مسميات يعمل الكل تحت مظلة الإخوان، والدعم المالى والسلاح واتخاذ القرارات بكل العمليات الإرهابية يكون تحت إمرة تنظيم الإخوان فى الداخل والخارج وهو الذى يدير كل ما يحدث فى مصر، ولا أعتقد أن هناك رابطاً مباشراً بين المجموعة «95 إخوان»، ولكن ممكن جداً أن يكون بعض العناصر قد خرجت من «المجموعة 95» وانضمت إلى تنظيم أجناد مصر الإرهابى، وحماس ترسل من يدربهم أيضاً. ■ لكن قيادات الجماعة فى مصر فى السجن؟ - نعم هذا صحيح، ولكن هناك قيادات ليست فى السجن بعد، محمود عزت فى غزة، بعض القيادات فى قطر وتركيا وبريطانيا وألمانيا. ■ لكن الأمن يعمل على إحكام قبضته الأمنية ضد جماعة الإخوان ويرصد كل تحركاتهم، فكيف يتمكنون من الوصول إلى بعضهم بعضاً؟ - عن طريق السيدات وبشكل كبير حيث تكون نساء الجماعة هن وسيلة الاتصال بين الأطراف من خلال تلقى المعلومات وإرسالها وهن مكلفات بشكل مباشر بتوصيل الأوامر من الخارج والأموال من مكان إلى مكان، بالإضافة إلى أشخاص آخرين انضموا إلى الجماعة وليست عليهم أى شبهات، وملفاتهم نظيفة أمام الأجهزة الأمنية، وبالتالى استخدامهم يصعب المسألة جداً على أجهزة المتابعة، وهناك شباب كثير منهم «حليق الذقن ويرتدى ملابس على أحدث موضة» حتى لا يثير الشبهات حوله. ■ «داعش» نشرت مؤخراً خريطة جديدة للوطن العربى بتقسيم مختلف وكتبت عن مصر «أرض الكنانة».. كيف ترى تهديدات داعش لمصر؟ - رد قوات المسلحة كان واضحاً تجاه ذلك تماماً، «من سيقترب سيمحى فى دقائق»، والناس لا بد أن تعرف أن الجيش المصرى هو أكفأ عاشر قوة عسكرية على مستوى العالم ولسنا من نقول ذلك، بل مراكز الأبحاث والدراسات المحايدة العالمية، فقوة الجيش فى أى دولة تقاس بمستوى الكفاءة القتالية والتى يندرج تحتها الكفاءة النفسية، البدنية، صيانة المعدات والأجهزة، الضبط والربط فى الوحدات وغيرها. علاقة أمريكا بأى دولة فى العالم «ثنائية».. لكن علاقتها بمصر «ثلاثية» بسبب إسرائيل ومصر هى الدولة الوحيدة التى هزمت إسرائيل فى تاريخها، الجيش المصرى هو أقوى جيش فى المنطقة عربياً وإقليمياً وبالتالى هواة الحروب هؤلاء، عليهم أن يعرفوا هم يتكلمون عن من؟ ■ لكن هناك تهديدات صريحة على الأرض تجاه بعض الدول العربية قام بها «داعش» من خلال احتلال أراض بها فعلياً؟ - هذا صحيح، لأنه مدعوم من بعض الدول لتقسيم العراق إلى 3 دول: «كردستان، الشيعة، السنة»، ووصل إلى الحدود الأردنية واحتل معبر «ترابيل» البرى بين الأردن والعراق، ومعبر «عرعر» أيضاً، هم أحلامهم واسعة، لكن عندما تتعلق الأمور بمصر، فعليهم أن يعرفوا أن مصر «إيدها طايلة» ومن يهدد الأمن المصرى القومى، فمصر قد تخرج للخارج لتأمين بلدها وأى تهديد فى الداخل أو الخارج، مصر لن تقف أمامه مكتوفة الأيدى. ■ هل يمكن أن تخرج مصر إلى خارج حدودها أو كما قال الرئيس السيسى فى خطاب تنصيبه «مسافة السكة»؟ - الأمن القومى العربى ككل، جزء منه الأمن القومى للدول المشاركة فيه، أى أن الأمن القومى المصرى، الأردنى، الإماراتى، السعودى مع باقى الدول العربية، يشكل الأمن القومى العربى، كما أعلن لأول مرة أن البرلمان العربى التابع لجامعة الدول العربية سيعقد مؤتمراً فى أكتوبر المقبل سيشترك فيه 22 دولة عربية منها مصر، لمناقشة مسألة الأمن القومى العربى، إذن الأمن القومى العربى موضوع مهم لا بد أن يُبحث بجدية، بعد أن بات مهدداً بكثير التهديدات الداخلية والخارجية. ■ بكل صراحة: «هل مصر ممكن أن تتدخل عسكرياً، ترسل جيش خارج حدودها»؟ - طبعاً، قولاً واحداً، لكن بشروط، الشرط الأول أن تطلب هذه الدولة من القوات المسلحة المصرية الوصول إليها لمساعدتها فى تأمين نفسها، والشرط الثانى أن تكون لفترة قصيرة ومحدودة وليست لفترة طويلة مثلما حدث فى اليمن، فمصر لن تتطوع أبداً «وتقول إحنا جايين ندافع عنكم». ■ فى توقعاتك.. من الدول التى ستطلب من مصر هذا التدخل فى المرحلة المقبلة؟ - حسب التهديدات الموجهة إلى هذه الدول، وأعتقد أن بعض الدول الخليجية التى ترتبط بمصر بعلاقات قوية ومتميزة جداً، وهذه الدول إذا ما طلبت المساعدة من مصر، فمصر لن تتخلى عنها أبداً. ■ ألا يمكن أن «يستعدى» هذا التدخل العسكرى المصرى دول الغرب علينا؟ - لا، لأن التدخل العسكرى سيكون بناء على طلب مباشر من هذه الدول، إذن فهو ليس غزواً، هناك فرق بين أن تقوم دولة بفرض نفسها عسكرياً على دولة أخرى، وبين أن تقوم دولة بطلب مساعدة عسكرية من دولة أخرى، فهذا يأتى فى إطار دعم العلاقات بين الدولتين، المسألة مختلفة تماماً، وحينما تطلب دولة مساعدة عسكرية من دولة أخرى، فهذا يعتبر شأناً داخلياً يخص هذه الدولة، وبالتالى أى دولة غربية ليس لها شأن لهذا بذلك تماماً. ■ لكن بحسابات القوى العظمى، قد يكون الأمر مختلفاً؟ - لا بد من توضيح نقطة مهمة بهذا الشأن، أن هذه القوات إذا ذهبت، فإنها تذهب للدفاع عن هذه الدولة وليس لمساعدة هذه الدولة لغزو دولة أخرى، أو لمساعدة هذه الدولة لمحاربة دولة ثالثة وليس من حق أحد فى العالم أن يتحدث عن شأن داخلى لدولة ما ويسألونها: «لماذا تدافع عن نفسك»؟ ■ هل لك أن تكشف لنا أحد أسرار كواليس عزل مرسى التى تنشر لأول مرة؟ - اتصل بى أحد الوزراء فى وزارة هشام قنديل إبان فترة حكم مرسى وأعتقد كان يوم 22 يونيو وطلب مقابلتى بصفة عاجلة وأحتفظ باسمه، وقال لى: «هل تأتى لى فى المكان الذى أنا فيه»، فقلت له لا، لأن هذا المكان يدخل فيه الإخوان وأنا لن أدخل فيه «وتقابلنا فى أحد الفنادق وقال لى إنه ينوى تقديم استقالته وإن هناك بعض الوزراء الآخرين المنضمين إليه ويرغبون أيضاً فى تقديم الاستقالة، فيسألوننى أولاً: هل تقديم الاستقالة صح أم خطأ، ومتى يكون توقيتها الصحيح وكيف سيتم تقديمها؟ هذه هى الثلاثة أسئلة التى طلبوا منى الإجابة عنها بحكم الثقة التى يرونها فى شخصى، وقال لى أنا مندوب عنهم وأريد أن أعرف كيف نتصرف؟ فنصحته بأن يتم تقديم الاستقالة ثانى يوم الصبح مباشرة فوراً، وتكون استقالة فردية «كل وزير بمفرده»، لكن تقدم فى توقيت واحد «مع بعض» لرئيس الوزراء، ثم تنقطعون عن الدخول لمكاتبكم، وتمتنعون عن الإدلاء بأى تصريحات إعلامية، وهذا من شأنه أن يهز رئاسة محمد مرسى قبل 30 يونيو ويؤثر عليه، وقد حدث بعد ذلك أن المتحدثين الرسميين لرئاسة الجمهورية انضموا واستقالوا أيضاً مع الوزراء المستقيلين، ومحافظ الإسماعيلية استقال أيضاً. وهذا انعكس بشكل مباشر على صورة حكم محمد مرسى أمام الرأى العام وأمام العالم وأن الأمور تنهار من حوله، ومرسى وقتها لم يستطع أن يفعل شيئاً. ■ هل استطعت أن تستشف أن هذه الاستقالة الجماعية لدافع وطنى أم محاولة للقفز من السفينة قبل غرقها؟ - حس وطنى تماماًً. ■ لكن ألم يشعر مرسى ولو لحظة واحدة بالخطر من يوم 30 يونيو؟ - لا أبداً، فقد عرفت أنه قال: «يوم وهيعدى زى أى يوم» والمرشد أيضاً قال وقتها: «يوم 30 يونيو بالنسبة لى مجرد يوم فى النتيجة، هيعدى عادى جداً». من العجيب أن أبناء الشعب الفلسطينى يقتلون.. وقيادات «حماس» وعائلاتهم فى الأنفاق لم يصابوا بـ«خدش» ■ ذكرت هيلارى كلينتون فى مذكراتها المنشورة مؤخراً جملة مهمة تقول: «إذا استخدمنا القوة ضد مصر خسرنا، وإذا تركنا مصر خسرنا» وبشكل مواز كان للراحل عمر سليمان مقولة أخرى أكد فيها أن «الحرب مقبلة مع الأمريكان ولكننا نؤجلها حتى نكون مستعدين» كيف تقرأ هاتين العبارتين؟ - لا أعتقد أن جملة الحرب فى هاتين المقولتين تعنى الحرب بمعناها المعروف، أن تقاتل قوات مسلحة ضد قوات مسلحة، لكنى أعتقد أن الراحل عمر سليمان كان يقصد تماماً الحروب السياسية وليست الحروب العسكرية، ودعينى أقل إن مصر لها وضع خاص دون كل دول العالم فى علاقتها مع أمريكا، فعلاقة أمريكا مع أى دولة فى العالم علاقة ثنائية، لكن علاقة مصر مع أمريكا علاقة ثلاثية «إسرائيل» طرف فيها، إذن فالعلاقة المصرية الأمريكية هى فى حقيقة الأمر علاقة مصرية أمريكية إسرائيلية، يضاف إلى ذلك أن مصر لها خصوصية أخرى فى علاقتها مع أمريكا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|