منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 07 - 2014, 06:52 AM
الصورة الرمزية Ramez5
 
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ramez5 متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,789

داود النبي و سفر المزامير


داود النبي هو الرجل الذي بحسب قلب الله ، وهو مرنم أسرائيل . كان لديه مواهب كثيرة كالغناء والعزف على آلات متعددة ، والرقص ، ومخترع آلات الطرب . كما نسب اليه العبادة والترانيم الليتورجية ( 1 أخ 16:15) أما الزمن الذي سبق داود فكان يتسم بالأناشيد كنشيد البئر ( عد 17:21) ونشيد موسى وأخته مريم ( خر 15: 1-21) ونشيد الظفر لدبورة ( قض 5: 2-31) . لكن داود أنتقل الى الغناء والترانيم واستخدام الآلات الموسيقية وأعداد جوقات وفرق للعزف ، وأستخدام آلات كثيرة ومتنوعة ، ومنها ذوات النفخ (5 ) وذوات الأوتار العادية ( 4 ، 54 ، 55 ، 61 ، 67 ) وذوات الأوتار على الدرجة الثامنة ( 6 ، 12 ) والقيثارة الجتية ( 8 ، 81 ، 84 ) كما كانت تستخدم تلك الفرق الموسيقية البوق والقيثارة والعود والصنوج والدفوف والربابة والتي يذكرها المزمور الأخير . كان داود يغني مزاميره مع فرقته الكبيرة والتي كانت جوقة للتسبيح يقودها كل من هيمان المغني ومساعده آساف بن برخيا ( 1 أخ 6: 33- 39 ) . كانت مزامير داود كصلواته يغنيها وبكل مشاعر وكانت أوتار العود تؤيد صلواته وكان يجدد تلك النغمات والصلوات ، لهذا قال : ( رنموا للرب ترنيمة جديدة ) " مز 1:96 " . لم يكتفي داود بالغناء للرب بنفسه بل كان يطلب من الناس كذلك فقال : ( أحمدوا الرب بالعود ، بربابة ذات عشرة أوتار . رنموا له . غنوا له أغنية جديدة ...) " مز 33: 2-4 " .
الموسيقى التي أستخدمها داود في التسبيح أنتقلت الى العهد الجديد فأستخدمت في الكنائس آلات موسيقية كثيرة ترتفع أصواتها مع أصوات المرتلين الى محضر الرب ، وهكذا يوجد في السماء أيضاً موسيقى تدعم صلوات القديسن الأبرار هناك ، وكما يقول كاتب سفر الرؤيا " 8:5" ( ولما أخذ الكتاب ، سجد الكائنات الحية الأربعة والشيوخ الأربعة والعشرون للحمل . وكان مع كل واحد منهم قيثارة وكؤوس من ذهب مملوءة بالبخور هي صلوات القديسين ) .
أما مواضيع هذه المزامير فمتعددة وهي على شكل قصائد وتسابيح أستخدمت في المناسبات والأعياد ومنها على شكل أناشيد المُلك والموجه الى الرب الأله ( الرب مَلَك ) " 93 ، 96 ، 97 ، 99 " . كلها تشَيّد بمحبة الله الجالس على عرشه السماوي ملكاً يحكم ويقضي بني أسرائيل وسيداً على العالم كله . ولأجل تلك المحبة علمنا المرنم أن ننشد للرب وحسب المزمور "1:96" :
( أنشدوا للرب نشيداً جديداً أنشدوا يا أهل الأرض جميعاً )
وهناك أناشيد صهيون التي تنشد بأورشليم وبالهيكل المقدس وتعطي لصهيون صفات مدح لأنها عاصمة داود الملك والمركز الديني لبني أسرائيل ، أنها مدينة الله العلي ( أورشليم ) .
كما لداود مزامير يدعو فيها الله للأستغاثة لكي ينقذه من الأزمات والضيقات التي عاشها وهو مطارداً من قبل عدوه الأكبر شاول . يتوسل فيها داود مبتهلاً ، ومن ثم يلتمس العون . هناك صلوات فردية لداود كان يتلوها مع نفسه . وهكذا بعده شعب أسرائيل كله لم يكف عن تلاوة المزامير عبر الأزمنة وترنيمها في المناسبات الدينية والأعياد الوطنية ، حتى قيل أن اليهود يولدون وفي داخلهم هذا السفر . كذلك المسيحيين ومن جميع الأطياف أدخلوا المزامير في صلواتهم وترانيمهم وتأملاتهم كما كشفت لهم آيات المزامير نبؤات كثيرة عن ما حدث في العهد الجديد . والعهد الجديد أستشهد بالمزامير بأكثر من مئة مرة . ويسوع نفسه أستشهد بالمزمور " 110 " في ( مت 22: 41 - 46 ). كما أشترك الرسل في ترتيل أناشيد من المزامير قي ختام العشاء السري ، وكما جرت العادة عند اليهود في عيد الفصح ( مت 30:26 )وكذلك على الصليب وقبل أن يلفظ الرب يسوع نفسه الأخير ردد المزمور " 21 : 2 " ( أيلي أيلي لما شبقتاني ؟ ) .
سفر المزامير من الأسفار المهمة جداً في الكتاب المقدس ويحتل مركز الكتاب المقدس ، ولأهميته نلاحظ في بعض الأناجيل ( العهد الجديد ) يرافقه سفر المزامير أيضاً ، وهذا السفر يتكون من " 150 " مزموراً لم تكتب كلها من قبل داود بل داود كتب " 84 " مزموراً فقط . أما الباقية فتنسب الى كتبة آخرين كأرميا وحزقيال وزكريا وحجاي وبني يوناداب . هذا ما توصل اليه علماء الكتاب المقدس .
داود سلم نفسه لله لكي يرعاه من كل سوء فقال ( الرب راعي فلا يعوزني شىء . في مراع خصيبة يقيلني ومياه الراحة يوردني ) " مز 23 : 1 " . لم يكتفي داود بالصلاة والتذرع والعزف ، بل وظف الرقص أيضاً في تعبده لله وأمام تابوت العهد ، فكُتبَ عنه أنه ( رقص أمام الرب ) " 2 صم 16:6 " .
تأثر أسلوب داود النبي في الأجيال وأستمر حتى في العهد الجديد ، فدخلت الموسيقى والألحان الى الكنيسة وحتى القراءات القديمة أو الرسائل والأنجيل فتتلى بلحن وأن كان بدون موسيقى . أما التراتيل والترانيم فتدعمها أصوات الآلات الموسيقية .
نبؤات كثيرة من سفر المزامير تنبأت برب المجد في العهد الجديد ، منذ تجسده حتى صلبه وقيامته ومجده عند الآب . أستخدم الرب آيات كثيرة من هذا السفر في أقواله ، فعندما كان صبياً مفقوداً على والديه ، نال بالمناقشة من علماء الشريعة في الهيكل بهذا المزمور ( قال الرب لربي : أجلس عن يميني حتى أضع أعدائك موطئاً لقدميك ) " مر 1:110 " .
كل ما مكتوب في الكتاب المقدس هو موحى به من الله ، منها المزامير التي قالها داود بواسطة الروح القدس العامل فيه . فليكن لنا أيمان وثقة بتلك المزامير التي نرددها .
لم يكتفي داود بدعوة الناس الى الصلاة والتسبيح لله ، بل دعا حتى الملائكة الى التسبيح فقال :
( باركوا الرب يا ملائكته ، المقتدرين قوة ، الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامه . باركوا الرب يا جميع جنوده ... باركي يا نفسي الرب ) " مز 103 : 20-22" .
أما الجاهل فقال في قلبه : ( ليس أله ) " مز 1:53 " . فالجاهل يقول أيضاً كل شىء في الطبيعة خلقته الطبيعة أي لا علاقة بين الطبيعة وخالقها . لكن داود النبي يؤكد بأن الله هو خالقها فيقول : ( السموات تحُدث بمجد الله ، والفلك يخبر بعمل يديه ) " مز 1:19 " . لم يكتفي داود بذلك بل يدعو الطبيعة وعناصرها الجامدة أن تسبح الربُ خالقها ، فيقول : ( سبحوا الرب من السموات ، سبحوه في الأعالي ... سبحيه يا أيتها الشمس والقمر ، سبحيه يا جميع كواكب النور . سبحيه يا سماء السموات ، ويا أيتها المياه التي فوق السموات ... سبحي الرب من الأرض يا أيتها التنانين وكل اللجج ، النار والبرد ، الثلج والضباب .. الريح العاصفة الصانعة كلمته . الجبال وكل الآكام . الشجر المثمر وكل الأرز .. ) " مز 148 : 1- 9 " .
ألم يرد الرب على الفريسين الذين قالوا له في يوم دخوله الأنتصاري الى أورشليم عندما كان التلاميذ يهتفون بفرح مسبحين الله بصوت عال على جميع معجزات التي شاهدوها ، فقالوا له ( يا معلم ، أزجر تلاميذك ) فأجابهم قائلاً : ( أقول لكم أن سكت هؤلاء ، هتفت الحجارة ) أذاً الطبيعة الغير الناطقة لها قدرة في تسبح الخالق . وداود النبي كان يعرف قدرة تلك الطبيعة في تمجيد الله وحتى في سكوتها ، لأن وجود الطبيعة بهذا النظام الدقيق الرائع الجميل هو تسبيحة تقدم الى الله بسنفونية صامتة تشترك مع البشر والملائكة في تمجيد الله . لهذا يتأمل داود بالأجرام السماوية قائلاً : ( يوم الى يوم يبدي قولاً . وليل الى ليل يظهر علماً . الذين لا قول لهم ولا كلام ، ولا تسمع أصواتهم في الأرض خرج منطقهم ، والى أقطار المسكونة بلغت أقوالهم ) " مز 19 " .
محبة داود لله مليئة بالخشوع والأحترام وأنسحاق القلب والمخافة ، لهذا قال ( أما أنا فبكثرة رحمتك ، أدخل الى بيتك ، وأسجد قدام قدسك بمخافة ) " مز 7 " . وبهذا الخشوع والمخافة كان يشعر بالأستجابة الى صلواته لهذا قال ( بصوتي الى الرب صرخت ، فاستجاب لي من جبل قدسه ) " مز 3 " . كذلك في المزمور " 117" يقول ( في ضيقتي صرخت الى الرب فاستجاب لي ، وأخرجني الى الرحب ) . لكن رغم هذه الثقة فكان داود أيضاً يضعف أيمانه فيعاتب الله في طلباته قائلاً ( الى متى يا رب تنساني ، الى الأنقضاء ؟ حتى متى تحجب وجهك عني .. ) " مز 12" . نعم داود كان رجلاً عجيباً له ثقة بالرب وكذلك كان يشعر بالتخلي وأخيراً يلتمس الرد فيبتهج ويسبح الرب كما في " مز 15" ( أحفظني يا رب ، فأني عليك توكلت ) ثم يلتمس الجواب فيقول : ( فرأيت الرب أمامي في كل حين ، لأنه عن يميني لكي لا أتزعزع )
كان داود يعيش في الرجاء لهذا قال : ( أني أسمع ما يتكلم به الرب . لأنه يتكلم بالسلام لشعبه ولقديسيه . خلاصه قريب من جميع خائفيه ) " مز 84 " . كيف كان يسمع صوت الرب وصوت الروح العامل فيه ؟ كان يسمع في القلب ، والقلب هو مركز كل الأحاسيس والرغبات شاء العلم والطب أم رفض ! والكتاب المقدس يؤيد
ويتحدث عن القلب وأهميته في الأيمان فنجده يتحدث عن القلب النقي ويعلمنا بأن نطلب من الرب يسوع صاحب القلب النقي قائلين ( يا يسوع الوديع والمتواضع القلب ، أجعل قلبي شبيهاً بقلبك الأقدس ) أو نقول ( قلباً نقياً أخلق فيّ يا الله ) .
الأيحاء من الله كان يأتي الى قلب داود وكان يفهم لغته ويثق به لهذا فأن كل المزامير هي دعاء ورجاء وثقة مطلقة بالرب لهذا يقول : ( كثيرة هي أحزان الصديقين ) ولكنه يعالجها بقوله ( ومن جميعها ينجيهم الرب ) " مز 33 " . كذلك يؤكد لنا مز ( 117 " ( الرب لي معين ، وأنا أرى بأعدائي . الأتكال على الرب خير من الأتكال على البشر ، الرجاء بالرب خير من الرجاء بالرؤساء ) .
وأخيراً يوضح لنا داود محبته لديار الرب المقدسة فيصفها قائلاً : ( مساكنك محبوبة أيها الرب اله القوات . تشتاق وتذوب نفسي للدخول الى ديار الرب . قلبي وجسمي قد أبتهجا بالأله الحي . لأن العصفور وجد له بيتاً ، واليمامة عشاً تضع فيها أفراخها ، من لي بمذابحك يا رب الجنود ملكي وألهي ) " مز 83 " . يمدح ويترجى السكون في تلك الديار قائلاً ( طوبى لكل السكان في بيتك ، يباركونك الى الأبد ) " مز 83 " . هذه كانت أمنية داود الوحيدة لكي يحصل عليها فيقول : ( واحدة طلبت من الرب وأياها التمس : أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي ) " مز 26 " . ورغم كل ما كان يتصف به داود ، لم يثق بنفسه للوصول الى مساكن الرب لهذا طلب منه قائلاً ( أرسل نورك وحقك فأنهما يهدياني ، ويصعدانني الى جبلك المقدس ، والى مسكنك . فأدخل الى مذبح الله الذي يفرح شبابي ... أعترف بالكنارة لك يا الله الهي ) " مز 42 " ومن شغف داود للوصول الى بيت الرب يقول ( فرحت بالقائلين لي : الى بيت الرب نذهب ) " مز 121 " لكن داود يجد بأن للوصول الى تلك الديار يجب أن تكون هناك شروط روحية يتسلح بها الداخل ، لهذا يقول : ( يا رب من يسكن في مسكنك ، أو من يحل في جبل قدسك ، الا السالك بلا عيب ، الفاعل البر ، المتكلم بالحق في قلبه ، الذي لا يغش بلسانه ، ولا يصنع بقريبه سوءاً ، ولا يقبل عاراً على جيرانه ...) " مز 14 " كذلك يوضح كلامه في المزمور " 118 " ( هذا هو باب الرب . والصديقون يدخلون فيه ) .
وأخيراً نقول بأشتياق مع داود :
( كما تشتاق الأيل الى مجاري المياه كذلك تشتاق نفسي اليك يا الله )
مز1:42
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
داود النبي هذا الذي قيل عنه في المزمور (اذكر يا رب داود وكل دعته)
صموئيل النبي | قدم داود النبي من الغنيمة لشيوخ هذه المدن
صموئيل النبي | داود النبي في اتضاع يسجد أمام ملك مرفوض
صموئيل النبي | لماذا اختير داود النبي الأصغر بين إخوته
عسائيل ابن صروية | ابن أخت داود | النبي داود خاله


الساعة الآن 09:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024