خرافات اليهود
وبعد ذلك، أنا أتخيل أنك مشتاق جدًا أن تسمع عن هذه النقطة، وهي أن المسيحيين لا يلتزمون بنفس أشكال العبادة التي يمارسها اليهود. فإذا كان اليهود قد امتنعوا عن أنواع التقدمات الوثنية (التي شرحتها سابقًا)، واعتبروا أنه من الأفضل أن يعبدوا إلهًا واحدًا هو رب الكل، فهذا صواب. ولكن إذا عبدوا الإله الواحد بنفس الطريقة الوثنية فإنهم يخطئون خطأً عظيمًا. فعندما يقدم الوثنيون عطاياهم لهذه التماثيل الخالية من التمييز والسمع، فإنما يقدمون مثالًا للحماقة، ولكنهم من ناحية أخرى بتفكيرهم في تقديم هذه العطايا لله كأنه محتاج إليها، فهذا يُعتبر حماقة وليس عبادة إلهية، لأن الذي خلق السماء والأرض وكل ما فيها، والذي يعطينا كل شيء نحتاج إليه، هو بالتأكيد لا يحتاج أي شيء من هذه الأشياء التي يمنحها للذين يظنون أنهم يوفرون له هذه الأشياء.
ولكن الذين يتخيلون أنه برش الدم ورفع بخور التضحيات والمحرقات يقدمون ذبائح مقبولة لدى الله، وأنهم بمثل هذا الإكرام يظهرون له الاحترام هؤلاء بافتراضهم أنهم قادرون أن يعطوا أي شيء لمن هو غير محتاج لشيء، أرى أنهم لا يختلفون بأي حال عن الذين يمنحون الإكرام للأشياء التي لا تحس، ولذلك فهي غير قادرة أن تتمتع بهذه الكرامات.