الخادم لا يتحرك مِن ذاته
لا بد أن تكون دعوة الخادم مِن الله، وليست من ذاته، أو تحت تأثير أي اندفاع أو تهور. فهكذا كانت إرسالية كُل الرسل والأنبياء، لا أحد يتحرك مِن نفسه. فقد نبًه الرب الرسل بعد قيامته قائلاً لهم: "وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم أن لا يبرحوا أورشليم بل ينتظروا موعد الآب الذي سمعتموه منى.... لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لى شهوداً في أورشليم وفى كُل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض" (أع1: 4، 8). وهكذا صار مع صموئيل النبي وناداه ثلاثة مرات، ثم قال صموئيل: "تكلم يا رب لأن عبدك سامع" (1صم3: 9). وهكذا عمل الرسل إذ: "وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس أفرزوا لى برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه. فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادى ثم أطلقوهما" (أع13: 2، 3).
والرب دائماً يسأل: "مَنْ أُرسل ومَنْ يذهب مِن أجلنا" (أش6: 8). لأن: "الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون. فأطلبوا مِن رب الحصاد أن يُرسل فعلة إلى حصاده" (مت9: 37، 38).